الأربعاء، 10 فبراير 2021

الرغبة في اللذة.. روسو، سبينوزا، أبيقور، الرواقيين.


اللذة عند أبيقور، الرواقيين، سبينوزا وجون جاك وروسو.

المقال الـ 119 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف

الأبيقوريين يقدسون اللذة لدرجة دمجها مع غاية الحياة، وان رفض اللذة عندهم هو الموت، رغم ان ابيقور لم يُكن يشجعُ التمادي في الطّلب، أي أن لذّة أكل العنب تبقى مشروعة، لكن وضع عنقود العنب في اناء من ذهب أو ألماس يُعدّ عاملاً مُضاداً للرغبة، بل ويقتل الرغبة الحقيقية الأولى.


عند الرواقيين، الكمال في تفادي الرغبة باللذة، وجب على اللذة أن تمرّ تحت غطاء العقلنة وتُمتحن هناك، يجب أن تُقيّد بالأغلال لأن اللذة كثيرها خطر على الانسان.


اللذة عند باروش سبينوزا هي القوّة عينها، أو كما سماها باللاتينية conatus، ويقصد بها الاجتهاد في العيش، وأن اللذة هي عمود من أعمدة كل شيء حيّ أو جماد فوق الأرض، رغبة المحافظة على حالة الانسان، وكلّها تعمل على تأخير الموت، الرغبة في الأكل مثلا هو تعبير على الصحة الجيدة من الجيم للبقاء على قيد الحياة، إذا اللذة عند باروش هو محرك تلقائي للبقاء على قيد الحياة.


أما عن الجماد، فبمجرد بقائه وعدم اندثاره في الطبيعة، هو تعبير منه على رغبة البقاء، حتى إذا لم تتخلله نفسٌ.


اللذة والرغبة عند روسو تمثلان القوّة، لكنها ليست بالضرورة قوّة راضية بذاتها!


فهو يرى أنه ليس بالضرورة أن يتم اشباع الرغبات، لأن تلك اللذة غير المكتفية هي التي تقودنا باستمرار نحو السعادة، ان الذي يقودنا للسعادة ليس الرضا باللذة والرغبة، ولكن الرغبة ذاتها تفعل، تلك الرغبة المتكررة في الوصول الى اللذة هو طريق السعادة.


"كل الخيبة والبؤس لذلك الذي لا يشتهي شيئاً، لأنهُ سيفقد كل ما يملك، لا نسعد بما لدينا بقدر ما نرغب فيه، لأننا نسعد به قبل أن نسعد.." جون جاك روسو.


انتهى


#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق