يتسارع الأفراد، بين من يحملون همّ الدين على عاتقهم بحق، وبين من يجدون فيه ثمرتهم وقوتهم، وبين من لا موهبة لهم سوى الظهور والنفاق، في أن يثبتوا حقيقته بالعلم، بما يُسمى الإعجاز العلمي، ورغم أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، فقد كان أبرز روادها جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا، إلا أنّ طرقهم لم تزد شيئاً محسوساً، بل في بعض الأحيان، كانت تأويلات محمد عبده غريبة! كقوله بأن الجن يقصد بهم الميكروبات لا غير.
كان غاليلي من أوائل من تصدوا "للدين" "بالعلم"، فقد أوصلته ابحاثه ان الشمس ثابتة والأرض من تحوم حولها، ذلك الأمر الذي أدخل أوروبا في فوضى عقائدية وفكرية، فقد اكتشفوا أن دينهم يُعلّمهم أسس لا أساس لها تجريبيا ومنطقياً، وتلاحقت هذه التمردات الى أن ظهرت طائفة إسمها البروتيستانت، الذين أرادوا التعديل في الدين، والتشدد في بعض أحكامه أيضاً، فضاعت الشعوب بينهما في الحروب الدينية الشهيرة.
بين انكار الدين بالعلم، واثبات الدين بالعلم ذاته، خطأ يقع فيه أصحاب " النوايا" المعتدلة، و "تجارة" ينتهجها أصحاب "الوسطية" ، و "غباء" يندفع إليه العوام.. لأن معظم ما بُثبت قد يلغى بعد حين، وما كان عبارة عن خرافة.. قد يصبح حقيقة علمية، واختتم نصي بقول نيتشه:
لا توجد حقائق.. وإنما فقط تأويلات.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق