السبت، 1 مايو 2021

الملكُ المُشمس..قصة من التاريخ



قصة من التاريخ.
تقديم الكاتب
 Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف 
                                         ___

في 01 سبتمبر 1715،  توفى ملك فرنسا الأشهر لويس الرابع عشر أو الملك المُشمس، مُخلّفاً وراءه تَركة مُحمّلة بالديون والفتنة والفقر والأمراض كما لم تعرفهم فرنسا من قبل.
بناء قصر فيرساي لوحده هدم اقتصاد فرنسا، وخلف العديد من القتلى جرّاء الظروف القاسية من جوع ومرض وارهاق، علاوة على الديون التي تراكمت عليه لدفع المستحقات، بلغت الديون ستون بالمئة من إجمالي الخزينة المالية للدولة آنذاك.
خلف لويس ابنهُ الخامس عشر، والذي لم يُعمّر في الحكم الا لخمسِ سنوات، قبل أن يستلم فيليب دوق أورليون مهام تسيير الدولة.
سياسة الملك المُشمس جعلت فرنسا تدخل في متاهات داخلية، مثل حروب الأديان ضد البروتستانتيين، والخسائر خارج الحدود، اضافة الى عيش الترف، في فترته، عرفت فرنسا أكبر نسبة بطالة تاريخياً.
في هذه الظروف المزرية، قدم الاقتصادي الاسكتلندي جون لاو، هو عبقري رياضي جال معظم بلدان أوروبا كمُصلح.
كان مهوساً بالقمار، فقد كون ثروة معتبرة بسبب معرفته الرياضية العالية.
كان الرجل معروفاً بقوته وذكاءه، الأمر الذي حرّك غيرة بعض النُبلاء، فتحدّاه أحدهم اسمه إدوارد ويلسون، فانهزم الأخير مقتولاً، الأمر الذي جَعل القضاء يحكم على جون بالإعدام، مما دفعه للخروج من بريطانيا.
حل بهولندا وايطاليا، وانتهى الحال به في فرنسا.
وبفضل القمار، استطاع ان يتوغل في عالم النبلاء، الى أن وصل لقمة الحكم، فيليب دوق أورليون.
كان جون لاو متيقنا بقدرته في انقاذ فرنسا، بإنشاء ما يسمى بـ البنك الحُكومي، الأمر الذي سيمتص الديون، حيث أقنع فيليب بهذا المشروع ورخص له البداية في تجسيده.
في ماي 1716، تم انشاء البنك العمومي.
نظر جون في أراضي فرنسا، فوجد أنها شاسعة وغير مُستغلة، خاصة أراضي لويزيان بأمريكا، الى غاية كيبيك بكندا.
فصنع ما يسمى بالتفاعلات الفلاحية والصناعية، ثم أحدث شيء جديدا يسمى التبادل، تبادل الفعاليات مع الديون الفرنسية، للتخلص منها، وكذا اثراء الأراضي.
وهذا ما حدث في 22 أفريل 1770.
أدعوكم الى مشاهدة الحوار بينه وبين مونتسكيو في اليوتوب.
لويزيان التي سلمها نابليون بكل بساطة وبلا فائدة لفرنسا قرن من بعده.
بعدها عمل جون على اعادة تمويل البنك الخاص به وصناعة مخزون الذهب الخاص بها، بموافقة تامة من الحاكم فيليب، وكان البنك يتعامل بالأوراق النقدية، يستطيع تبديلها بعملات ذهبية،  حيث كان فكراً جد حداثي بالمقارنة مع العصر.
الورق النقدي، كان الشرط للتعامل مع نبلاء لويزيان،  ومع تزايد الورق، تباعد هو الذهب، بحيث أصبحت الأرباح تتضاعف.
فأخرج فرنسا من برودة شمس الملك لويس الى الملاذ الضريبي، تحت رعاية رجل حكيم اسمه فيليب دوق اورليون.

المقال رقم 150 🌠 
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق