-«الخير» عند الفلاسفة الأولين-
يقول شوبنهاور، "الهدف من الحياة هو أن تتعامل بلطف وواقعية"، "الإنسان متخلّق حتى يفسده المجتمع" يقول روسو المُبرّر.
يقول ماركس: «ماذا فعل هيجل؟ وصف لنا العالم الذي كان يتمناه طوال الوقت، ولم يصف لنا الواقع الذي نحن بحاجة إلى التعرف إليه، لنقبله ونحبه»
-الإشكالية في الماهية-
ليست كل المساوئ أخطاءً، الخير والشر وسيطان، يشوّشان لنـا نظرتنا على الواقع. إن البحث عن الحقيقة متعة، وليست عذابا، العذاب في كتابة آلاف الأوراق لتبرير وجود الوَسيط، المفروض فرضاً، عوض وصف الواقع بمأثورات مختصرة.
عوض التفاني في الدفاع عن فكرة مشوشة، كان عليكم القبول بإمكانية وقوعكم في الخطأ، بقبول تركيبة العالم، وتعقيده.
عوض تضييع الوقت في البحث عن النوايا، كان يجب البحث في ما وراء ذلك.. البحث في النوايا هي فرصة أخرى للأخلاقيين للتفرّد من أجل التفرّد عن المجموعة.
عوض البكاء على العالم، كان عليكم النهوض ورفعُ الحِمل الذي وضوعه على عاتقكم، حمل الحقيقة.
-التمشيط في الفلسفة-
لا يحاربُ أحدنا وهو مُحمّل، بل عليه أن يتخفّف قدر المستطاع، ليسيع السّير.
عوض تبنّي فكرة انعدام معنى الحياة، كانت أمامكم الحياة لتعديلها، لكنكم انشغلتم بالحديث حولها، أكثر من الحديث عنها ومنها.
لقد أرهقتُم الفلسفة.
-ما يتجاوز الفسلفة-
- (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا)؟ -
لم تستطع أن تتجاوز ما تراهُ عيناك، وقد خبرتَ أن ما تراه ليس بالضرورة ما هو صحيح.
(قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا). ولم تستطع الابتعاد عن البصر، وليست البصيرة ما ينقُصك، بل الإيمان الخق بمن وضعها فيك.
-(قال هذا فراق بيني وبينك ۚ سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)- سأخبرك بما أنكرت عليَّ من أفعالي التي فعلتها، والتي لم تستطع ترك السؤال عنها والإنكار عليَّ فيها.
ومن يصبر على رجل يقتلع رأس غلام بريء؟ فأنكر عليه، وحق له أن يُنكر، فما كان من الخضر إلّا أن ذكّره بشرطه للمرّة ثانية؛ اعتذر إليه موسى -عليه السلام- وأخبره بأنّه إن اعترض عليه بشيء مرة أخرى أن يتركه ولا يُصاحبه.
فاعترض، وما زلنا نعترض رغم البيان، فقال الخضر: هذا فراقٌ بيني بينك.
-المعرفة تسبق الحدس-
الشر والخير هما آخر ما تستنتجه، الحكمة أن تصبر على ما لا تعلم، أما الحدسُ والإحساس، فليس بعلم.
-الهدم، هو إشارة جادّة للبناء-
إن النقد هو إشارة المُعلّم للعِلم، والإصلاح هو إعادة بناء المعالِم.
-البصر والبصيرة-
البصر مخلوق لتصغير الأحجام، فلو رأينا الأحجام على حقيقتها لما رأينا شيئا من ضخامتها، فصغّرها ببصيرتك واعلم أن لو كان في الأحجام حكمة لما صغّرتها الأبصار.
البصيرة عقلنةٌ للبصر، التصغير والتكبير، يشير إلى ما وراء الأحجام.. إلى ما وراء الخير والشر الذي تراه.
المقال 385
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق