التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الموضة



حديثٌ عن الموضة!

 

إلى غاية سن معيّن، تبقى مهمة جدّاً للفرد، فهي تضمن له البقاء في المجموعة، ليس كفاعل أو مفعول به، بل مجرّد عضو شفّاف لا يتعرّض للمضايقة، لأن حيوانية جمهور البشر، تلزمهم على طرد كل من لا يلبس نفس ثوبهم، ونفس تسريحتهم، ونفس الكتاب في إبط كلّ واحدٍ منهم،

 هل أخذت نسختك من كتاب أدهم أم لم تفعل بعد؟ 🔪.

ليس من البطولة أن يبقى الفرد في المجموعة، ولا في محاولة الخروج منها، البطولة في وعي الفرد التام لما يقومُ به، من أفعال إرادية، مثل حريّة التحرّك والتفكير والعمل والإنتاج، ومن أفعال لا إرادية، مثل جنسه وجنسيته وثقافته محيطه ولغته وتاريخيه.

بحيثُ يصل إلى درجة ”التضحية“ بالقليل من أجل الكثير، سؤال: هل ترى أن حلقك للحيتك طوال فترة الخدمة الوطنية أمرٌ صعب وجللٌ لا تستطيع القيامَ به؟ الجواب هو لا، الأمر عادي، علاوة على أنّهُ ظرفٌ مُؤقّت.

كذلك في الوظيفة، إذا كان العمل في المكاتب يُجبر الأفراد على ارتداء سراويل عِوض ألبسة رياضية، فما المانع من الإلتزام بهذا التفصيل الصغير؟ خاصة إذا كانت الوظيفة جيدة وراتبها مُريح.

عند الحديث عن الموضة، لا يجب التفكير في تلك السراويل المُمزقة والضيقة، لأن الموضة بالمطلق هي ” ذلك المظهر العام للبشر المعاصرين"، وهو ذلك التقارب في نوع الألبسة وقصات الشعر والمستلزمات التجارية.

متى نستطيع التخلص من الموضة دون تحمّل العواقب ”الحيوانية" للإنسان؟

 

- الاستقلال المادّي التام.

- المناصب العُليا.

- الشُهرة المفرطة.

- الزُّهد عن الحياة.

 

إذا لم تجد نفسك بين هؤلاء، فأنت مُجبر على الانصياع للموضة، ليس لأنّك عديم الشخصية، أو لأنك خاضع لمخططات الغرب الماسوني، بل لأنّك لست مستعداً لمواجهة الفقر من أجل سروال عوض قميص، ولستَ مستعداً للطرد من جموع البشر عوض التكافل الاجتماعي ، وأنك لست مستعداً للتخلّي عن رغباتك وشهواتك من أجل مظهرٍ مُفزع.. أم أنت مُستعد؟

 

لماذا قُلت.. إلى غاية سنّ مُعيّن؟

لأن الإنسان يتطوّر، لن تبقى تحت رحمة ظرفٍ واحد، لن تبقى مراهقاً.. إذا كُن ذلك المراهق!، قد لن تبقى مجهولاً.. فكن ذلك المجهول المطيع للمجتمع الى حين، لن تبقى ذلك الطائش.. قد تستحيلُ تقيّاً زاهداً، فكُن شيئاً وتيقّن أنّه سيتغيّر.

ستُصبح كهلاً ثم شيخاً.. ولن يعنيك شيئاً، ولن تعني شيئاً لأحدٍ في شكلك.

 

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

خيانة سيجموند فرويد للعالم.

 تحذير⭕، هذا العمل ليس للجميع ، فهو يحتوي أمور نفسية لا يحتملها البعض، من لا يشعر بالارتياح من جراء القصص الصادمة لا يكمل. العنوان: اليهود ، زنا المحارم و الهيستيريا. ترجمة مني عن عمل لكاتب فرنسي لن اذكر اسمه لانه ممنوع من المواقع الاجتماعية، لكنني سوف اترك اسم كتابه داخل الترجمة. _____ لا نعرف عدد الذين يمارسون زنا المحارم في العوائل اليهوديه،  ليس هناك احصائيات في هذا الموضوع،  ولكن عبر الادب والسينما،  عرفت ان زنا المحارم امر يتكرر كثيرا عند هؤلاء النجوم الادبيون،  عند يهود الصيفاراد  في البحر المتوسط، او عند اليهود الاشكيناز في اوروبا الشرقيه. مثلا في فيلم charlotte for ever في سنة 1986 ،  او في موسيقى 1984  lemon incest،  زنا المحارم عند الادبيين اليهود واضح ،  الروائيه كريستين هونغو ، من أم يهودية اشكينازية ،  في كتابها المعنون ب«زنا المحارم» في سنة 1999 و خاصة الصفحة 206،  كتبت فيه كل علاقاتها الجنسيه مع ابوها ،  وكان ابوها غير يهودي بل فرنسي ابيض البشرة ، والذي اتهمت به «لتبعد البشهة عن اليهود»كل ذوي البشرة البيضاء...