الخميس، 25 فبراير 2021

الرواية ❗



الرواية🎭🐉 ..

الكاتب لا يروي الا بعد اطلاع وأخذ عصير طازج من الكتب الدينية والفلسفية والسياسية والتاريخية والفانتازية والشعرية والقصصية والعلمية والأكاديمية، لذلك تبقى الرواية، "مهما كان"، وسأعود لهذه العبارة، من أصعب الأقسام الأدبية المُمكنة على الكتاب.
لأن الرواية، هي الصنف الوحيد الذي يمكنه استيعاب كل الذين ذكرتهم، ولا تقوم رواية الكاتب الا على ثروته الثقافية وميوله العلمي أو البحثي، وليس على خياله فحسب، لأن الخيال وحده لا هدف له، فهو مثل الحُلم المتضارب غير المفهوم، كل حلمٌ من عشرة فقط..هو الذي نستطيع أن نجد له قراءة واقعية.
ثم إن الرواية دراسة للشخصيات، والأحداث، والزمان والمكان، والظروف، والمحيط، ثم الغاية والهدف، وكل هذا يحتاج معرفة لغوية، تاريخية، فكرية، حضارية، واحاطة ببعض العلوم لكي لا يقع الكاتب في الأخطاء الساذجة.
قد يقول قائل أن الروايات المعاصرة لم تعد كذلك، نعم، هناك فوارق كبيرة بين الرواية على أصولها وروايات اليوم، والسبب يعود لنزول المستوى اللغوي والمعرفي رغم توفر كل الوسائل، لكن تلك الوسائل لمن يستغلها للعلم، وليس للرفاهية.
"ومهما كان"، فإن الروائيين يختلفون، من السيء الى العظيم، وتختلف أهدافهم وطرقهم، وتختلف ثقافاتهم، التي تبرز في أعمالهم، إلا أن الرواية، لا تزال تتسيد الأصناف الأدبية منذ بداية القرن العشرين، بعد أن خرجت من رحم الكتب الفلسفية، وأصبحت تدرج تلك الفلسفة في قصص وشخصيات واقعية تارة، وخيالية تارة أخرى، لتراوغ الواقع السياسي، بعد أن راوغت الفلسفة الإضطهاد الكَنَسيّ.

#عمادالدين_زناف

هناك تعليق واحد:

  1. مقال جميل. لكن لااتفق معك في قولك ''ولا تقوم رواية الكاتب ... على خياله فحسب، لأن الخيال وحده لا هدف له،''. اظن ان المخيلة هي الاساس في كتابة قصص الفنتازيا, ان خيال الكاتب الغير محدود هو ما يجذب القراء ,, لان اغلب الناس لما يكبرون يفقدون تلك القدرة ويبحثون عنها في قراءة كتب الحالمين. اظن ان ثروة الكاتب العلمية و الثقافية (ليس البلاغية) لاتاثر, لانك في عالمك الخيالي تستطيع ان تصنع ماتشاء, معالم عالمك الخاص وتارخه وشخصياته. انت فقط تحكي عن قصتك انت, القصة التي كانت دائما بداخلك ولم تنشىء من او تتاثر بالعالم الذي حولك. الخيال هو وسيله الهرب! نحن نقرا ونكتب لنهرب من الواقع ولو لبرهة ,, لا لان نعود اليه.

    ردحذف