التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2021

الشر عند الشرق والغرب.. سيد حسين نصر

العلمنة حوّلت الغرب إلى حضارة بلا روح. - يُعدّ الايراني سيد حُسين نصر الفيلسوف المُسلم الوحيد "من الأحياء" المُعترف به في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم كل نظرياته وآرائه المناهضة للفلسفة المادية بشكل عام. فقد اعتمد على المقارنات في الفهم اللاهوتي بين الاسلام والمعتقدات الشرقية عامةً، مع نظيرتها الغربية الحديثة، وأوضح كيف يتعامل العقل المسلم والشرقي (الآسيوي) مع مفهوم الشر في العالم، بحيث أنه يتعاطى مع المسألة بأكثر فلسفة وعمق من الغربيين. انّ فكرة المُروق عن الدين بسبب الشر المُنتشر في البشرية والعالم، هي فكرة غربية بحتة لم ولا تطرأ على عقل الانسان الشرقي كما أشار الفيلسوف الإيراني سيد حسين نصر، المسلم او غيره من الديانات كالبوذية والكونفشيوسية أو الهندوسية وغيرها، لان الجواب يختلف بين العهد الجديد والقديم، مع القرآن. في الإسلام، الله هو الخير المطلق فما دونه جلّ علاه يحتمل الشر، كل شيء خلقه الله لا يجابهه في شيء، وليس كمثله شيء، إذا، الخير والشر، بالمفهوم العام هو الخير يساوي الله وما يأتي من عند الله، وما دونه جلّ علاه، يناديه الانسان شراً، في حقيقة الأمر، هو شيء غير مُكت...

سُلطةُ الزُّخرُف

التأثير والإستعطاف والمُغالطة: ▪سلطة الزُخرُف ❗ الزخرف هو الذهب، والذهب رمزية لكل ما هو نفيس، فلم تعد تلك المادة الصفراء وحدها ذهباً، بل كل المحروقات والأوراق والمناصب والمنصات.. تعدّ زخارفاً.  حجة السّلطة: قال الله «ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي مُلكُ مِصرَ»، «وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون»، «أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهين ولا يكادُ يبين فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهب»،  قال المعرّي ”جنو صانما وتلو باطلاً وقالوا صدقنا.. فقلنـا نعم“!. الحق غير منوط بالغنى والتسلّط والعلم، ولا بالانتصار.  تتكون حجة السلطة من توسّل ”السلطة“ في الحجة، ووضع قيمة للبيان بناءً على أصله، بدلاً من محتواه. وتختلف هذه الوسائل الخطابية والبلاغية عن استخدام العقل أو العنف، أحيانًا يتم الإشارة إلى حجة السلطة بثلاث صيغ لاتينية عُرف بها ارثور شوبنهاور: argumentsum ad verecundiam:  "حجة الاحترام" كرجل العلم، والدين والحكمة. argumentsum ad potentiam  "حجة القوة" كرجل الدولة، والملك، ورب العمل.  يستعمل المتحدث سلطته الموثوقة بطريقة زائدية قادرة على تثبيط أي نقد، لتكون مهنته ...

نبوءات الأولين !

هذا المقال هو تلخيص وتجميع وتصفية  الزوائد لمجموعة من المقالات، منها خطبة عدنان ابراهيم، جمعتها لكم في مقال واحد لتكون حَوصلة يعلمها أصدقائي وصديقاتي. حفاظاً عنه وتقريباً للعامة، أنشره. في كتب البراهمة كتاب السامافيدا، أحمد تلقى الشريعة من ربه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قبست من النور كما يقبس من الشمس. وفي كتاب زندا افستا، بشارة عن رسول يوصف بأنه (رحمة للعالمين) (سوشيانت).. ويتصدى له عدو يسمى بالفارسية القديمة بأبي لهب، ويدعو إلى إله واحد لم يكن له كفواً أحد (هيج جيزبار ونمار) وليس له أول ولا آخر، ولا ضريع ولا فريع ولا صاحب ولا أب ولا أم ولا ولد، ولا مسكن ولا جسد، ولا شكل ولا لون ولا رائحة (حزاخاز وانجام وابنا زود شمس والمنز ويار ويدر ومادر وزن وفرزند وماي سوى ومن آسيا وتنافي ورنك وبواست.  وفي الكتب الزرادشتة ،إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم، يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، يومئذ يصبحون – وهم أتباع للنبي - رحمة للعالمين وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ، وهي الأما...

حسداً من عند أنفسهم

لم تتوقف الكتب - مذ أن خطّ الإنسان بالحبر - على قصّ الأحداث التي تفضح جشع البشر بإخوانهم من بني جلدتهم، فقد آثر الحبيب أن يغتال من يحب لكي يأخذ مكانه في الحُكم والإمامة والوظيفة، ومكانته - جبراً - بين الناس والأحبار والمثقفين. فقد صرخت الأوراق بوصف الحسد في التاريخ، ولكن سبقهم في ذلك إبليس، فقد حسد آدم إذ أُمر أن ييجد له والملائكة، وحسده إذ نفخ الله من روحه على جسدٍ من ماء وصلصال، وعزم على أن يكرّس مشروع غيرته وضغينته وحسده، بأن يزرعه في كل إنسان،  يسمح له بأن يقود عقله وقلبه وجوارحه. بهذا سنّ ابليس والشياطين سنّة البغضاء والعداء، وقد كرّسها واحدٌ من ابني آدم على آخيه، ولم يطل الأمر كثيراً إلى أن استقرّ الحسد طويلاً في قرية نوح، يسفّهونه ويستخفّون بدعوته، وبعد الطوفان، وانتشار الحضارات في أرباع آسيا، توالى الأنبياء والصّلحاء، وفي كلّ مرّة يُقابل النبي بالصّد والنّكران، بعضهم أفصح عن حقده إذ يسأل لمَ نزل الوحي على رجل من قبيلة أقلّ شأناً من قبيلته. فكان لنبيّنا محمد عليه صلوات الله عليه النصيب الأكبر، وآله من بعده، إذ نُصب لهم العداء، لا لشيء سوى أنّهم من نسل الكرماء.  وقد ذكرتُ غير مرّ...

معاني القرآن تتمدّد

📌سرّ القرآن مطّاطي، ثابت المعنى، طويل المفهوم!  يتوسّع ويتمدّد فهمه مع تطوّر العقل البشري، من غير المعقول أن يفهم عرب الصحراء تفسير الأرضين بالمعنى المعاصر لتعدد الأكوان، والعالم الموازي..، ولا أقول قد، بل قطعاً سيكون عقل إنسان المستقبل أكثر اتساعاً لما يعد الآن غير ممكنا، أو لا يوجد في مخيلة البشر من أساسه، دليلي؟ 🔸سأل الرجل ابن عباس عن الآية، فامتنع ابن عباس، فقال الرجل: ما يمنعك أن تجيبني؟، فقال: وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر؟، فقال الرجل أخبرني.. فقال له: سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم.. (الحديث المشهور) 🔸 قال الرسول عليه صلوات الله: #أُذن_لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش..(الى نهاية الحديث)، ركزوا مع "أُذن لي" أي أجاز الله أن يتكلم عن هذا الشيء فقط، لأن العقل لا يتقبل ولا يستوعب هذا. 🔸 الآيات في القرآن معظمها تضرب الأمثلة بما يراه الناس، مثل الجبال والإبل والأنعام، وبعضها فقط تحمل إشارات كونية عظيمة مثل: ..أن السماوات والأرض كانتا رَتقاً ففتقناهنا..، وهذا يبيّن أن الله اختار للإنسان ما يتقبله أكثر مما يشغله! 🔺 الخطر أن يتم اسقاط الآيات اسقاطاً جازما ...

التأثيلية في الميزان

📌التأثيلية.. بين أصول الكلمات ومعناها  المعاصر! يقع الكثير من الكتاب والمؤرخين والصحفيين والمدققين في فخ التناقض المفاهيمي للمصطلحات، وهذا اللبس يجعل من النصوص في الكتب، والمقالات الصحفية، والدراسات النقدية مترنحة بين الأصل والمعنى الحديث للمصطلحات في ذات النّص! فتجد المؤلف يستعمل مصطلحات ليبرز نوعا من الإستعراضات اللغوية، يقصد بها الإحالة إلى معناها الأصلي في المعجم، وقد يكون ذلك باقتباس أو استنباط مباشر، من أبيات شعر أو من القرآن أو نصوص لشخصيات عَلَم، وتجد نفس المؤلف في نفس النص أو الكتاب، يستمعل مصطلحات في اللسان العربي القحّ، ليسقطها بالمعنى المُعاصر، كقوله ”ذلك البُهلولُ“، يقصد به المجنون، متناسياً ان البُهلول هو السيّد في قومه أصلاً! كقوله ”زعم“، قيل في الحديث ”زعم جبريل“ وهو استعمال صحيح مرادف لقال، لكن الآن اختلفت! كقوله ”هلك الرجل“ هلك تعني مات فقط، لكنها أضحت مات شر ميتة. فلو أقام كلّ نصّه على هذا الاستعمال المعاصر، لاحتكم المقال، فالمعنى منذ البداية واضح أنه مبني على سياق لغوي مُعاصر، أما وقد أردت أن تبني نصاً مثقلاً بالمثقلات، لتُلازمه مع مصطلحات معصرنة المعنى، فهنا ...

الجَــزآئِرُ كإسم ومُصطلح

اشارة، لا يجب أخذ النصوص التي سوف أضعها على أنّها حقّ، فكما يَعلمُ الجميع، قد طرأ تغيير وتحريف في النص الأصلي، هذا المقال يُبيّن الاستعمال القديم لاسم #الجزائر في التوراة، فعلى عكس ما يُشاع، هذا الاسم قديمٌ جداً.  جاء ذكر اِسم الجزائر كمُصطلح واسمٍ في عديد المرات في العهد القديم، على لسان أنبياء بني اسرائيل عليهم السلام أكثر من  ثلاث وعشرين مرة، تفرد "سفر إشعيا" بــإحد عشرة مرة، وفي سفر حزقيال أربع مرات، وفي سفر إرميا مرتين، وفي سفر يشوع بن سيراخ مرتين، وفي سفر المزامير مرتين، وذكرت في سفر دانيال مرة واحدة، وفي سفر المكابيين الأول ذكرت مرة. ... كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ  هُوَذَا الأُمَمُ كَنُقْطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وَكَغُبَارِ الْمِيزَانِ تُحْسَبُ. هُوَذَا #الْجَزَائِرُ يَرْفَعُهَا كَدُقَّةٍ! 16 وَلُبْنَانُ لَيْسَ كَافِيًا لِلإِيقَادِ، وَحَيَوَانُهُ لَيْسَ كَافِيًا لِمُحْرَقَةٍ. 17 كُلُّ الأُمَمِ كَلاَ شَيْءٍ قُدَّامَهُ. مِنَ الْعَدَمِ وَالْبَاطِلِ تُحْسَبُ عِنْدَهُ. 18 فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟  وهُنا في سفر ...

سقراط لم يكن نبيا

هل كانَ سُقراط هو  "لُقمان الحكيم" أو نبيّاً؟ (لا) ابتداءً، لستُ في معرض المقارابات والتباعدات الزّمنيّة، ولا في امكنايّة تواجد نبيّ من خارج بني اسرائيل بَعد النبيّ دانيال وقُبيل بعثة عيسى عليه الصلاة والسلام بقرون يَسيرة جدّاً. وهُنا أيضا لا أعرض الاستحالة، فلا أملك أيّ دليل على فُسحة حدوث هذا دينياً وتاريخيا من بُطلانه.  العَرضُ سيكون عن المذكور عينه، سُقراط، كيفَ وُصفَ من أقرب مقربّيه وتلاميذه وحواريّيه، وهل ما استحالَ عليه يؤكّد نبوّة ما؟ أو كما قيل أنّه "لُقمان الحَكيم"، على فَرض على أنّ هناك اختلاف في نبوّة لُقمان. لا يَختلفُ المُؤرّخون على اسم لُقمان، فنفسه لُقمان في القرآن هو لُقمان عند الغرب، فلا نعلم سبب اقحام اسمُ سقراط في اسم لُقمان، ولم تُشر أي جداريّة هيلينية الى اشتباه اسم سقراط بلقمان، ولا حتى شرح كلمة سقراط، فهي لا تشير الى لُقمان تماما، على أن الاغريق، كانو يستعملون كثيراً الصفات بدل الاسماء، فقد ورد في الانجيل الإغريقي لفظة "باراكليتوس" أو الفارقليط، فقد فسّرها النصارى على أنها "المُخلّص"، لكنّ ترجمتها الحقيقية هي أحمد أو محمد،...