إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة.
هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات.
المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
_
الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية.
تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل.
لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب.
كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".
بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض.
ظهرت شخصية غريبة الأطوار في قادم الحلقات و المعروفة عالميا بالذكاء الخارق، يُدعى هذا الشاب "إل" أو ريوزاكي لاحقاً، كبر إل في كنيسة ترعى اليتامى و العباقرة و المتوحدين، و كان غالبا "إل" من يحل القضايا المعقّدة على الشرطة، محليا أو دولياً.
لم يتأخّر إل في اسقاط "كيرا" ب فخّ عبقري كي يعرف مكانه الجغرافي، حيث ضيّق مساحة الجريمة إعلاميا عن طريق بثها في اليابان فقط ، و كان ذلك عن طريق استفزاز كيرا لقتل أحدهم على المباشر "كان محكوم عليه بالإعدام".
بذلك وفّر إل مجهود الشرطة الى البحث عنه في اليابان فقط.
_
لدينا الآن الشخصيتين ، كيرا ضد إل.
ياغامي رايتو شخصية فريدة من نوعها، فهو في الوقت ذاته عبقري محبّ للخير، وفي نفس الوقت نرجسيّ يفعل ما يراه مناسباً كي يتحقّق العدل و الخير.
ويذكّرنا إل، الى أن الحياة ليست مثل قانون الغابة، فقد تطورت الإنسانية لكي يكون العدل بطريقة عادلة، وليس بطريقة فوضويّة، فقد اعتمد كيرا على قتل جميل من يرتكب جربمة معينة.
وقد تطورت طريقة كيرا الى أسلوب مرضي في تصفية الأشخاص، فلم يعد الأمر يقتصر على المجرمين فحسب، بل على كل من يقف عقبة أمام طريقته تلك في فرض العدل و الخير، فقد أصبح كيرا من مجرد مدافع على الحق الى شخص يدّعي الألوهية جهراً.
و هي اشارة الى كل جبّار لديه شبه مسؤولية في محيطه، فالسلطة اذا وقعت في يد نرجسيّ متألّه، تنتهي بخراب وشيك، ولو بإسم بسط العدل و الحق.
وصل إل الى كشف حقيقة كيرا " على أنه ياغامي رايتو "، لكن إل كان شخصاً عاطفياً جداً، حيث شعر بالصداقة والودّ مع رايتو، و أراد ان لا يصدّق أنّه هو كيرا، رغم يقينه بذلك.
و هذا عيب العواطف عندما تعيق الحقائق التي نراها كل يوم من أشخاص نريد أن تعتقد فيهم الحب و الوفاء، رغم العيون الكارهة و الماكرة التي نراها بوضوح تام.
وصل الأمر ب كيرا الى درجة الدخول في إغراء الجميع و التلاعب بمشاعرهم، بل و اللعب و التحدي على ان يكتشفوا حقيقته.
الأمر الذي وصل بالسماح لـ " شينيغامي" آخر ان يكشف اسم ريوزاكي "إل" و كتابته على مذكرة الموت..وقتله!
سيطر الانانية على قلب رايتو حيث زار قبر إل، و عندما غادر الجميع، راح يضحك بشكل هيستيري "لقد انتهيت منه،لن يعيقني أحد الآن".
ظهر في الثلث الأخير من الأنيم مراهق عبقري من تلاميذ إل و يُدعى " نير"، و كان نير يعاني من التوحّد مثل إل،وهو من نوع أسبرجير، اي توحّد العباقرة.
يعتبر نير شخصية ساخرة غير مهتمة بالمحيط، محب للدمى و الألعاب، واعتبر قضية كيرا مجرد لعبة اسقاط الدمى.
و كما كان متوقّع، اسقطت تلك النرجسية المتفجرة كيرا في فخّ نير، بما ان كيرا يريد في كل مرة اثبات انه اذكى من ان يتفادى الصراع المباشر.
تنتهي الأحداث في مهجع معزول، يتواجد فيه رايتو ضد نير و الشرطة، و انتهت القصة بأن نير استبدل المذكرة من مساعد كيرة و اعطاه اوراق غير فعّالة منها..
كيرا كان متأكد أكثر من اللزوم ان بعد كتابة مساعده لأسمائهم الحقيقية في المذكرة سيفوز، الأمر الذي لم يحدث، و حوصر رايتو، وتم اطلاق النار عليه و قتله، وقد تحول هو الآخر الى "شينيغامي"..
_
نرجسيتك لن ترمي بك الا الى الهلاك.
لن يكون الانسان الهاً.. الرب رب جل جلاله، و الإنسان أضعف مما يعتقد.
لا تترك العاطفة تتحكم في قراراتك.
لا تحقد على الشرير، لان هذا سيجعلك تأخذ نفس اساليبه.
اياك و جنون العظمة باسم السلام و الحق.
_
انتهى
#عمادالدين_زناف
ابدعت عماد في هذا النقال ، و حمستني لمشاهدة الاينمي
ردحذف