ومن الشخصيات التي لا تُذكر كثيراً، الطـاهر الجزائري، يعرفه الدمشقيون جيّداً لأنهُ وُلد وترعرع ومات فيها، كأن يُعرف أنّه من مجموعة المُصلحين الدينيين، عُرف بميله عن الحُكم العُثماني، وقُربه من الفكر السلفي، وعُرف عليه اللغة والاتقـان فيها.
وُلد في دمش سنة 1825م، في فَترة طويلة تُعرف بـ"هجرة الشيوخ" الجزائريين من الجزائر، خاصة بَعد توقّف الثورة ضد المستعمر، وقد هاجر الكثيرون لحاقاً بالأمير عبد القادر.
كان يتبنّى التيَّار الذي يدعو الى التَّواصلَ الفكري والرُّوحي مع التُّراث العربي الإسلامي، مع الانفتاح على الغرب وثقافته وفلسفته وعلمه، وكان من رحبة الذيين مثّلوا ذلك التَّيار في بلاد الشَّام.
هو طاهر بن صالح بن أحمد بن حسين بن موسى بن أبي القاسم الجزائري الدِّمشقي الحسَني، ينتهي نسبه الأصلي الى علي بنُ أبي طالب، أما نسبه الجزائري فهو من قرية في بجاية.
تخرَّج على يد الأستاذ الشيخ عبد الرحمن البوسنوي، وقد تلقَّى على يديه اللغة العربية، والفارسية، والتُّركية، وتوسَّع في دراسة العلوم الشَّرعية. وكان سياسياً، دارساً لحالة الغرب واجتماعه،.فقد كان يُشبّه بالعلماء الذين درسوا الشعوب والحضارات أمثال ابن خلدون.
عُرفت كتبه بالميل الى لغة الضاد، فقد أحبّها وحبّب الناس اليها. ومن كُتُبه
التِّبيان لبعض المباحث المتعلِّقة بالقرآن على طريق الإتقان و توجيه النَّظر إلى أصول الأثر و الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية و العقود اللآلي من الأسانيد العوالي و مبتدأ الخبر من مبادئ علم الأثر ومُنيَة الأذكياء في قصص الأنبياء وإتمام الأُنس في حدود الفرس و إرشاد الألبَّاء إلى طريق الألف باء. و أشهر الأمثال وبديع التَّلخيص وتلخيص البديع و التَّسهيل المجاز إلى فنِّ المعمَّى والألغاز والتَّقريب لأصول التَّعريب وتمهيد العُروض في فنِّ العَروض وحدائق الأفكار في رقائق الأشعار والحكم المنثورة وسائل في علم الخط. ودائرة في معرفة الأوقات والأيام و الفوائد الجسام في الكلام على الأجسام ومدُّ الرَّاحة لأخذ المساحة. ومدخل الطلاب إلى فنِّ الحساب.ب- من تآليفه المخطوطة:1- أسنى المقاصد في علم العقائد.2- الإلمام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام والتفسير الكبير. وجلاء الطَّبع في معرفة مقاصد الشرع و الكافي في اللُّغة.
وقفة مع كتابه الكافي في اللّغة.
هو من الكتب التي أعادت الاعتبار للغة العربي في أوائل القرن العشرين،تكلّم فيه عن أصول اللغة ونشأتها وأصولها من دلالات ومعانٍ، وقد عمد على تصنيف المقارنات في المعاجم العربية، مستعيناً في كلامه بالآيات القرآنية وكتب الحديث الشريفة، واستعمل فيه أسهل العبارات لكي تُحفظ، ومفرِّقًا بين الفصيح والأفصح، والصحيح والأصح.
أما كتابه أشهرُ الأمثال.
فقد أكثر فيه المجاز، درس فيه مبنى الكلمات، وكثّف فيه واختزل المعاني الراقية في محض جمل. فقد كان من موثّقي الأمثال العربيىة للحفاظ عليها؛ تأثّر بـ«الزمخشري» وغيره في طريقة العرض، جمع فيه الأمثال الدارجة وفهرَسها، وأفرد مساحة للحديث عن فوائدها وعلومها.
توفى في دمشق 1920 م، رحمه الله
المقال 213
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق