الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

السّعد التفتازاني ✨



رجلٌ يعدّ من درجة الغزالي، والسرخسي، والباقلاني! 
فمن هو؟ 

🔹المختصر عن السّعد 🔹
هو سعد الدّين مسعود ابن عُمر ابن عبد الله، وُلد في تفتازان بإيران سنة 1322م وتوفى في سمرقند في أوزبكستان سنة 1390م. 
▪هو إمام حنفيّ، فقيه، نحوي وبلاغي، وعالم منطق، ومُتكلّم. تلقّى علمه من الإمام العبقريّ، عضد الدين الإيجي، والقُطب التحتاني، عالم المنطق والمعقولات. من تلاميذه علاء الدين البُخاري المعروف في ردّه على المُجسّمة.
كـان السّعد طالباً ثقيل الفهم، ليس سريع البديهة، لا يَحفظ، إلى أن جاءته رؤيا، وفيها أن قدِمَ إليه رجلٌ يطلب منه ان يأتي معه في نزهة، فردّ عليه سعد الدين أنه مشغول بالقراءة، فهو لا يرى نفسه أهلا للتنزّه لأنه ضعيف العلم، فأصرّ عليه الرجل، فقال له: لم أرى أبلد منك! قُلت لك أنّ ليس لي في المشي، لست أهلا لهذا! فقال الرّجل: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يطلبك، ففزع سعد الدين وهرول مع الرّجل، حتى إنه قد نسي لبس نعليه، فلمّ اقترب، وجد الصحابة ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فنظر إليه متبسّماً، وقال له، يا سعد؛ نرسل لك المرّة بعد المرّة ولا تأتي! 
فقال سعد بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله ما علمت أنك أنت المُرسل، وإني ذكرت لهذا الرحل بطء فهمي وأنني أكرّر المطالعة ولا أفهم، وليس عندي وقتٌ للخروج؛ فقال له الرسول صلى الله عليه وسلّم افتح فمك يا سعد! ففتح فمه فتفَلَ فيه النبي وقال: ارجع إلى منزلك، وبشّره بالفتح وأن الله سيفتح عليه في العلم فتحاً عظيماً.

▪فمن يكون التفتازاني! وما مقدارُ علمه؟

تغيّر السعد، وانتبه لذلك معلمه عضد الدين، فعظّمه، واشتهر سعد الدين بين طلاب العلم، في علوم كثيرة!
🔹 صنّف في الكلام والفقه والمنطق والنحو والصرف والبلاغة والتفسير، وشرح التفاسير كما أشرتُ في مقالٍ سابق عن نقله للعقيدة النسفية لحافظ الدين النسفي، التي ردّ فيها عن السفصطائين، وهو من أشهر مصنّفاته الكلاميّة، حيث وضعت له حواشي كثيرة جداً، وشرحوا شرحه للعقائد في الهند وباكستان وإيران وتركيا العثمانية.
له ايضا شرح المقاصد، وكتاب تهذيب المنطق والكلام، وهذا الكتاب حمّلته منذ مدّة، وتقّفت عن مطالعته لصعوبته عليّ في ذلك الوقت، عُدت إليه منذ أيام، فوجدت نفسي أحسن، ولم يكن هذا ليحصل لولا أني طالعت العديد من كتب المنطق والكلام متفرّقين، هذا الكتاب مُعتمد عند جميع المسلمين، سنة وشيعة، فهو السّد المنيع لكل من يتوهًم الثغرات في الدين، أمـا في أصول الفقه، فقد صال وجال، وقد كان على الطريقة الحنفيّة، فكتب المطوّل على التلخيص، ليشرح شرح معلمه العضد في الأصول. وصنف كتاب التلويح في شرح التنقيح في صدر الشريعة، وفي الصّرف، إقرأ جيّداً هذا: فقد ألّـف كتابه شرح تصريف الزنجاني وهو في سن ▫السادسة عشر▫. وأمـا في البلاغة، صنّف كتاب المُطول في شرح تلخيص المُفتاح، فهو مرجع جميع العلماء، بدأ في كتابته وعمره عشرون عاماً. لهُ أيضاً حاشية على تفسير الكشّاف للزمخشري.

                       فيـا تُرى، أين  نحنُ من هؤلاء ؟
    أليس عار علينا أن نُلقّبَ بالمُبدعين وبكل ما هو ليس فينا!

▪عقيدته: هو سني أشعريّ على طريقة أبو الحسن الأشعريّ، وله بعض الآراء التي تشير أنه كان سُني ماتورديّ على طريقة ابو منصور الماتريدي أيضاً، وهو كلاهماً معاً، إلا أنه مُتكلّم، ولهذا نُسب للأشاعرة، لأن لهم في الكلام أكثر، فقد تأثر الأشعري بمُعتزليّته السابقة وأخذ منها فنّ علم الكلام، وأضافه للسنّة. واُختلف في مذهبه، شافعي أم حنفي، لأنه يشرح بالطريقيتن أيضاً. 

إقرأ لهُ. رحمه الله.

المقال 216
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق