التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسائل مستحضرات التجميل، النفسية والبيولوجية

لماذا صُنعت مستحضرات التجميل للنساء، بينما لا يحتاجها الرجال؟! [علم البيولوجيا والنفس].

منذ القدم، عُرفت المرأة المصرية والبابلبية بوضع مستحضرات التجميل، ثم تطوّرت شيئاً فشيء حتى وصلنا إلى زمن أين أصبح من الممكن تغيير شكل الوجه والجسم، وليس الإكتفاء بدهنه.
الفكرة أعمق من مجرّد اخفاء العيوب، أو لمجرّد الظهور بشكل ”جميل أكثر من العادة“. اللون الوردي والأحمر هو رمزية للدم، يُرف عن الإناث من سن الطفولة إلى المراهقة إلى أواخر العشرينيات، ما يُسمى بـ ”احتباس الماء“، وتلك العملية معروفة عند الجنسين، لكنها بنسبة أكثر عند الإناث، لأن هرمون الأوستروجين يزيد من هذا الإحتباس، لحاجيات المرأة البيولوجية لهذا. هذا الإحتباس، يعطي شكلاً ”أنثوياً“، واحمرارا في الخدين والشفاه، وهذا يعني نسبة ”خصوبة المرأة عالية“ La fertilité. وهذه النسبة هي ما يُغري الرجل في لا وعيه، يعتقد الكثير من الرجال، أن اعجابه بشكل المرأة ووجها عملية يتشارك فيها مع الحيوان، خطأ، لأن الحيوان لا يملك لا وعي يفسّر «سبب اختياره أنثى عن أخرى». المرأة الفاتنة Pulpeuse، هي المرأة التي تُظهر نسبةً عالية من الخصوبة، أي أنها تُعبّر بلغة البيولوجيا على قدرتها العالية على الإنجاب دون مشاكل صحيّة.
تختلف نسبة الخصوبة من إمرأة إلى أخرى، وهذا يعود إلى عاملين؛ عامل الجينات، أي أن الأمر متوارث، أو، خلل هرموني، أي نسبة الأستروجان عندها منخفضة، ما يترتب عنه، قلة احتباس الماء، اي، نقص في احمرار الوجه والشفاه، ونقص في الإمتلاء العام. فيحدث أن تستعمل تلك المرأة ، أساليباً أخرى لتعوّض ذلك النقص [ في لا وعيها ]، وتُعيد الحُمرة اصطناعياً. الكثيرات لا يحتجن لذلك، لكنهن لا يعرفن الحكمة من المستحضرات، فيضفن فوق الحمرة احمراراً ويصبح الأمر هجيناً.
إذا فهمنا أن الرسالة من الأمر بيولوجية بحتة، ثم نفسية. لذلك، نجد أن رسالة الرجل البيولوجية، مضادة لرسالة المرأة، أو معاكسة لها، أي كلما كان شكل الرجل حادّاً وصلباً، كان رسالة منه على علو نسبة التيستوسترون، مما يشير إلى نسبة خصوبة عالية أيضاً، لكن من طريق آخر، غير طريق الأنثى.
فلا بحتاج الرجل لاحمرار ما، وربما تميل النساء لسُمرة وجه الرجل لهذه الحيثية [ بسبب اضطراب المفاهيم عندهن، أي وجب أن يعاكس صورتها البيولوجية كي تستطيع أن ترى نفسها على صورتها ]. القضية كلها في طبيعة الجنسين، كلما كانا في صحة جيدة، كلما أرسلا رسالة بيولوجية سليمة عن خصوبتهم، وتبقى الخصوبة الكاملة، هي السبب الرئيسي للإعجاب بالآخر، عكس ما يشاع عن حسن المظهر.
قد يكون الرجل حسن المظهر، لكنه لا يبعث برسالة خصوبة عالية، كذلك للمرأة.
تفاصيل ذلك لا يحللها العقل بوعيه، بل يحدث ذلك في اللا وعي، لأن التحليل الواع لهذا، يُفقد الإنسان اللذة والشهوة، وهذا ما ققد ينتج عملية عكسية، فالدواء هنا ينقلب سما.
هذا المقال مخصص عن المستحضرات، كان يمكنني الخوض في مواضيع أخرى مثل سبب لباس الكعب العالي، الذي يزيد من حجم الخصر، وهو نفس الرسالة البيولوجية عن الخصوبة العالية، لكن هذه التفاصيل قد يعلمها الكثيرون.
أخيراً، أذكر أن الكذب حرام، وشر ما في الكذب أنه حبله قصير، إذا أظهرتم ما ليس فيكم، فستزيد نسبة إحباط الآخر، وربما -وعلى سخافة الحجة- يسبب في انقطاعات وانفصال، وهدم الأسر.

#عمادالدين_زناف
المقال240

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...