🔸مدرسة الجزائر في مقاومة الإستدمار 🇩🇿🇱🇾🔸
وُلد الشيخ محمد بمُستغام سنة 1787م، ربّته عمّته فاطمة، وعندما كبر قليلاً سافر إلى فاس، فأخذ العلم عن شيوخها، ثم عاد إلى جنوب الجزائر، فتتلمذ عند شيوخها ودرّس فيها، بعد ذلك سافر إلى مكّة، فأخذ يتعلم كل شيء، من التصوّف إلى فقه المذاهب إلى تعلم الفكر السلفي. أسّس هناك، أي بمكّة أول زاوية، وتسمى الزاوية السنوسيّة، علّم فيها الطلاب العلم الصحيح، والتصوف المليح، الخال من الشركيات والبدع، وعلمهم المِهن والصناعات التقليدية، وإلزامية مقاومة الإستعمار الفرنسي في الجزائر، وكل إستعمار في أرض الإسلام. بقي في مكة خمس عشرة سنة، ثم عاد بعدها للجزائـر مجاهداً ضد الإستعمار الفرنسي، لكنهم منعوه من دخولها، فأقام بليبيا في طرابلس. فكان يراسل الأمير عبد القادر بالجنود والعتاد.
فداوم على الترحال، واستقر في بُرقة الليبية، وبنى فيها الزوايا، فأصبحت له مدرستان، سنوسية الحجاز، وسنوسية برقة. عُرف بعدم تمرده على الدولة العثمانية.
وُلدَ له محمد المهدي، ومحمد الشريف.
وعاد للحجاز مجددا ومكث فيها ثمان سنوات، ينشر العلم بين قبائلها. فنشأت له عداوات تخالف منهجه السويّ.
ثم عاد إلى ليبيا وتوفى سنة 1859م.
فبـايع السنوسيون إبنه محمد المهدي ليخلفه، فكان عالما ومُوحّداً للقبائل، وداوم دعم الثورات الجزائرية. فسافر للسودان ليحرّض الناس لمقاومة الإستعمار الفرنسي الذي وصل إلى التشاد. ثم توفى جراء المرض سنة 1902م.
خلفه أحمد الشريف إبنُ أخيه، كان حافظا للقرآن ومرافقا لعمّه.
شارك السنوسيون جزائريوا الأصل مع شرفاء ليبيا في مقاومة المستدمر الإيطالي، جاء إدريس المهدي السنوسي، إبن عم أحمد الشريف، فاختلف مع أحمد الذي كان يريد إكمال المقاومة، وكان إدريس يرى الكف عن ذلك إذ لم يبادروهم بالعداء، حيث كانت فترة هدنة وسلام.
فبويع إدريس السنوسي أميراً، فرحل أحمد الشريف إلى تركيا.
عاد الاستعمار بأكثر عنف مع قدوم الفاشـ.يين، وكسروا الهدنة. فهدموا الزوايا السنوسية. فاشتعلت المقاومة مجددا.
وبين هذا وذاك، تربّى أسد الصحراء، عمر المختار، في هذه المدرسة السنوسية، وتتلمذ بين شيوخها، وكان الرجل الذي هزّ كيان المستعمر الإيطالي.
المقال 212
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق