الثلاثاء، 23 فبراير 2021

الشعب يريد ..؟




الشعب يُريد .. اسقاطَ مَسؤوليّاتهِ
لو اتفقت كل شعوب العالم على كلمة واحدة لقالوا "الحُريّة"، "ولا حُريّة لعدوّ الحُرية" كما قال لويس أنطوان سانت جيست، ورغم ان هذا يقودنا الى التسامح بشكلٍ عام..، الا أنه، وكما قال كارل بوبر حول "مفارقة التسامح": من أجل الحفاظ على مجتمع متسامح، يجب أن يكون هناك وجود للتعصب"، لأن كثيراً من الحرية تلغي مبدأ الحرية، فالحريّاتُ تتعارض هنا، وتتشكل بوادر فرض الحرية على الآخر..، وبين حريّتي وحُريّتك فوارق ايديولوجية، بعضها قابلٌ للنقاش، والآخر يستفزّ الثوابت عندي وعندك، وبما أننا لا نُحكّم الدين في الضوابط، ولا نُحكم العقد الاجتماعي لروسو لضبط الحريات الشخصية للصالح العام، ولا نُحكّم العصبية القبلية الخلدونية لتوحيد القبائل والآراء، فهنا لم يعد هناك داعي للحُرية، لأن مفعولها أصبح سلبي أكثرَ منه ايجابي.
كثيرون يتصارخون من أجل الحريّة، واذا قيل لهم هاتوا ما عندكم لا يجدون ما يقولونه سوى القول المُستهلك، فقد أصبح الصراع  والصراخ من أجل حرية الظهور والتظاهر، أكثر منه البحث حول سُبل الخَلاص..
الشعب يريد.. أن لا يُحاسب.
كذلك تتفق كل شعوب الأرض، لا حسابَ على الفقير والمسكين والجائع والمظلوم، تسقط العدالة أمام اللاعدالة، على المظلوم أن يظلم كي يسترجع حقه، وعلى المسروق أن يسرق كي يستعيد ماله وقوته، وهكذا يرجع الحق باسم الحريات عند الشعوب.
الشعب يريد.. كل شيء ولا شيء.
عنما أكلّم مواطناً لوحده.. ينتقد الشعب وأخلاق الشعب، نفسه المواطن الذي يذوب في حميّة ذلك الشعب وتختفي انتقاداته من أجل أن تتساوى اقواله وأقوال من يومن بحريّة اللاعدل اذا غاب العدل، وليذهب الفكر للجحيم، نريد كل شيء الآن، ولا شيء يراد منّا.
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق