الخميس، 29 أبريل 2021

الموضة



حديثٌ عن الموضة!

 

إلى غاية سن معيّن، تبقى مهمة جدّاً للفرد، فهي تضمن له البقاء في المجموعة، ليس كفاعل أو مفعول به، بل مجرّد عضو شفّاف لا يتعرّض للمضايقة، لأن حيوانية جمهور البشر، تلزمهم على طرد كل من لا يلبس نفس ثوبهم، ونفس تسريحتهم، ونفس الكتاب في إبط كلّ واحدٍ منهم،

 هل أخذت نسختك من كتاب أدهم أم لم تفعل بعد؟ 🔪.

ليس من البطولة أن يبقى الفرد في المجموعة، ولا في محاولة الخروج منها، البطولة في وعي الفرد التام لما يقومُ به، من أفعال إرادية، مثل حريّة التحرّك والتفكير والعمل والإنتاج، ومن أفعال لا إرادية، مثل جنسه وجنسيته وثقافته محيطه ولغته وتاريخيه.

بحيثُ يصل إلى درجة ”التضحية“ بالقليل من أجل الكثير، سؤال: هل ترى أن حلقك للحيتك طوال فترة الخدمة الوطنية أمرٌ صعب وجللٌ لا تستطيع القيامَ به؟ الجواب هو لا، الأمر عادي، علاوة على أنّهُ ظرفٌ مُؤقّت.

كذلك في الوظيفة، إذا كان العمل في المكاتب يُجبر الأفراد على ارتداء سراويل عِوض ألبسة رياضية، فما المانع من الإلتزام بهذا التفصيل الصغير؟ خاصة إذا كانت الوظيفة جيدة وراتبها مُريح.

عند الحديث عن الموضة، لا يجب التفكير في تلك السراويل المُمزقة والضيقة، لأن الموضة بالمطلق هي ” ذلك المظهر العام للبشر المعاصرين"، وهو ذلك التقارب في نوع الألبسة وقصات الشعر والمستلزمات التجارية.

متى نستطيع التخلص من الموضة دون تحمّل العواقب ”الحيوانية" للإنسان؟

 

- الاستقلال المادّي التام.

- المناصب العُليا.

- الشُهرة المفرطة.

- الزُّهد عن الحياة.

 

إذا لم تجد نفسك بين هؤلاء، فأنت مُجبر على الانصياع للموضة، ليس لأنّك عديم الشخصية، أو لأنك خاضع لمخططات الغرب الماسوني، بل لأنّك لست مستعداً لمواجهة الفقر من أجل سروال عوض قميص، ولستَ مستعداً للطرد من جموع البشر عوض التكافل الاجتماعي ، وأنك لست مستعداً للتخلّي عن رغباتك وشهواتك من أجل مظهرٍ مُفزع.. أم أنت مُستعد؟

 

لماذا قُلت.. إلى غاية سنّ مُعيّن؟

لأن الإنسان يتطوّر، لن تبقى تحت رحمة ظرفٍ واحد، لن تبقى مراهقاً.. إذا كُن ذلك المراهق!، قد لن تبقى مجهولاً.. فكن ذلك المجهول المطيع للمجتمع الى حين، لن تبقى ذلك الطائش.. قد تستحيلُ تقيّاً زاهداً، فكُن شيئاً وتيقّن أنّه سيتغيّر.

ستُصبح كهلاً ثم شيخاً.. ولن يعنيك شيئاً، ولن تعني شيئاً لأحدٍ في شكلك.

 

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق