في رواية 1984 لـ جورج أرويل، لم يُصب الروائي في مُعظم توقّعاته، خاصة في الجانب الجيوسياسي، ومع ذلك نجحت الرواية نجاحاً باهراً، بحيث يمكنني القول أن الروايات من نوع ”ديستوبيا“ تثير مشاعر القُرّاء وفضولهم لما هو قادم، ولا يُهمّ إن هو تحقّق أو لا. ديستوبيا هو نوع من الخيال الذي يتصور مستقبلاً طوباوي ظلاميّ، وهذا ما اعتمدهُ معظم الكتاب والروائيين، و ما زال العديد منهم يعتمدهُ حالياً، كنوع من التقليد للروايات الناجحة شكلياً، مثل رواية جورح أرويل 1984. لكننا نملك بدائل روائية مُميّزة، مثل روايات جول فيرن، الروائي الفرنسي الذي تخصّص في ”رواية المغامرات، أو الرحلات“، مثل ”رحلة إلى مركز الأرض“، و”رحلة حول العالم في ثمانين يوماً“، يصف في معظمها ما يعيشه، ويتوقع فيها المستقبل البعيد، في معظمه بعيد عن السودويّة. وقد يكون ابتعاده عن السودوية هو ما لم يجعلهُ الروائي الأشهر في الخيال العلمي! فقد سبقه نوستراداموس، الذي تحدّث عن المستقبل البعيد، لكنّه لم يكن سودوياً كفاية لكي يُصبح الروائي أو المؤلف الأشهر عند القُرّاء! فكيف ولمَ يُثير هذا النوع فضول القُرّاء؟ ما الطريقة التي تجعل القارئ يتمسّك بهذا ال...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب