الاثنين، 2 أغسطس 2021

سقراط لم يكن نبيا



هل كانَ سُقراط هو  "لُقمان الحكيم" أو نبيّاً؟ (لا)

ابتداءً، لستُ في معرض المقارابات والتباعدات الزّمنيّة، ولا في امكنايّة تواجد نبيّ من خارج بني اسرائيل بَعد النبيّ دانيال وقُبيل بعثة عيسى عليه الصلاة والسلام بقرون يَسيرة جدّاً. وهُنا أيضا لا أعرض الاستحالة، فلا أملك أيّ دليل على فُسحة حدوث هذا دينياً وتاريخيا من بُطلانه. 
العَرضُ سيكون عن المذكور عينه، سُقراط، كيفَ وُصفَ من أقرب مقربّيه وتلاميذه وحواريّيه، وهل ما استحالَ عليه يؤكّد نبوّة ما؟ أو كما قيل أنّه "لُقمان الحَكيم"، على فَرض على أنّ هناك اختلاف في نبوّة لُقمان.
لا يَختلفُ المُؤرّخون على اسم لُقمان، فنفسه لُقمان في القرآن هو لُقمان عند الغرب، فلا نعلم سبب اقحام اسمُ سقراط في اسم لُقمان، ولم تُشر أي جداريّة هيلينية الى اشتباه اسم سقراط بلقمان، ولا حتى شرح كلمة سقراط، فهي لا تشير الى لُقمان تماما، على أن الاغريق، كانو يستعملون كثيراً الصفات بدل الاسماء، فقد ورد في الانجيل الإغريقي لفظة "باراكليتوس" أو الفارقليط، فقد فسّرها النصارى على أنها "المُخلّص"، لكنّ ترجمتها الحقيقية هي أحمد أو محمد، أي مجامع الحمدِ، هنا يمكننا المُقاربة بين اسم محمد و"الفارقليط" رغم تباعد اللفظين.
أيضا هناك اشارات عديدة تربط الحكيم أو النبي لقمان بمجتمعات الشام أو مصر، لما كانت الحضارة والتجارة فيهما بارزة، والديموغرافية كثيفة، وعدد الأنبياء فيهما وَفير، حتى ان كل الأنبياء المذكورين في القرآن لم يكونو في غير منطقة الشام والخليج ومصر، أو غرب وجنوب آسيا بشكل أوسع، فلمَ يكون لقمان الوحيد خارج هذه المنظومة، في "بلاد الاغريق".. على أنه سُقراط.
الى حد الآن قمت بتوطئة، ولم أدخل بعد في تشخيص سقراط، الذي كان حقّاً حكيماً، لكن من المستحيل قطعاً أن يكون بدرجة الحكمة التي يخلده اللهُ بها في القرآن، خلا أن يكون نبياً، وهذا أبعد بل حاشى لـ الله أن يكون نبيّاً شخصٌ كسقراط.
يقولُ أحدكم لمَ هذا العِداء على شخص وصفته قبل حين بالحكيم، حِكمت سقراط تكمن في ذكائه في فهم الواقع، لكنّ تاريخيه عكس تاريخ الصالحين من الحكماء والأنبياء المذكورن في القرآن.
فقد عُرف عن سُقراط السفصطة! وهي مدرسة فلسفية لمؤسسها بروتاغوراس، و السفصطة هي المغالطة والتزييف والكذب والمجادلة  وتزيين المنكرات والفواحش، وحِيل خداع الناس بالكلام المعسول. وعُرف عن سُقراط الشذوذ أيضا، كيف لا وقد رسّخ التاريخ علاقته مع ألسبياد، القائد العسكري الاغريقي الشاب، حيثُ كتبت عنهم القصص والأساطير. فهل يُخلّد القرآن رجلاً، جاءَ بأكبر المناكر التي خُسف على اثرها قوم لوط...!
عُرف عن سقراط أيضا ظُلمهُ لزوجته، على أنه لم يقم معها علاقة قطّ، وكان يحتقرها، الى أن جُنّت واصبحت تذمّه وتحاول اغضابه، فكيف يكون رجل كهذا حكيما، وأيّ ابنِ لرجل لم يقم علاقة مع زوجته. وأخيراً وهذا أخطر ما عُرف عن سقراط وعن اليونانيين عموما، البيدوفيليا.
فقد كان يُساق الصبيّ الاغريقي الى المعلم ويُترك معه، ويُسمح له ان تقام معه علاقة جنسية، قانونية باسم الدولة الآثنية، بموافقة الوالدين، على انها جزءٌ من التعليم والموالاة للمعلم. 
وكانت تسمى بيديراستي pédérastie، ولم يكن سقراط بدعة منهم، فقط جانس عمّ أفلاطون نفسه.
فكيف يُخلّد القرآن رجلاً بهذه الصفات المنبوذة، على أنه رجل كان يملك من البديهة والذكاء ما مكنه من طرح أسئلة عميقة والاجابة عن أخرى، وقد علم المنطق والتأمل والتحليل، الا أنه، لم يكت بذلك الرقي الأخلاقي الذي يجعله من زمرة الصديقين.

المقال 182
Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق