الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

نعم لتيسير العلـوم



رداً على مقالة الأستاذ الدكتور محمد باسل الطائي، أستاذ في الفيزياء، والذي تكلم فيها عن ”خطأ نشر العلوم إلى العوام“، بعد أن اشتكت أمٌ عن شُبهة إلحاد إبنها، لما قرأه من اكتشافات حول صناعة الجاذبية للعالم وانشاء الذرة من العدم، أو شيء قريب من هذه الفكرة، لستيفن هوكينغ.

واستشهد في حديثه عن عتاب بنُ رشد للغزالي على نشره للفلسفة وعلم الكلام بين العوام، في المقاصد والتهافت، رغم معرفته أنه لمصلحتهم، أي لتبيان خطأ الفارابي وابن سينا. 
حيث قال أنه اضطر بعد ذلك (أي الغزالي) إلى نشر كتاب إلجام العوام عن علم الكلام، أي إبعادهم عن علم الكلام لخطورته على إيمانهم. 
لكن أجيب أستاذنا الطائي أن الزمن تغير بشكل كلي، لأن ما كان في زمن الغزالي، قد تضاعف، أي أن الحواجز العلمية قد انكسرت تماما، فلم يعد هناك وسيط بين الباحث أو الفضولي، وبين المعلومة، في كل مجال، من الفلسفة إلى الفيزياء مرورا بكل ما يخطر وما لا يخطر ببالك، العلم المزيف والعلم الصحيح وما بينهما.
كذلك، لم تعد هناك قدرة لحظر، وحجب، وإخفاء أي شيء عن الناس، وهذا الأمر خليط بين حسنات ومساوئ.
إذاً، دعوتكم أستاذنا بأن يتوقف العلماء والمتمكنون عن شرح العلوم المعقدة وتبسيطها، لتفادي الشبهات والفتن، هي دعوة أخطر مما تقومون به الآن، أي الخوض فيها وتبسيطها.
لأن الفضولي لن يتوقف عن البحث، وإن لم يجد من يشرح له، فسوف يشرح لنفسه! وهذا كما تعلمون أخطر بمراحل.
كذلك، لو كان بالإمكان أن تُحجب الكتب والمقالات والمواقع، لارتاح العلماء، لكنها في كل يوم، تصبح أدنى للعوام من اليوم السابق، إذا عملية التبسيط والشرح في هذه الحالة واجب ديني وفكري، وليس عبارة عن مَزيّة!
وفي الأخير، أريد أن أعرب عن موقفي المنحاز انحيازاً كاملا لفكرة تيسير العُلوم، فهي سيفٌ ذو فقار، منها إعلام الناس للرقي بهم، ومنها توضيح المُبهم.
والسلام عليكم ورحمةُ الله.

#عمادالدين_زناف 
المقال 210

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق