الخميس، 4 فبراير 2021

التاريخ والرواية الوطنية



الرواية الوطنية ❗
هناك ما يُسمّى التاريخ، وهناك ما يُسمّى القصص، وما بينهما يُسمى تأليف الرواية الوطنية، فما هي الرواية الوطنية، ولماذا هي أهم من التاريخ الصحيح والقصص المُنفصلة عن بعضها؟
مقال الكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف -
نجد ان العديد من الكتاب الذين ينتسبون لعلم التأريخ، قد يقعون في مغالطة بين صياغة التاريخ الصحيح للوطن، وبين نشر مجموعات من القصص الأسطورية لتأليف رواية وطنية توحّد شعوب ذلك الوطن.
ان التاريخ علم قائم لا يعترف بخير الأحداث وأشرّها، بل هو عبارة عن سرد للأحداث بدقة دون تأليف زائف، وان وقع هذا العلم في أيادي تعمل على الدعاية الأيديولوجية، فقد يتحوّل الى رواية غرضها تفضيل قصص عن باقي الأحداث.
وقد يكون هذا الأمر نافعاً في عديد البلدان حديثة النشأة أو الاستقلال، فقضية الوطنية أساسها عاطفي لا منطقي، والعاطفية ترتكز على الروايات التي توحّد الناس في حب الاساطير الوطنية كالشخصيات والأحداث.
الأحداث التاريخية لا تعترف بالعاطفة، فالتاريخ يحمل مآسي وأحزان وخيانات وخسائر، تماما مثلما يحمل أفراحاً وفخراً وانجازات، لكن، وفي وسط الحالتين، قد لا يصل الفرد الى تحديد موقفه بين الحب اللامشروط للوطن، أو الشعور بالخزي.
لذلك يصنع كتاب الرواية الوطنية أساطيراً، واحداثاً شبيهة بقصص الالياذة، لكي يصبح حب الوطن غالباً على كره خسائره وازمنته المظلمة.
وقد يصل هذا الأمر الى اختلاق شخصيات وأحداث من العدم، إذا افتقر ذلك البلد الى ثروة حضاريةّ.
يميل أشهر الحكواتيين الى تلميع الجانب الحربي في صورة الشخصيات التي لا تُهزم والمعارك التي سُحق فيها العدو شر سحقه، لأن الانسان ميّال الى الدموية، ونجد في الصنف الثاني بشكل قليل الاعتزاز بالعلماء والباحثين، لأن هذه المواضيع لا تبث الحماسة العصبية للشعوب، بل تهمّ فقط الطبقة المتعلمة منهم.
فالتماثيل في كل بلد تمثل الحربيين في بلدان لا تملك رصيداً ثقافيا، على عكس البلدان الحضارية التي تملك رصيدا متوازنا، مستندة على الرواية الوطنية.
 لماذا لا تنجح رواية الأساطير ويحكم عليها بالفشل؟
لأن الاساطير موجودة في كل بلد، شخصيات وأحداث، والحديث فيها يصبح عقيماً.
لماذا علينا تجاوز الرواية لحب الوطن حبا صحيحاً؟
لأن الرواية تخفي الجانب السيء في تاريخ الوطن، اما التاريخ فيلزمك حب الخير والشر في الوطن الذي تنتمي اليه، لان كل شيء نسبيّ.

انتهى
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق