كنت قد أشرت إليه في السابق، ولم أخصّص له مقال مُفصّلاً كما يجب، فها هو المقال، لنتحدّث بالتفصيل المُمل عن 🔹عـِـلْـ الكلام ــمِ🔹 يفتتح مُحمد جواد مُغنية كلامه في تعريف علم الكلام، في كتابهِ "معالم الفلسفة الإسلامية" بمقولة سيدنا علي بنُ أبي طالب كرّم الله وجههُ (بعَثَ اللهُ مُحمدا صلى الله عليه وسلّم، وليس في العرب يقرأ كتاباً، ولا يدّعي نُبوّة ولا وحياً). تفصيل كلامهِ يُجمل معنى أن العرب لم يكن لهم شأنٌ ولا ميول للعلم ولا للمعرفة الدينية الواسعة، فكُل تفاصيل حياتهم كانت بالتقاليد الموروثة عن آبائهم، وكان هذا هو ردّهم عن النبي صلى الله عليه وسلّم (انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مُقتدون) سورة الزُخرُف. فتغيّر الأمر تماما بعد الإسلام، فقد سمعوا وتعلّموا أموراً جديدة عليهم، وبعضها لم تُعرف في لسانهم، مثل (الرُويبضة) و(الهرج) و(السنون) و(الوهن)، ولولا قولهم (وما الرويبضة.. وما الوهن) قبل كُلّ تساءل عن المصطلح، لما عرفنا أنهم لم يكونوا يعرفونه بين ألسنهم (وهذا لا يعني أن لا أصل له في اللسان). فسمعوا أخبار الأقوام واطّلعوا على بعض العلوم والروحانيات، وشاهدوا...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب