السبت، 6 فبراير 2021

VENI VEDI VICI



يوليوس قيصر: "veni vedi vici" (أتيت، رأيت، ثم فزت)

هذه العبارة اللاتينية المنسوبة إلى يوليوس قيصر (100 - 44 قبل الميلاد) تمثّل مأثورة خالدة في إرادة القُوّة، مأثورة مُختصرة دغدغت مشاعر من بعده، حاملين لواء الانتصارات مثل نابليون بونابرت.
المقال الـ118 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
_
يوليوس جنرال وسياسي روماني ارتقى الى قَيصر، يعطي شكله العام فكرة عن جوهر مقولته، فقد كان شخصاً فعلاً، وفي نظر من هم غير وثنيين، فقد كان الفاتح المُبهر.
حيث عبر بهذه الصيغة المستفزّة للاشارة إلى نجاحه السهل والسريع.
هذه الجملة الموجزة "جئت، رأيت ، فانتصرت" ، جاءت بعد انتصار سريع غير مُتوقّع ، كان من قد كتبها قيصر الجمهورية الرومانية في رسالة ووجهها إلى صديقٍ له ليعلن له عنانتصاره المدوي ، في 2 - 47 أوت ، والذي كان ضد على فارناس الثاني ، ملك بونتوس، المملكة السابقة لآسيا الصغرى "تركيا" ، في بونت إوكسين.
إن سرعة عمل يوليوس قيصر يُضرب بها المثل، فقد سمحت له بالفوز على أعداءه واحد تلو الآخر، خاصة في الحرب الأهلية التي كانت تلاحقه من عدوه بومبي.
انتصرعليه قيصر في فارساليا، في أوت - 48 ،الذي كان فاراً إلى مصر ، حيث اغتيل بأمر من الملك الشاب بطليموس الثالث عشر، ومن تم أعطى Pharsalus القيصر يوليوس السلطة العليا.
لكن كيف وصلت إلينا هذه الكلمات القوية؟ هل نطقها يوليوس قيصر بنفسه فعلاً؟ أم أنه نتاج كاتب قديم يعمل على رواية وطنية لإيطاليا؟
هنا يبدأ البحث في عالم اللغة وعلم التاريخ، ولنبدأ بالمصادر،وفقًا لـ Suetonius ، De vita duodecim Caesarum libri ، Caesar ، XXXVII ، 4، ظهرت هذه الكلمات في أبهة نصر قيصر عندما عاد إلى روما يومها، بعد أن حقق نجاحه المبهر على فارناس، فقال باللاتينية:
"ueni, uidi, uici , non acta belli significantem sicut ceteris, sed celeriter confecti notam."
« وفي انتصاره (في الحرب) على بونتوس ، بين زخارف النصر ، حُمّلت لوحة مرفقة بهذه الكلمات الثلاث:" جئت ، رأيت ، انتصرت " التي لم تسرد كل الأحداث التي وقعت في الحرب ، بل فقط ما ميزت سرعتها »
وجاءت باليونانية هكذا:
καὶ τῆς μάχης ταύτης τὴν ὀξύτητα καὶ τὸ τάχος ἀναγγέλλων εἰς Ῥώμην πρός τινα τῶν φίλων Μάτιον ἔγραψε τρεῖς λέξεις• « Ἦλθον, εἶδον, ἐνίκησα ». Ῥωμαϊστὶ δ´ αἱ λέξεις, εἰς ὅμοιον ἀπολήγουσαι σχῆμα ῥήματος, οὐκ ἀπίθανον τὴν βραχυλογίαν ἔχουσιν. Vies parallèles, César, الصفحة 50.
"ومن اجل اثبات سرعة هذه الحرب، كتب إلى أحد أصدقائه أمانتيوس في روما ، ثلاث كلمات:
أتيت ، ورأيت ، و هَزمت، هذه الكلمات الموجزة ملفتة للنظر."
في كلتا الحالتين ، يُلاحظ أن الأمر ليس مسألة كلام ، بل مسألة كتابة ورواية، ومهما يكن ، فإن الأجيال جعلت منها كلمات مجد المنتصر يوليوس قيصر.
وقد كان هذا الأسلوب الشاعري والروائي من اكثر الأساليب للتسوق والتشهير بالعظماء عبر التاريخ، وأخذ هذا المنحى عديد الشخصيات، وقد أصبحت تدون كلماتهم في الجدران للتخليد وصناعة الصورة الأسطورية.
انتهى

#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق