الأربعاء، 24 يناير 2024

المخاطرة في اللعبة




كل الأشخاص المستعدين على وضع أعناقهم وحياتهم على المحك في حالة الفشل.. هم الأحق بالثقة والقيادة، هكذا يقول فيلسوف الرياضيات والإقتصاد اللبناني نسيم نيقولا طالب.

إن كتاب "اللعب ببشرتك" للمدون والمؤلف اللبناني الأمريكي هذا هو أحد الكتب الأكثر مبيعًا في السنوات الأخيرة في مجال الفكر،
 « إذا ملأنا الأسواق المالية بوكلاء ليس لديهم أي معلومات - أي الشراء والبيع بطريقة عشوائية تمامًا، ضمن هيكل مثل عملية مزاد جاد يقوم بانتظام بمواءمة العطاءات والعروض-... خمن ما الذي سيحدث؟ سنحصل على نفس كفاءة التخصيص كما لو كان المشاركون في السوق أذكياء»، «لا يحتاج الأفراد إلى معرفة إلى أين يتجهون، فالأسواق هي التي تفعل ذلك» (ص 130، 131) وبالتالي فإن معظم من يتلاعبون بالبورصة ليس لديهم مت يخسرونه في حياتهم الخاصة، لذلك نواجه أزمة اقتصادية عالمية منذ 2008.
.
 يجب ألا نسمح لأحد باقتحام مسؤولية ما، إلا للأشخاص الذين هم على استعداد للمجازفة بمالهم الخاص، بسمعتهم واسمهم الخاص وكذا بذويهم ومصالح مقربيهم الحميميين..في حالة الفشل.

 إن صناع القرار الذين لا يتحملون بشكل شخصي المسؤولية عن العواقب المترتبة على قراراتهم لا يستحقون أي ثناء في حالة النجاح، وهذا لسبب بسيط: 

أنك لا تتعلم من إخفاقاتك إلا عندما تعاني منها بنفسك. 
نحن لا نتعلم منه شيئا أيضا، وسوف نرتكب نفس الأخطاء مرات أخر، إلا إذا تمكنا من جعل الآخرين يتحملون العواقب وعلى حد تعبير هيرودوت الشهير: Pathema mathemata : الآلام هي بمثابة تعليم لنا، أو المثل الذب يقول: يجب أن تجد صعوبة في عدم القيام بنفس الأشياء الغبية مرة أخرى. 

«احذر من الذي ينصحك بأمر ما، والضرر من نصيحته لا يصيبه»
 في معظم الحالات التي تكون مثل هذه، يتبين دائمًا أن ما يقدمه لك الطرف الآخر على أنه "جيد لك" هو ليس بالضرورة مفيد لك، ولكنه بالتأكيد مفيد له.

«إن فكرة البيع المتمثلة في "تقديم النصيحة" هي في الأساس غير أخلاقي، ولا يمكن اعتبار البيع مجرد نصيحة» 

المخاطرة في اللعبة هي فكرة قآدمة من الكازينو أو القمآر، والتي تقول: «هل لديك شيئاً لكي تخسره؟» ، «هل وضعت مالك في طاولة القمار؟»، «هل أنت مستعد للخسارة؟».

يقول طالب :أحسن ميزان للذكاء هو وضع (ذاتك في الخطر) اي ان يكون لديك حصة من المال و عليك اختيار مشروع مآ به.
تخيّل: نضع مشروعين لطرفين، الجانب الاول و لنقل انهم عبارة عن خرّيجي جامعة هارفارد بالتخصص ، لكنهم لا يسيّرون مالهم الخاص في المشروع بل اموال اشخاص آخرين، و من جهة اخرى ، مجموعة من سائقي سيارة الأجرة ، و المشروع من مالهم الخاصً، ايّ من الطرفين سيتفوق في مشروعه؟
سيكون التفوق بإكتساح لقوّاد سيارة الأجرة طبعاً، الإجابة ان جلدهم الخاص في خطر (مالهم..ذاتهم ..حياتهم).

الذات في اللعبة هي الميزان الحقيقي لأي سياسي فوق الأرض، صاحب القرار غير المعني من قراراته هو أسوأ سياسي او مدير لبلد أو شركة، و السيىء في قراراته بيروقراطي النخاع.
يقول طالب: ان البيروقراطية هي وضع عدد من الحواجز اللامتناهية بين الحاكم (صاحب القرار غير المعني من نتائج قراراته) و المحكوم (المعني مباشرة من تلك القرارات)، فـ كل شخص غير معني بالخسارة الذاتية هو مسؤول، مدير،و موظف فاشل ..
و كل ما كانت ذاتك في خطر ، تصبح أذكى و اقوى و أنجح.

#عمادالدين_زناف

المقال 384
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق