الاثنين، 27 سبتمبر 2021

شمسُ الأئمة



اخترتُ لكم شخصية لا نكاد نسمع عنها شيئاً، رغم أنها لا تقل شيئاً عن الذين نكرر ذكرهم.

▪هو الإمام شمس الدين السرخسي الخزرجي الأنصاري، وُلد في إيران ببلدة سرخس سنة 1009م وتوفى في وادى فرغانة [أوزجند] بأزبكستان سنة 1090م.
▫هو من أئمة المذهب الحنفي،  فقد شرح في كتابه المبسوط ستة من عمدة كُتب ”ظاهِر الرواية“، التي جمعها [الحاكم المروزي الشهيد]، فكتابه يعد المصدر والمرجع للمذهب. وقصًة كتـاب المَبسوط من أعجبِ القصص.
▪كان الخاقان الذي يحكم إحدى مدن المنطقة، يحب إمرأة طُلّقت من زوجها، فاستعجل الزواج بها قبل انقضاء العدّة الواجبة، فبحث عن فتوى تُجيز لهُ ذلك، فوقف شمس الدين سدّاً له، ولم يُجز له ذلك، فحكم عليه الخاقان بالسّجن، وبقي فيه خمس عشرة سنة كـاملة.
▫السّجن في تلك البلدة كان داخل بئرٍ! فذكر شمس الأئمة مِحنته في كتبه [باب الطلاق، باب العتاق..] أنه المحبوس، المُبعد عن أهله، لكنه لم يكتب بيده!
▪فقد كان يُمليه إملاءً على الناس، تلاميذه، من قاع البئر، وهو في سطحه يكتبون ويدوّنون! كُتب المبسوط بهذه الطريقة! 

🔹وقال عن محنته:

يقولون لي فيك انقباض وإنما
رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وإني إذا فاتني الأمر لم أكن 
أقلّب كفي إثره متندما
ولم أقضي حق العلم إن كان كلما
بدا مطمع صيته لي سلما 
وما كل برق لاح لي يستفزني
ولا كل من في الأرض أرضاه منعما
وإذا قيل هذا منهل قلت قد أرى
ولكن نفس الحر تحتمل الظما

▪في كل فترة سجنه، ألّف العديد من الكتب بحفظه! وما كان يشتكي من السجن إلا ابتعاده البقاع الشريفة.
فُرج عليه وهو يملي كتابه باب الشروط، في كتابه شرح السير، فأكرمه الأمير حسن، فأتم كتابه في بلدة مرغينان.

رحمة الله عليه 
المقال 212.

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق