السبت، 15 مايو 2021
بين النور والظلام، نظرة فرويد
الجمعة، 14 مايو 2021
في سبيل التنوير
الاثنين، 10 مايو 2021
الضحك عند بيرغسون
الضّحك، سلوك بشري بامتياز لأنه نتاج وعي
وإدراك ناضج للمحيط، لماذا خصّصه هنري بدراسة تحليلية في كتاب «الضّحك»!
يقول: علينا الإشارة إلى الضّحك مصحوب بـ”عدم
إكتراث“ وغياب تام ”للشفقة والعطف“، على الفُكاهي أن يُضحك النّاس على شيءٍ أو روحٍ
هادئة، وإلّا ستكون عواقب الضّحك وخيمة جداً.
عدم الاكتراث، هو محيط الضحك الطبيعي، عدوّ
الضّحك هو المشاعر!، نستطيع أن نشعر بالحزن للذي يحدث له شيءٌ مزعج أو مُحرج..لكن لمي
نضحك سويّاً.. علينا أن ننسى تلك العاطفة والمشاعر لثوان! علينا أن نُسكت تلك الشفقة.
وعلى هذا الأساس، يفرضُ علينا الفُكاهي
أن ”نُخدّر قُلوبنا“ وأن يُخاطب ”ذكائنا“ فحسب.
كذلك يحدث عندنا تقوم مجموعة من الأشخاص
بالتحرّش بشخصية عامّة، فهي لن تُفكّر للحظة حول مشاعرها، أو وضعيتها المعنوية، كلّ
ما يحدُث، هو أن تلك المجموعة تفرضُ الضّحك على ضحيّتها.
إذا، في معظم الأحيان، تنقسم حالة الضّحك
إلى مجموعة أو شخص يستمتع بلحظة التخدير تلك،في المُقابل شخص أو مجموعة تعاني من تلك
اللحظات الحرجة.
تُشير دراسات حديثة، أن الذين يستعملون
الفكاهة السوداء أو يحبّون الفكاهة السوداء، هم مجموعة تملك ذكاءً فوق المتوسّط، ودرجة
عنف وعاطفة منخفضين جداً.
لكي تضحك..عليك أن تكون ذكيّاً.
لكن بالنسبة لهنري، المجموعة مهمة جداً
للضحك، لن نشعر بالمرح إذا شعرنا بالوحدة، يبدو أن الضحك يحتاج إلى الصدى، الضحك، ليس
بصوتٍ سويّ، ولا محدّد.
عندما تكون في حافلة ما وتسمع أشخاصاً من
منطقة واحدة، يضحكون على شيءٍ يخصّ منطقتهم، فلن يضحكك الأمر، لأن لن تفهم على ما يسخرون.
هل هذا يعني أن الضحك أمرٌ سيّء؟
ليس كذلك، الضحك رد فعل طبيعي للإنسان الذكيّ،
وهو سلاح للمجموعة لتنمّي وتوطّد علاقتها ببعضها، ولكن، لا يكون ذلك سوى على حساب الآخر.
على الذكيّ أن يصل لدرجة من الوعي الذي
يجعله، يفهم غضب الشخص، أو المجموعة، الذي تعرّض إليها بالسّخرية، فهو يفهم سبب ضحكه،
ويتفهّم غضب الآخر جرّاء ذلك.
عندما يختلك الجد بالهزل في الجنائز، او
في الصلاة، أو في الامتحانات، فيمكن أن يتم
شرح ذلك بأنّه ناجم عن التوتّر وليس عن سخرية.
الضحك، يقول هنري، ليس فيه فضيلة واحدة
على المتحرش به، بل هو ضحك على معاناة الآخر فقط.
لأن العمل الفاضل، يحتاج وقتاً للتفكير،
بينما الضحك هو عمليّة طبيعية تلقائية تذهب لوحدها، الضحك في الأغلب الآحيان يقهر الضحايا
ويعفو عن الظالمين.
لن تستطيع أن ترفض الضحك عن شيء وتقبله
في أشياء أخرى، فمن هو ذكي كفاية ليجد الأمور المضحكة، فسوف يضحك على كل المقدّسات.
الأخلاق تقول ”أنظر ذلك الضعيف“ أما الضحك
فيقول ”أنظر كم هو ضعيف!“
الضحك شرٍّ لا بد منه و ذكاءٌ..لا بد من
أن يُهذب.
المقال 161
#عمادالدين_زناف
”لستُ صديقك“ نيتشه
الأحد، 9 مايو 2021
الفلسفة والفن
ارتبط الفنّ منذ بداياته الأولى بثقافة
الشعوب، والتي بدورها كانت ولا تنزال خاضعة للظروف المناخية والجغرافية. وبشكل تلقائي
للظروف السياسية والاقتصادية، ثم يختلف ويتفرع بين الطبقات الاجتماعية، درجات الفن
عمودياً، وزمنياً، حقب الفن أفقيّاً.
تطوّر الفن قضيّة تبتعد قليلاً عن ضوء الفلسفة،
أو لنقل أنها دراسة تخضع لكل العلوم في نفس الوقت، لأن الفن يتماشى وتطوّر الإنسان
في كل المجالات.
لكن كيف كانت آراء الفلاسفة للفن، وكيف
تم تصنيفه بشكل يخترق الأزمنة؟
-1-
المُحاكاة.
عارض آفلاطون كل أنواع المحاكاة المُمكنة،
وأي محاولة لإعادة نسخ الطبيعة هو تقليل منها، وانحراف عنها، فقد عارض آفلاطون: الرسم،
النقش، التماثيل، والكتابة.
لكن كان لتلميذه آرسطو رأيٌ آخر بحيث أباحها
كُلّها، لأنها ”تُخلّد الجمال“ وتحميه من النسيان.
-2-
تطرّق هيجل إلى الفن بتقسيمه إيّاه الى
عشرة أصناف، بدأها من الهندسة واختتمها بالألعاب وتوسّطها الأدب، وقد قسّمها بحسب أهميّتها،
بحيث أنه اعتبر الفنون ”الملموسة“ أكثر أهمّية من الفنون ”الخيالية“، وبرّر ذلك بنتائجها
(السريعة والمفيدة) على الفرد والمجتمع.
- 3 -
عارض تولستوي كل ما قيل عن الفن أمثال كانط
وشوبنهاور وهيجل، وأعاد تعريفه في كتابه «ما الفن؟»، بقوله أنهم حاولوا أن ”يعضّوا“
الفن ويغيّروا شكله ولونه لكي يتماشى ونظرتهم ”الخاصة وغير الموضوعية“، وبذلك أرادوا
تصنيف بعض الأمور على أنها فنون وهي ليست كذلك، وأكّد أن الفن ليس له علاقة بالأخلاق،
وذكر مثال روميو وجولييت لشكسبير كمثال لتغيير معاني الفن، لكي يتم إدراج ما ليس بفنّ
مع الفنون.
فقال أنه لايريد تعريف الفن انطلاقاً من
الفنون الموجودة، لأن هذا يجعل التعريف غير موضوعياً، وقدّ عرّفه بأنّ كل شيء يحرّك
المشاعر ..يعتبر فنّاً، جدير بالذكر أنّه كان يمقت أكبر الفنانين في عصره أمثال الفنان
التشكيلي كلود مونييه.
-4-
تكلّم دو لافونتين عن الأمور التي لا نفهمها
ومن بينها الفنون بشكل غير مباشر، مُمثّلا ذلك بالقصّة الشهير التي ألّفها ”الثعلب
والعنب“، والتي تقص لنا محاولات الثعلب للوصول للعنب..وعندما عجز عن ذلك راح يذمّهُ
وينتقص منه، على أنّه غير جدير بمكانته العالية وأنّه حامض المذاق.
-5-
بين الفن الكلاسيكي والفن الكلاسيكي الجديد
والفن المعاصر..صراعات لن تنتهي، عندما وُضع حجر الأساس لبناء برج إيفل، انتفض نخبة
المثقفين الفرنسين لمعارضة ذلك، وعلى رأسهم الموسيقار شارل جونود، والكُتاب أمثال ابن
ألكسندر دوما..، لأنهم شعروا أن ”كومة الحديد“ هذه ستزيح أعين الناس عن التراث الكلاسيكي
الذي ”يمثل جذور البلد“ أمثال الكنائس القوطية الوثنية الأصل..حدث نفس الشيء عند وضع
الهرم الجديد أمام متحف اللوفر العتيق.
حاولت أن أعطي إشارات فقط وليس دراسة مُعمّقة، لأن الموضوع أعقد من هذا، ولا يزال الصراع محتدما بين أنصار التراث وأنصار التجديد وأنصار الحداثة والمفاهيم الجديدة للفن.
#عمادالدين_زناف