التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2021

أين ابن الجوزي.. أين صيد الخاطر؟

شعرت بمرارات كثيرة وأنا أقرأ كِتاب صيد الخاطر لأبو الفرج ابن الجوزي، أوّلها هو قراءتي المتأخّرة لهذا الكتاب، ثانيها هو أن لا أحد، لا أديب ولا متديّن قد تحدّث عن هذا الكتاب الفريد من نوعه، لأن ابن الجوزي معروف جداً بعناوين مُختلفة مثل: زاد المسير، تلبيس ابليس، دفعُ شبه التشبيه، صفةُ الصّفوة، أخبار الحمقى والمغفلين، بستان الواعظين، وغيرهم، ولكن كتابهُ هذا (صيدُ الخاطر) وربما كتاب آخر مثل لفتة الكبد، ليس من بين ما يُذكر في ألسنة الناس ومن يُعرّفون به. وهذا يُذكّرني برواية دوستويفسكي التي تكلمتُ عنها سابقا (رسائل من تحت الأرض)، وقولي بظلم مُحبيه بطمس هذه الرواية وتقديم روايات أخرى، التي لا أشكك في جودتها، ولكن، في كثير من الأحيان، علينا ان نبحث في أطراف الدرج حينما يتعلّق الأمر بالنوابغ والفقهاء، فربّما ما يُشهره الناس لا يكون من أعمق الأعمال. أما المرارة الأخيرة التي شعرتُ بها، هو بظنّي أن أدب المقالات لم ينطلق الا مع مُحاولات ميشال دي مونتين في القرن الخامس عشر، وظنّي أنني لن أجد كتاباً فلسفيا وفقهيا عميقا بأسلوبٍ سهل، بل وبطريقة المأثورات، الا عند الرواقيين، والمتأخرين من القرن الثامن و...

الهاتف الذكي والقطيع.. نيشته شارحاً للعصر.

  الهاتف الذكيّ وظاهرة القطيع، نيتشه يشرح عصرنا. في كتابه العلم المَرِح يقول: "نحن الآن نشعر بالخجل من الرّاحة، التأمّل الطّويل يجعلنا نشعر بالندامة، نفكّر ونحنُ نُراقبُ الساعة، نُفكّر وعيننا مركّزة في بريد البورصة، نعيشُ وكأننا شخصٌ يخشي من تضييع شيئٍ ما، او أن يُفوّتَ عليه شيئاً ما." نُمضي وقتنا في مشاهدة السخافات عبر مواقع التواصل، فيديوهات وصور، فكاهات ومقالب وحيوانات وأطفال، أخبار غير مُهمة نخشى أن نفوّتها، عن فُلان وعلّان، عن أشياء سياسية لسنا بحاجة لمعرفتها. ومع تصاعد هوسنا، يعمل الذكاء الاصطناعي على عرض المزيد من الاقتراحات لأشياءٍ مُماثلة، وهكذا، لن نستيقظ أبداً من هذا التنويم المغناطيسي. حتى أصحاب الفكاهات والمقالب ومربو الحيوانات، لا يعلمون لمَ تُثير فيديوهاتهم كل هذا الاعجاب، حتى الذكاء الصناعي لا يعلم ما الأمر الذي يجعل تلك الامور تشدّ أكبر عدد من الناس، الذين أصبحوا بهذا عبارة عن قطيع. ساعات وساعات أمام هذه المحتويات، مما سبب في تراجع للثقافة العامة للمجتمعات. الاستعمال اللامشروط للهواتف الذكية ساهم في تضخيم قوّة القطيع، القطيع الذي لطالما شكّل ويشكّل خطراً على ...

نيتشه والتاريخ، نظرة وتفكيك

من أجمل كتب نيتشه وأيسرهم، هو تحليل للتاريخ من أستاذ فلسفة اللغة، قراءة وتفكيك وجيز للكتاب.   ..يبدو أن مسألة التاريخ هي عائق يُلازم الإنسان عن سائر المَخلوقات، إن الذي يفكّر في التاريخ تفكيراً صحيحاً، لا يراهُ إلا وسيلةً لما يمكنه فهمهُ من هذا الحاضر. إن الذي يُلقي على الأنام بالتاريخ دون مغزى، لا يزيدهم سوى سوءَ فهمٍ وألم. إن ما يُثقل كاهل الإنسان هو جرّه لتوابع التاريخ، فيحدث أن يتأمل الحيوان متسائلا، لمَ لا يعبّر عن سعادته وهو لا يحمل همّ التذكر والنسيان، فيقول أنه يريد التعبيرَ لكنه ينسى أن يفعل ذلك. إن الإنسان عكس الحيوان يتظاهر بالنسيان والدهشة، إنه عكس الحيوان يفكّر طويلا في المفقود.   إن البالغ لا يترك حتى يبلغ مراده من الطفل، أن يزعجه حتى يخرجه من النسيان، سيجعله يقول ”كان يوماً“.. وحينئذٍ، سيتركه. سيقترب الإنسان بعدها إلى ما يسمى الكفاح والألم والسأم ليفكر في حقيقة واحدة: ماضٍ ناقصٌ لا يكتمل البتة. إن الإنسان يتظاهر، بينما لا يمكن للحيوان أن لا يكون إلا صادقاً، في كل وقت ومكان. إن السعادة كما عبّر عنها الكلبيّ، هي القدرة عن النسيان، القدرة عن النسيان، وليس ال...

رسائل مستحضرات التجميل، النفسية والبيولوجية

لماذا صُنعت مستحضرات التجميل للنساء، بينما لا يحتاجها الرجال؟! [علم البيولوجيا والنفس]. منذ القدم، عُرفت المرأة المصرية والبابلبية بوضع مستحضرات التجميل، ثم تطوّرت شيئاً فشيء حتى وصلنا إلى زمن أين أصبح من الممكن تغيير شكل الوجه والجسم، وليس الإكتفاء بدهنه. الفكرة أعمق من مجرّد اخفاء العيوب، أو لمجرّد الظهور بشكل ”جميل أكثر من العادة“. اللون الوردي والأحمر هو رمزية للدم، يُرف عن الإناث من سن الطفولة إلى المراهقة إلى أواخر العشرينيات، ما يُسمى بـ ”احتباس الماء“، وتلك العملية معروفة عند الجنسين، لكنها بنسبة أكثر عند الإناث، لأن هرمون الأوستروجين يزيد من هذا الإحتباس، لحاجيات المرأة البيولوجية لهذا. هذا الإحتباس، يعطي شكلاً ”أنثوياً“، واحمرارا في الخدين والشفاه، وهذا يعني نسبة ”خصوبة المرأة عالية“ La fertilité. وهذه النسبة هي ما يُغري الرجل في لا وعيه، يعتقد الكثير من الرجال، أن اعجابه بشكل المرأة ووجها عملية يتشارك فيها مع الحيوان، خطأ، لأن الحيوان لا يملك لا وعي يفسّر «سبب اختياره أنثى عن أخرى». المرأة الفاتنة Pulpeuse، هي المرأة التي تُظهر نسبةً عالية من الخصوبة، أي أنها تُعبّر بل...

رحلة في أقاصي الليل.. سيلين

للأدباء أساليب عديدة في إيصال الرسائل، هناك من هم فلاسفة أدباء، مثل نيتشه وكانط، وهناك من هم أدباءُ فلاسفة، مثل دوستويفسكي وكامو، وهناك من نستطيع تسميتهم بفلاسفة الشارع، المجانين الذي لا يتقيّدون بشيء، يلوح في ذهني بوكوفسكي وسيلين. في هذا المقال، سأعمدُ الى تحليل رواية سيلين رحلة في أقاصي الليل، لكن قبل الدخول في الرواية، العديد منكم قد لا يعرف من هو فرديناند سيلين، هو روائي وطبيب، راديكالي الفكر، كان من أكثر الشخصيات الأدبية موالاة للنـ،ـازية في فرنسا، بذلك هُجّر منها بعد سقوط حُكم المارشال بيتان. يتميّز هذا الروائي بالسخرية السوداء، بالسباب والشتم في نصوصه، بالذهاب بعيداً في الأوصاف، بالدعوة والتحريض المباشرين، بالمقت والكراهية لتقريباً كل شيء، للعصر والمحيط والناس ولتجاربه، خاصة في الجيش الفرنسي، للسياسة والاعلام، كان حاملا للواء الفلسفة العدمية، مستاء وكئيب، وفي نفس الوقت، له قلم موهوب جداً في وصف كل تلك الآلام والبغضاء.  لم نعتد على هذا النوع، بل ليس هناك أدباء في عصرنا بهذه الصفات، ببساطة لأنه الامر صار ممنوعاً، لك ان تتخيل أن ما كان يكتبه في زمنه، زمن الحروب وقبول كل شيء، زم...

رسائل من تحت الأرض، شكرا دوستويفسكي

قبل الحديث عن الرواية، أريد أن أشكر الكاتب الفرنسي فرونسوا بيغودو، الذي شاهدت له حواراً مدّته ساعتين، "نعم هذا ما يثير انتباهي، ان أستمع لكتاب وفلاسفة يتكلمون عن أنفسهم لساعات"، وعند نهاية الحوار، أشار على عجالة بانه ينصح ببعض الكتب، وذكر اسم هذه الرواية، فالتقطت العنوان ورحت أبحث عنها، فصدمت وانا أقرأ محتواها، كيف يمكن لهذه الرواية ألا تكون واحدة من أشهر أعمال الفيلسوف الروسي؟ محتوى الرواية يُشبه ضخامة الفيل، مكدّسة بالأفكار، حتى انني قلت في نفسي سأدوّن بعض المقاطع كي أعلّق عليها، فوجدتني أكتب أربع أوراق فقط لمقتطفات. قبل البداية في التحليل، عليكم أن تعلموا أن ليس هنالك شيء يُضاهي نصيحة في صنعةٍ ما، من صاحب الحرفة. رسـائل من تحت الأرض، كتاب فيه مزيج من المونولوج، الحوار الوهمي مع القرّاء، التحليل الاجتماعي والتاريخي والنفسي للإنسان، في قالب روائي، هي رواية، لكنها كل شيء الا رواية بالمعنى العام الذي نعرفه. تَشعُر أن الكاتب كان مضطراً على وضع قصّة ما، لكن الهدف الحقيقي ليس تلك القصة، وهذا ما ذكّرني بعض الشيء، بروايتي مسرحية يعقوب، لا اخفيكم أنني شعرت بالفخر لتطابق الأسلوبين، ر...

الفلسفة المصرية القديمة

الشامل عن الفلسفة المصرية القديمة، التي تقودُ العالم. ▪ظاهرة الفلسفة. لم تعرف الفلسفة شكلها الناضج الا في القرن السادس قبل الميلاد. ومع هذا، فلا يخفى عند الكثير من المهتمين بأمّ العلوم، أنّ مرحلة ما قبل سقراط، كانت المُفعّل والمكوّن الحقيقي لما يُسمّى الفلسفة اليونانيّة. فلاسفة وعُلماء مثل طاليس وفيتاغورس، كزينوفانيس، هيرقليطس، أنتيفونس أو ديموقريطوس، كانوا الحجر الأساس لقيام النهضة الاغريقية، قبل أن تُصبح حضارة هيلينيسية، امتزج فيها الفكر اليوناني بالفكر الشرقي بوضوحٍ تام. عُرف فلاسفة ما قبل سقراط بالنظريات الهندسية والرياضية والكونية، لكن لم تَعرف اليونان في ذلك الوقت حضارة قائمة على أسس صُلبة –عمرانية وإدارية-، عكس الحضارة الضاربة في عُمق التاريخ في الضفة الأخرى من البحر المتوسط، مِصر.  ▪مؤسسة اليونان. لا يَختلف اثنان على أن اليونان هي مهدُ الحضارة الأوروبية قاطبةً، ولكن لكل بداية، بداية أخرى، ولكل مادة وفكرة، فكرة ومادة أسبق. تتضارب الموروثات الحضارية في أصول الفكر ما قبل سقراطي، لكن مما لا يدعو للشّك، أن حساب زوايا وأضلاع ومساحات الأشكال الهندسية لم تَكُن الا بالنّظر الى الهند...

طاحونة تطحن نفسها

طاحونة تطحن نفسها.               [مقال ليس لكلّ أحد] ليس هناك عهدٌ ينتهي من ذاته، إنما ينتهي عندما يملّ الإنسان مما يفعله، فلا تتعاقب الحضارات، سوى من الملل الذي يسودُ شعوبها وعلمائها وحكامها وفرسانها، ذلك الملل الذي يحطّ من الهمم، فتتقابل مع حضارة فتيّة في عزّ شبابها، تُعجّل من هلاك ذلك الشيخ المريض، ولم يشخ حقاً إنًما انتهى شغفه للحياة. هكذا تدول الدول، ترشدُ حتى تسْكَر من رُشدها.  يقف الإنسان الأخير، في عتبة نهاية حضارته، يبكي بكاء الصقور، لا ينفعهُ سوى ابقاء ما سلف في الورق والجدران، أو استشراف ما هو آت،  فتحمله أمواج الحضارات الأخرى، يعيش بين ظهرانها، اِبناً لكل حضارة لا يشيخ ولا يغرق. لا يرفُض الفعّالُ الحضارة سوى ليطرحَ فكرة ما بعدَ الحضارة، بمعاييرَ أكثر صرامة. الهدّام، يرفُض الحضارة لكي ينزل بالعالم إلى جُحرهِ، فلا ننزل إلّا لمن يرفعنا لما وراء الواقع. من يغيّر الحضارة سوى القويّ، لكن تراجيديا القوي أنهُ يعاني أكثر من الضعيف، فالقوي قويٌّ لأنه يتحمّل الصّعاب، فاحموا الأقوياء من الضعفاء، لكي يكون للضعفاء خلفٌ أقوياء. توقّف عن جعل...

التكيّف؛ هاجس الفلسفة الجديد

هاجس الفلسفة الجديد: التعامل مع التكيّف! في كتاب "يجبُ أن نتكيّف، تحت الزامٍ سياسيّ" Il faut s'adapter، تناولت الفيلسوفة "النيتشيّة" باربرا ستيغلر موضوع التكيّف من جوانبه العديدة، خاصة الجانب الفلسفي والإنساني، حيثَ عملت على مسح تاريخي سريع عن التسارع التكنولوجي الذي مس العالم، وقدرة الأفراد على التأقلم أو التكيّف معه، حيثُ أشارت بأن نيتشه، في كتاب Œuvres posthumes، كان قد عبّر عن قلقه من بروز التيلغراف، الذي سيلغي العمل الإنساني، مما سيأثر على طبيعته وجسده وهرموناته، حيث كان متأثراً بالنظرية الداروينية التي ترمي الى تأقلم الانسان مع الوضع، وأشار، أن هذا النوع من التكيّف سيكون مضراً، وهو غير محمود بالمرّة، لكنه واقع وجب التأقلم معه في نفس الوقت. أسست باربرا خطة عمل تاريخية، تدرس بداية ظهور الليبرالية الجديدة في سنوات 1930، وتبلور حكومات جديدة تقود هذا التحوّل الإنساني والحضاري الجديد. فكرة التكيّف مع الواقع، نقلتنا الى فكرة التأقلم مع هذا التأقلم، يقول نيتشه أننا سنقوم بردود فعلٍ، في زمن ردّ الفعل أصلا، ما سيجعلنا نحوم حول نفس الفكرة العدمية، ذوبان العالم في فكر...

الجزائريات أحسن من الفرنسيات

لماذا تتفوق الجزائر و”بعض البلدان العربية“ على دول مثل أمريكا وفرنسا وكندا في نسبة النساء المهندسات بشكل عام، وحاملات الشهادات العلمية الصلبة! فقد أشار موقع المختص بالإقتصاد econstrum، إلى أن نسبة النساء اللواتي اخترن تخصص المعلوماتية وتخرّجن فيه في الجزائر، تصل إلى 48.5% ، تونس 44.2%، المغرب 42.5%، سوريا 43.%.. أما في فرنسا فهي في حدود 26%، الو م أ 20%، كندا 19%.  هذه الدراسة أوضحت أن الدول المتقدمة، نسائها لا تتقدمن للمواد العلمية الصلبة، إنما تخترن علوماً إجتماعية مثل، علم النفس والآداب واللغات!  عكس الدول المصنفة في طريق النمو، نجد نسباً عالية في اختيار العلوم الصُلبة بالنسبة للسيدات! كما ذكرت لكم آنفاً. نستطيع تفكيك سرّ هذه الإختيارات، من جانبين، الأول فلسفي والثاني ليس بذلك البعد عن الأول، الإقتصادي. في بلدان تعاني تراجعاً، أو استقراراً في ضُعف توجهها العلمي، نجد مفارقة تستحق الدراسة، وهو اهتمام السيدات بما هو غير معمّم في بلدانها. أولا، عامل المرأة الأوروبية النفسي، وعامل بلدها الإقتصادي، يسمح لها بأن تختار أي تخصص بحرية تامة، غير مقيدة بنوعية العمل الذي ستوظف فيه مستقب...

تفسيرات جديدة، للثابت المحكم؟!

القرآن الكريم، بين القراءة الأصولية والاستقراء الحديث. عَرفَ عصرنا الحديث، شيوع مصطلح "الاعجاز العلمي"، الذي يرمي الى ربط العلم بالآيات، واثبات صحة الحديث والقرآن، بالتطابق بين ظاهر النص، وآخر ما توصّل اليه العلوم، بمختلف التخصصات. عرفت هذه الحركة رواجاً عبر العالم، بين تأييد المسلمين بشكل عام، واستنكار الآخرين. وقد بيّن الكثير من العُلماء، أن الاعجاز العلمي قد يكون سلاح ذو حدّين، فقد يَدعم ظاهر النص أحياناً، وقد يتغيّر المنظر العلمي، او يتم اكتشاف شيءٍ مخالفٍ تماما، وهذا يضع المُستدَل ببعض الآيات في حرج، لذلك، آثر الكثير من الفقهاء، ألا يتم التسرّع بإسقاط الآيات الثابتات، على الأمور المتغيرات، فالعلم غير ثابت النظرة، لذلك، من العبث أن نُثبت أحقية القرآن، بشيء غير صُلب، والقرآن في ذاته، يؤمرنا بالإيمان بالغيب، ولا يطالبُ بإثبات ذلك مادياً.  لكن هذه الحركة، حركة الاعجاز العلمي، هي حركة مُجتهدة، تُصيب وتخطئ، فلا تُعاب على اجتهادٍ، ما لم تجزُم به، ولم تَفرضه فرضاً على الناس، عكس حركات جديدة، تدّعي انّها قرآنية، أي تعتمد على القرآن فقط، ولا تلتفتُ الى السُّنة، رغم أن نفس الذي أتى...

نص بسيط.. يُهكّر عقلك

منشور لتهكير العقل وكنس الشوائب. ▪مـا الذي يُعطّل فهمنا للأشياء؟ 🔸استباق الأحداث؛ قراءة الأجوبة قبل إجابة الآخر. 🔸 الإنحياز الفكري؛ أن تملك فكرة مسبقة تعتقد أنها الحق المطلق. 🔸الإنحياز التأكيدي؛ تريد البحث عما يدعم فكرتك، أولا وقبل كل شيء. 🔸الإندفاع العاطفي؛ تريد حماية نفسية من الحزن و الكآبة. 🔸المصالح الشخصية؛ ذلك المفهوم سيشوش علاقاتك. 🔸التعصّب؛ مزاجك لا يحتمل التفكيك العلمي. ▪مـا الذي يجعلنا لا نُحسن الإقناع؟ 🔵 بناء الحجة من الشّك؛ ما يبنى على باطل، سيبقى هشاً، الكلام بالقيل طريقه مسدود. 🔵 بناء الحجة بلا مصدر؛ ستقع في حرج لو قلت أنها من رأسك. 🔵بناء الحجة من العاطفة؛ تريد أن تجعل من الوهم شيئا ملموساً. 🔵بناء الحجّة لإرضاء طرف ما؛ أنت لا تتكلم بلسانك وعقلك، إذا كلامك محدود. 🔵بناء الحجة بالحجة ذاتها [المصادرة عن المطلوب]؛ أن نجعل من الماء مصدر لشرح الماء، لا يمكنك اقناع نفسك. ▪مـا الذي يجعلنا لا نركّز، عندما نحتاج التركيز؟ ⚛ المشاكل العالقة؛ كل مشكلة لم تحل، ستعود في غير وقتها تطلب الحل. ⚛ الخوف والقلق؛ تخلص من كل مخاوفك، عالج نفسك. ⚛ التركيز مع عملية التركيز؛ الدوامة، الترك...

الحرية قيدٌ شفاف

الإنسان خاضع للضمنية، فهو ضمن كون، وضمن نظام طبيعي، وضمن عالم المخلوقات، وضمن عالم الإنس، وضمن مجتمعه، وضمن نفسيّته، وضمن قوقعته [ الأنا]، ولو بقينا نعدد الضِّمَن فلن ننتهي.  فقط تخيّل كرة صغيرة، ضمن كرة أكبر منها، وأخرى أكبر.. وكل كريّة خاضعة لظرفها، المرتبط بالكرة المحيطة بها، أصغرهم مرتبطة بأكبرهم بالتسلسل النظامي، المعنوي، الروحاني، والمادي. فعندما يأتي أحدهم، ويدّعي التحرّر، نطرح عليه سؤالاً وجيهاً؛ التحرّر عن ماذا؟ تقصد أن تُصبح إلكترون حرّ؟ لن تجد تعريفاً مباشراً للالكترون المتحرّر.  كل فكرة وحركة واعتقاد يُقيّدك بضمنية أخرى، صنعها أشخاصٌ آخرون. ربما يكون مصطلح [الأحرار والحريّة والتحرّر] هو أكبر أكذوبة يصدّقها بعض الناس. لأنه مصطلح مُقيّد كغيره، فأنت تتحرّر من فهم، لتتقيّد بفهمٍ آخر، حتى لو ادّعيتَ التنصّل من كل المفاهيم، حتى لو سكنت الكهوف، وتجرّدت من كل رمز حضاري، مادي وفكري أو معتقدي، فأنت مقيّد بالفكر البدائي. يُستعمل مصطلح التحرر والتمرد عادة، لإخفاء الإنتماء الحقيقي للأفراد، أو الإنتماء الجديد الذي يعتقدونه، وبحكم القيد الإصطلاحي في المجتمعات، يمتنع الكثيرون عن ذكر المعتق...

مصطلح ”الهيولي“ الغريب

مقال اليوم فلسفي، لا مُجاملة فيه. وأنا أتصفّح كتاب «التوحيد» لأبي منصور الماتُريدي، صاحب المذهب الماتُريدي الشهير، شدّني مُصطلحٌ كرّرهُ بكثرة، وبأسلوب مُزعج بعض الشًيء، فشعرتُ بأنني سمعتُ بهذا المُصطلح من قبل، والحقيقة أنني قرأتهُ عند الفلاسفة، باللغة الفرنسية -Hylé-، لكنني لم أقف عندهُ في ذلك الوقت، لأن فلسفة آرسطو تسمح بأي تصوّر، لكن أن تجدهُ في كتاب ”دينيّ“، فهذا يدعو للبحث الجاد. الهيّولة أو الهيولا أو الهَيولي، هو جزء من خمسة أجزاء لما يُسمّى ”الجوهر“، الصورة، النفس، الجسم، العقل، والهَيولي. نبدأ بتفكيك مصطلح الجوهر! ستجد عدة تعريفات فلسفية له، لكنها تتحاشى القول ببساطة أن الجوهر هو الروح، روح تشبه صورة الجسم لكنها غيرُ مريئة، مشكلة العديد من الفلاسفة الأولين، إما إنكار الروح، أي إنكار الجوهر من أساسه، أو، جعل الروح في كل شيء، أي لكل شيء جوهر! لن تعريف الجوهر فلسفيا، غير تعريف الروح دينيا، لذلك أخذوا هذا المصطلح ووضعوه في وعاء فلسفي، وهي فلسفة تشبه فكرة [ وحدة الوجود، التي ترمي لاتحاد الخالق بالجمادات ] للفيلسوف سبينوزا، ولبعض المتصوفة كابن العربي وابن الفارض وابن سبعين والحلاج، و...