الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

التأثيلية في الميزان




📌التأثيلية.. بين أصول الكلمات ومعناها
 المعاصر!

يقع الكثير من الكتاب والمؤرخين والصحفيين والمدققين في فخ التناقض المفاهيمي للمصطلحات، وهذا اللبس يجعل من النصوص في الكتب، والمقالات الصحفية، والدراسات النقدية مترنحة بين الأصل والمعنى الحديث للمصطلحات في ذات النّص! فتجد المؤلف يستعمل مصطلحات ليبرز نوعا من الإستعراضات اللغوية، يقصد بها الإحالة إلى معناها الأصلي في المعجم، وقد يكون ذلك باقتباس أو استنباط مباشر، من أبيات شعر أو من القرآن أو نصوص لشخصيات عَلَم، وتجد نفس المؤلف في نفس النص أو الكتاب، يستمعل مصطلحات في اللسان العربي القحّ، ليسقطها بالمعنى المُعاصر، كقوله ”ذلك البُهلولُ“، يقصد به المجنون، متناسياً ان البُهلول هو السيّد في قومه أصلاً! كقوله ”زعم“، قيل في الحديث ”زعم جبريل“ وهو استعمال صحيح مرادف لقال، لكن الآن اختلفت! كقوله ”هلك الرجل“ هلك تعني مات فقط، لكنها أضحت مات شر ميتة.
فلو أقام كلّ نصّه على هذا الاستعمال المعاصر، لاحتكم المقال، فالمعنى منذ البداية واضح أنه مبني على سياق لغوي مُعاصر، أما وقد أردت أن تبني نصاً مثقلاً بالمثقلات، لتُلازمه مع مصطلحات معصرنة المعنى، فهنا يقع اللّبس، فإما يكون المبنى على أصول المصطلحات، أو سنقع حتماً في التناقض والخلط، وقد يكون هذا المفهوم ضبابيا عن القارئ، يشعر فيه بتمايل لغوي ولا يحسن تفسيره.
قد يكون علينا الخضوع التام للمعاني المعاصرة دون تكلّف، فالرسالة موجّهة لمن يحسنون المعاني الدارجة وليس الأصول التأثيلية، خاصة إذا شرع الكاتب في كتابة أمور فكرية يناشد الفهم لا التلذّذ بالمجاز والاستعارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق