الأربعاء، 18 أغسطس 2021

نبوءات الأولين !



هذا المقال هو تلخيص وتجميع وتصفية  الزوائد لمجموعة من المقالات، منها خطبة عدنان ابراهيم، جمعتها لكم في مقال واحد لتكون حَوصلة يعلمها أصدقائي وصديقاتي.
حفاظاً عنه وتقريباً للعامة، أنشره.

في كتب البراهمة كتاب السامافيدا، أحمد تلقى الشريعة من ربه، وهي مملوءة بالحكمة، وقد قبست من النور كما يقبس من الشمس.
وفي كتاب زندا افستا، بشارة عن رسول يوصف بأنه (رحمة للعالمين) (سوشيانت).. ويتصدى له عدو يسمى بالفارسية القديمة بأبي لهب، ويدعو إلى إله واحد لم يكن له كفواً أحد (هيج جيزبار ونمار) وليس له أول ولا آخر، ولا ضريع ولا فريع ولا صاحب ولا أب ولا أم ولا ولد، ولا مسكن ولا جسد، ولا شكل ولا لون ولا رائحة (حزاخاز وانجام وابنا زود شمس والمنز ويار ويدر ومادر وزن وفرزند وماي سوى ومن آسيا وتنافي ورنك وبواست.
 وفي الكتب الزرادشتة ،إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم، يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام، يومئذ يصبحون – وهم أتباع للنبي - رحمة للعالمين وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ، وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم، وأن نبيهم ليكونن فصيحاً يتحدث بالمعجزات.
وفي كتاب اوروافيدم ادهروويدم ، أيها الناس اسمعوا وعوا يبعث المحمد بين أظهر الناس.. وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجعلها خاضعة له وهو المحامد.
وفي كتاب بنوشيا برانم بهوش برانم، في ذلك الحين يبعث أجنبي مع أصحابه باسم (محامد) الملقب بأستاذ العالم والملك يطهره بالخمس المطهرة). وفي نفس الكتاب وصف لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (هم الذين يختتنون، ولا يربون القزع، ويربون اللحى، وينادون الناس للدعاء بصوت عال، ويأكلون أكثر الحيوانات إلاَّ الخنزيز، ولا يستعملون الدرباء للتطهير بل الشهداء هم المتطهرون، ويسمون بمسليَّ بسبب أنهم يقاتلون من يلبس الحق بالباطل ودينهم يخرج مني وأنا الخالق). ج 3 فصل 3 عبارات 27 -28
أوّل نبوءة عجيبة من الكُتب السماوية في سفر التثنية، وهو آخر سفار موسى الخمسة، Pentateuch، علماً بأن Penta معناها خمسة، ومن ثم كلمة Pentateuch معناها الأسفار الخمسة، سفر الخلق، كما يُسميه السامرة والمشهور بسفر التكوين Genesis وسفر الخروج وسفر اللاويين وسفر العدد يُسميه السامرة الإحصاءـ أي سفر الإحصاء ، تثنية الاشتراع آخر أسفار التوراة، في آخر الأسفار – "وهذا حديث موسى قبل أن يموت في آخر أيامه – يُبارِك قومه، أي يُلقي عليهم البركة"، هذه بركة رجل الله كما تقول التثنية موسى – عليه الصلاة وأفضل السلام – ونص هذه البركة: "أتى أو جاء الله من سِيناء، وأشرق"، كما في روايات أخرى، بحسب الترجمات تجد هناك تحريفات، "من سعير واستعلن"، وفي ترجمة "وتلألأ – من جبل أو جبال فاران". والمعروف أن فاران هي مكّة.
ويستكمل: "وأتى من ربواتِ القدس وعن يمينه نار شريعة لهم."
القرآن يُحيل على التوراة والإنجيل، ويقول القرآن عن نفسه بأنه جاء مُصدِّقاً ومُهيمناً.
 "أتى الله من سِيناء"، وهذه إشارة واضحة إلى موسى عليه الصلاة وأفضل السلام، "وأشرق لهم من سعير"، جبال سعير مُنتهى أرض يهوذا، سعير الآن يُقال بيت ساجور، هناك بلدة إسمها سعير، كانت تُسمى سعير، بعيدة عن بيت لحم مورد السيد المسيح عليه الصلاة وأفضل السلام، وتُسمى بيت ساجير، وبيت ساجير أي بيت الرُعاة، نسبة إلى الرُعاة الذين ظهرت لهم الملائكة تُبشِّر بميلاد السيح المسيح، وفي بيت ساجير تحت الأرض كنيسة منحوتة في الصخر تُسمى كنيسة الرُعاة، إذن واضح، أشرق له من سعير، وهو عيسى، هذه في آخر أسفار موسى الخمسة.
 الله يُوحي إلى موسى مُشيداً بنبوته ورسالته ثم مُنبئاً بنبوءة عيسى ومن وراء عيسى الخاتم صلى الله عليه وآله.
تلألأ، وفي ترجمة استعلن، شيء كبير متلألئ، من جبل أو جبال فاران، بحسب القديس جيروم Jerome – يوسابيوس Eusebius المعروف بجيروم Jerome – وهو قديس ومُؤرِّخ، قال فاران هي مكة، وهناك نصارى آخرون قالوا فاران هي البرية التي تقع في وادٍ بين ثلاثة جبال، بين أبي قبيس وقيقعان وحِراء، والتي كان فيها قد شبَّ إسماعيل صغيراً.
في سفر التكوين، أول الأسفار الخمسة، حين ألحَّت سارة – عليها السلام – على إبراهيم بأن يطرد هاجر وابنها وقالت لا يرث مع ابني – هذا ابن أمة لا يرث على ابني –، ذهب إبراهيم بهاجر وإسماعيل بنص سفر التكوين إلى فاران.
 فَ شبَّ وترعرع إسماعيل في فاران بهذا الوادي غير ذي زرع، أي بمكة، ولذلك يقول وتلألأ أو استعلن من فاران، فمتى كان أعظم علو لرسول الله في حياته؟ متى استعلن أعظم استعلان وفعلاً شعَّ وتشعشع نوره؟ يوم الفتح بجيش فيه عشرة آلاف. 
ترى في ترجمات أُخرى للتوراة للـ Hebrew Bible ، يقولون وأتى معه أو في – أي ضمن – ربوةٍ من الملائكة، إذن قالوا ربوة، فما هي الربوة؟ في قاموس الكتاب المُقدَّس، الموسوعة الشهيرة التي ألَّفها مجموعة من الإخصائيين في ثلاثة مُجلَّدات، هم يُفسِّرون الربوة، والربوة عشرة آلاف، أي اسمٌ لعدد. كذلك في نُسخة الملك جيمس King James وهى أكثر نُسخة مُعتمَدة في العالم الإنجليزي Ten thousands of his saints، أي عشرة آلاف من القديسين، إذن هذا هو رسول الله، يدخل مكة مُستعلِناً، يدخل فاران بعشرة آلاف صحابي.
نبوءة فاران تتحدَّث عن رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام، وهذه النبوءة في التثنية تُذكِّر بقوله تبارك وتعالى "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ وَطُورِ سِينِينَ ۩ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ۩، فقوله وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ " يُراد به إبراهيم وعيسى وهذا واضح ومعروف لماذا، "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩" مجاز عن منابتهما بالأرض المُقدَّسة المُكرَّمة، فقوله "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ " يُراد به إذن إبراهيم وعيسى، وقوله وَطُورِ سِينِينَ ۩ يُراد به موسى، وقوله وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ۩ يُراد به محمد.
نأتي إلى نبوءة أُخرى مشهورة جداً وهو ذكر مصطلح الفارقليط، يقولون باليونانية باراكليتوس Parakletos، ما هو الفارقليط؟ اختلفوا كثيراً، الترجمة العربية المشهورة اليسوعية وغيرها يسمونها المُعزي، أي Comforter بالإنجليزية، قالوا الفارقليط هو المُعزي، في إنجيل يُوحنا، حين أراد السيح المسيح – عليه الصلاة وأفضل السلام وأتباعه بإحسان، قال الله "وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ۩ "
 أن يُمهِّد لخروجه من هذا العالم الديجوري قال لهم "أما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني"، فعظم هذا على الحواريين، حزنوا واغتموا لكنه طمأنهم أن من الخير ومن الأفضل لهم أن يذهب لأنه "لو لم يذهب لن يأتي المُعزي"، قال وأنا أطلب من الآب، وهو لفظ آرامي بالمد، فيُقال الآب وليس الأب، أن يُرسَل إليكم مُعزياً يبقى معكم إلى الأبد.
قال مُعزياً يبقى إلى الأبد، قال أحمد ديدات رحمه الله أنه لا يجوز ترجمة الأسماء، الأسماء تُعرَّب، نحن المُسلمون نُعرِّب الأسماء، فما هو التعريب؟ 
تأتي بالاسم وتُحدِث فيه بعض التحويرات لكي يسهل الاشتقاق منه، فشروط التعريب في العربية للأسماء الأعجمية – مثلاً – أن ترده إلى جذر رباعي على الأكثر بحيث يُمكِن أن يُشتَق منه وتتصرَّف فيه صوتياً بما يُناسِب الأصوات والمخارج العربية، وإن أمكن ألا يشتبه بجذرٍ عربي كان هذا أفضل، هذا هو التعريب، والأسماء تُعرَّب لا تُترجَم.
فالقرآن ذكر إسحاق ولم يقل الضحّاك، أي يتسحاق Yitzhak – أولها الياء – بالعبرية، ويتسحاق Yitzhak معناها الضاحك، ويتسحاق Yitzhak هو إسم الفاعل – Partizip – من يضحك، لكن القرآن لم يقل الضاحك، فإسحاق ويتسحاق Yitzhak نفس الشيء، وكذلك يُقال إيزاك Isaac بالإنجليزية، وهذا واضح جداً وقريب جدا.
 لكن لو ترجمت سوف تقول لي الضاحك، ورزق الله إبراهيم بالضاحك، مَن سيعرف من الضاحك؟ هكذا هم فعلوا مع إسم محمد في الكتاب المُقدَّس، يُترجِمونه ويتصرَّفون فيه بما هو أكثر إخلالاً.
هذا التصرف يظهر ويضح مع كلمة أو مع إسم أو علم الفارقليط، وطبعاً هذه الكلمة أو هذا الاسم حيَّر الباحثين، فمنهم مَن ترجمه بالمُعزي مع أنه ينبغي ألا يُترجَم، ومنهم مَن ترجمه بالناصر، ومنهم مَن ترجمهم بالماحي، ومنهم مَن ترجمه بالرحمة.
قال البروفيسور Professor الإيطلي  كارلو نلينو Carlo Nallino الخبير باللغات الباراكليتوس Parakletos تُرادِف وتُعادِل أفعل التفضيل من الحمد في العربية. 
"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ ۩، الله، قال لك المُعزي هو هذا، الحديث عن رجل إسمه أحمد، ليس المعنى هو المُعزي وإنما أحمد.
 قال لهم عيسى من الأفضل أن أذهب لكي يأتي أحمد، وأحمد يبقى معكم إلى الأبد، في يُوحنا – إنجيل يُوحنا – أيضاً وصفه بأوصاف دقيقة، فقال بمعنى الكلام عيسى – عليه الصلاة وأفضل السلام وآله وأتباعه بإحسان – أشياء كثيرة أو أمور كثيرة لأقول لكم، ولكن أنتم الآن في هذا الوقت لا تستطيعون أن تحتملوا، أي أن الحق الذي أعرفه كله لا أستطيع أن أُفضي به إليكم، طوقكم يقصر عنه فلا تستطيعون أن تحتملوا.
في نبوءة في سفر حجي أو حجاي وهو من أسفار التوراة، أي من أسفار العهد القديم، النبي حجاي أو حجي في السفر الثاني الآية سبعة يتحدَّث في  النسخة اليسوعية المُترجَمة أو النُسخة المُشترَكة بالعربية ، سوف تجدون “وأتى مُشتهى كل الأمم”.
نعود إلى الأصل العبري، بالعبرية مكتوب “وبا – با يعني أتى – حمدت كل هجويم”، أي الأمم من غير اليهود، فكل مَن ليس يهودياً هو من الجوييم، الأمم الأُخرى، الجينتايلز Gentiles كما يقول الرومان، البرابرة كما يقول اليونان.
الهاء أداة التعريف بالعبرية، فيُقال هتوراه، أي التوراة لكن من غير هاء، أي من غير الألف، لماذا؟ 
هناك خمسة حروف، وهي الهمزة والهاء والعين والخاء والراء – أربعة حلقية وواحدة ذلقية وهي الراء، إذا كانت في أول الاسم أو في أول الكلمة تبقى الألف، فيُقال هأرض، أي الأرض، لأن الكلمة تبدأ بالهمزة، باستثناء هذه الأحرف الخمسة تبقى الهاء بغير الألف، لذلك هنا هجوييم، أي كل الأمم، “وبا حمدت كل هجويم”، أي وجاء حمدت كل الأمم، ترجمتها :جاء المحمود عند كل الأمم، مَن هو المحمود؟ مَن هو الذي إسمه مُحمَّد وأحمد ومحمود؟ هو حمدت كل الأمم عليه الصلاة وأفضل السلام.
 فما علاقة مُشتهى بحمدت؟ والجذر تقريباً نفسه في العربية والعبرية والآرامية وهو الحِمد ومنها الحَمد، نفس الشيء ونفس المعنى، وجاء حمدت كل الأمم، إذن يُبشِّر به هذا السفر، سفر حجاي.
 بشارةٌ أُخرى وردت برسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام – في نشيد الأنشاد أو المعروف بنشيد سليمان، سليمان النبي الملك عليه وعلى والده الصلاة والسلام، في الإصحاح الخامس، في نشيد الأنشاد وردت نبوءة وهى بشارة أيضاً اختلف فيها اليهود والنصارى والمُسلِمون، فاليهود رجَّحوا أن المُراد بها سليمان نفسه بدليل أن السفر سفره والنشيد إنشاده، وهذا كلام وجيه بادي الرأي، أما النصارى فقالوا كلا، هذا وصفٌ لعيسى، المذكور هنا هو عيسى عليه الصلاة وأفضل السلام، أما المسلمون وهم لا يحتاجون إلى هذه البشارة ولا إلى هذا البُرهان فقادهم الدليل المحض المُجرَّد إلى أنه محمد.
 في نشيد الأنشاد يُوصَف هذا الشخص المذكور بأن حلقه حلاوة وبعد ذلك في الترجمات العربية والإنجليزية يُقال وكله مُشتهيات He is altogether lovely،ما معنى كله مُشتهيات؟ يوجد نوع من التصرّف في الآية هنا، هو تصرّف آثم حرّف هذه الكلمة في الكتاب المُقدَّس، بالعود إلى الأصل العبري يختلف الأمر، افتح سفر نشيد الإنشاد واقرأ هذا العدد – أي هذه الآية – من السفر الخامس بالعبرية، ينطقه الحاخاميون بصريحه، فتسمعهم وهم يقرأون ويقولون محمديم.
ما معنى محمديم؟ هل محمديم هو محمد؟ فماذا تفعل هذه الـ (يم ימ)؟
في اللغة العبرية هذه الـ (يم ימ) تلحق الأسماء في أواخرها للتعظيم، علماً بأنها جمع مثل الوهيم، ما معنى الوهيم؟ جمع تعظيم، للإجلال والتوقير Respect، ليس جمع العدد وإنما جمع الإجلال والتوقير، فيتحدَّثون عن الله بأنه الوهيم، لأن هذه الـ (يم ימ) للجمع ولكن ليست جمع العدد، وهنا تحدَّثوا عن محمد بأنه محمديم لتبجيله، فالسفر تحدَّث عن هذا وقال محمديم، لكن هل فعلاً هو محمد؟ محمد أربعة أحرف، وطبعاً اللغة العبرية لم تدخلها أحرف العلة – Vowels – كما يُقال إلا في القرن الثامن الميلادي، قبل ذلك كانت تُكتَب بغير أحرف علة، ولذلك كُتِبَ هذا الإسم بأربعة حروف فقط، الميم والحاء والميم والدال، (ميم מ، حت ח، ميم מ، دالت ד) بالعبرية.
_

 
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق