الرغبة في العرفان عند هيجل لا تنحصر ولا تقتصر في رغبه الانسان بان يكون محبوبا، ولا الرغبة في ان يتصدر على عرش ما، ولا ان يلمع في اعين الناس، بل هو عبارة عن ميكانزيم التعامل بين الاشخاص.
فقد تحدث عن الامر بإسهاب في كتابه ظواهرية الروح، حيث درس في كتابه تطور الوعي، بالنسبة لهيجل نحن عباره عن وعي يواجه العالم، ثم يواجه الوعي الاخر، وعبارة عن وعي يواجه وعيه الخاص، طريق الوعي يُفهمنا باننا والعالم شيء واحد، والاخذ بعين الاعتبار لهذا الاتحاد، هو نتيجة طريق مملوءة بالعوائق والحواجز.
بالنسبة لهيجل، الوجود الانساني يُعرّف بتجربة الوعي، والفلسفة هي فقط علم تجربة الوعي.
فما الفرق بين الوعي و الرغبة في العرفان؟
المقال الـ 123 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
أو في imedzenaf. Blogspot. Com
_
الرغبة في العرفان هي فترة يمر بها الانسان، وكما قلنا سابقا هي ليست الرغبة في ان يكون الفرد محبوبا، لأن العرفان بصفه عامه يُفهم على انه الاعتراف بالأمور الإيجابية في الشخص ومهاراته، كان يتمنى الفرد بان يقدر الناس مجهوداته وصنيعه و شجاعته.
العرفان عند العامة، هو ان يقدر الاشخاص ذلك الشيء المميز عند الفرد.
ولكن العرفان عند هيجل يتلخص في الوجود والتواجد في اعين الناس وفي اعين الذات.
العرفان هو ان تكون موجودا بذاتك، وليس بالضرورة بمميزاتك.
وهو باختصار رغبه في العرفان بوجود الذات كذاتٍ واعية.
العرفان بان ذلك الشخص يستطيع ان يختار مكانته الاجتماعية، بان يختار الاصح لذاته، العرفان برغباته واختياراته، بان يقول نعم او لا.
فاذا تم عرض أو طلب شيء عليك، ولم يأخذ الشخص قرارك المبدئي الرافض لعرضه أو طلبه بعين الاعتبار، فسوف تشعر بعدم احترام حرية قرارك، أي هو لا يعترف بحرية وَعيك، فرغبتك الباطنة هي العرفان بوعيك.
فذلك الصديق لا ولم يعتبرك وعيا حُرّا، بل وعيا عاما مقيدا بالرغبات العامة.
وهذا ما سماه هيجل بنُكران الوعي، اذا تم سلب حرية قرارك، فما هو الا سلب لحرية وعيك وعدم الاعتراف به، أي عدم الاعتراف بك تماما.
ان كل عمل نقوم به في حياتنا هو لإثبات حرية وعينا، ورغبتنا في العرفان، تتجاوز الرغبة في المدح والشكر الشهادة، بل هي تريد ان تصل الى تقدير الذات بأركانها دون الأخذ بعين الاعتبار جودتها ومجهودها وتضحياتها.
#عمادالدين_زناف