نيتشه النـ، ـآزي، الاشتراكي، الرأسمالي، الملحد، النصراني، المسلم، العلماني.. عودة نيتشه تشعل عالم الفكر.
-1-
فريدريك نيتشه.. موضة الشباب؟
ما يزال الكثيرون يتّخذون من المقتبسات سبيلاً لفهم الفلاسفة، والحُكم عليهم، بل والإدعاء أنهم متأثرون بهم.
من المعروف أن استعمال أقوال الفلاسفة يزيد من أسهمك في الحوار والنقاش، لكن إذا كان الاستعمال في غير محلّه، أو كان المفهوم سطحيا (لعدم فهم فكرة الفيلسوف كاملة)، فسيصبح هذا الاستعمال مجرّد موضة، ومحاولة لإعطاء صورة ”ثقافية“ غير نافعة لذاتك.
-2-
هل استعمل الكلمات والمصطلحات القويّة.. للدعاية والشهرة؟
بمجرّد قراءة هذا العنوان ”إرادة القوة“، ستعلم ما عليك فعله! إذا كان فيديو ستفتحه، إذا كان كتابا ستشتريه، كذلك ”الإنسان الأعلى“، مفهوم فلسفي مُعقد، تحوّل سريعا إلى مفهوم آخر وهو «الإنسان الخارق» ومنه مباشرة إلى صور كاريكاتورية لرجل عظيم منفوخ العضلات يحلّق في السماء!
وهي أسرع طريقة للتأثير في الشباب، لكن، هل كان ذلك هو مقصد الفيلسوف؟، كل من قرأ له اكتشف أنّ فكرته نقيض الرجل الخارق.
- 3 -
على طريقة مغنّي الراب.. نيتشه ”يقصف“ سقراط ويعتلي التراند!إنّه الفيلسوف الوحيد الذي نعت سقراط ”بالقبيح“ و”الغبي“ وشكّك في يونانيّته، وبهذا جعل من سقراط أضحوكة لمن لا يريد أوثاناً للفلسفة! لكن هل توقف نيتشه عند ذلك؟، طريقة نيتشه سبقت زمانه في شدّ الانتباه.. لكن الذي يواصل القراءة، سيرى عُمق النقد الذي قدّمه.
-4-
نيتشه واستعماله للمفاهيم التي تُعجب الجميع!
القوة، الإرادة، المقاومة، التجاوز، حب الحياة، الصحة أساس كل شيء.. كلمات مفتاحية اتفق عليها المؤمن والملحد، اليميني واليساري، إذا، لكلّ ”نيتشه الخاص به“!
-5-
نيتشه ضد الجميع..ومع الجميع؟
نيتشه ضد المسيحة ولم ينتقد المسيح!
نيتشه ضد الاديان وامتدح الإسلام!
نيتشه ضد الحركات والإيديولوجيات.. ولكنه ضد الاستياء منها! .. نيتشه ضد الفضيلة.. وفلسفته تشبه الفضيلة!
كيف ستفرّق بين هذه المفاهيم دون التعمق في فكره؟!
-6-
تعمّد ترك فكرة "موت" الرب (عند المسيح) ..للاستفزاز؟
يقول في كتاب العلم المرح على لسان مجنون :«إن الرب قد مات ونحن الذين قتلناه.. فكيف سنكفّر عن ذنبنا نحن قتلة القتلة؟»، كل من يحبون نيتشه من المقتبسات العبثية لا يعرفون أنه كان ينعي موت الرب "كمفهوم" ولا يباركه..، كل من لم يفهم ذلك اتهمه بالترويج للحداثة والعدمية! رغم أنه لم يقم الا بوصف حال الحداثة والعدمية.
-7-
نيتشه "المُحرَّف" جيّد للشباب، علينا ان "نحسن الظن به" في أمور أخرى؟!
«الفقراء والمجانين عليهم ان لا يُعمّروا»
«أن تعيش هو أن تُعنّف وتخترق وتستغلّ»
في الحقيقة، هي أفكار يجب أن يتم انتقادها وعدم العمل بها، لا يوجد فلسفة وفكر كامل.
-8-
المُراهق النيتشاوي!
كمال الأجسام والإنسان الأعلى مفهومان مختلفان! قد يلتقيان في نقطة خفيفة.. إذا كان مفهومك للعُلو بالذات أعلى من مجرّد الإغراء وإثارة الإنتباه... نيتشه ليس مدرّب للتطوير الذاتي والتنمية البشرية ..أو مدربك الرياضي!
-9-
نيتشه بالكامل..أم حسب الطلب؟
لا يوجد فكر صحيح بالكامل، نيتشه يقول «احذروا زرادشت فربما يكون قد خدعكم» في اشارة اليه، ويقول «لا أريد أن أكون ملاكاً..بل افضل أن أكون مهرّجاً» وهي إشارة على أنه ليس ”القدوة“ الذي يجب تبجيله.
”غسق الأوثان“ لم يُكتب ..ليكون وثناً جديداً عِوضاً عنهم.
المقال 160.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق