«لولا سايكس بيكو، لكُنا يدًا واحدة».. هي تُرّهات من لا يعرفون التاريخ.. مقالتي لإنهاء هذه الأسطورة. «..وفي ليلة عقد اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916م، كان المسلمون دولة واحدةً من المحيط إلى الخليج يحكمهم خليفةٌ يحتكم بأمر الله و..» حسنًا سنتوقّف هنا، هذه الرواية الرومنسية لم تكن واقعًا يومًا. البداية ⚡ قبل سايس بيكو. لن أعود بكم إلى الزمن سريعا، تريثوا معي، سنعالج أولًا قضية «الثقافات» و«الدول»،فهل كان هذا المفهوم غريبا عن الدول الإسلامية أم هو أصل الطبيعة والواقع؟ 🔹في أوروبا؛ -إن مفهوم الدولة القُطريّة {ذات الحدود المحروسة والعلم المميز والعملة المحلية} قد لازَمَ الدول الإسلامية في نفس الزمن الذي انبثق فيه هذا المفهوم في أوروبا، أي في مطلع القرن السابع عشر بالضبط. ما الذي حدث في ذلك القرن؟ -الذي حدث هو انشقاق الأنظمة وأصحاب النفوذ والنبلاء عن حكم الكنيسة الزماني والمكاني، أي بداية الخروج الرسمي من الفلسفة السياسية والجيوسياسية للقرون الوسطى، بعد حوالي قرنين من سقوط غرناطة واستعادة الغرب لكامل جنوب أوروبا، بما في ذلك صقلية. وتفاديا للغوص في تفاصيل القرنين اللذان سبقا القرن السابع عشر،...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب