كـْتآمة.. سرّ المغرب الأوسط {الجَزَائِر}
أُخفي ذِكرهُم وشُوّه.. لأغراضٍ غير مُنصفة.
من كتاب: دور كتامة في تاريخ الدولة الفاطمية
لـ الدكتور موسى لقبال.
إذا أردنـا الحديث عن بني كْتيم، فسوف نجدهم في دراسة تاريخ البرانِس، وهم مرتبطون ارتباطًا تاريخيا مع إخوانهم صِنهاجَة، بيدَ أن صِنهاجة نجوا من التحريف عندَما عادوا الفاطميين في عخد المعز بن باديس وانزاحوا لصفوف العباسيين.
إذا نلاحظ أن التاريخ في هذه الرقعة خاضع تمام الخضوع للمتغلّب طائفيا وبالتالي عسكريًا. والنزاهة تقتضي حتمًا التفرع والتعمق أكثر من مجرّد الأخذ برواية المنتصر والمؤرخ المنحاز. طبعا، سأضع مصدر كل فقرة في التعليقات للأمانة العلمية، ولا يلومنّني أحد على النقل، فهذا ليس مقال رأي.
أولًا: أصل كتامة:
▪️ إن العديد من الجغرافيين أهملوا ذكرهم، ووضعوا من شأن سكانهم، ما جعلهم أهل لغز تاريخي، بل وأسرار ضخمة مثلهم مثل قادة الإسماعليين في زمن مضى.
▪️دراسة كتامة هي دراسة محفوفة بالأخطار منذ القدم، ولكن أصلهم الذي يعود إلى البرانس يرفع الكثير من اللغط.
▪️نعم البرانس وبرنس يعود إلى لباس السكان الخارجي، أي البرنوس، بالرغم من أنهم كان يفضلون لبس القشابية أكثر، هم وصنهاجة معا.
▪️ كانوا أهل حسن وجمال وقوة وهيبة. يقول ابن حوقل.
▪️من أسباب عزوف الأدباء في الحديث عن كتامة هو لانتحالهم مذهبا شاذًا، عكس زناتة الذين والوا العرب السنة مباشرةً، ولم يخلوا زناتة أياض من رميهم بما سمي الخوارج، عندما استقلوا عن الأمويين باكرا.
▪️ كتامة تنتسب إلى برنس، والبربر ينتسبون إلى مازيغ، وقد نطق به وفدهم أمام سيدنا عمر، وبقيت مخطوطاتهم في زكار مليانة تشهد على ذلك.
▪️استفاض الكاتب في أصل البربر ونسبهم، وقد انتهى إلى أن ابن خلدون وغيره فنذوا كل المزاعم على أنهم من اليمن لبُعد المسافة وصعوبتها، وذكر الكاتب أن حتى لو صحت رواية إفريقش، ففيها وجد المنطقة بساكنتها، وهو من أسماهم بربر لعدم فهمه لكلامهم.
التقاصيل في التعليقات لمن يريد التأكد.
▪️انتهى الكاتب إلى القول بأن البحث في أصل البربر هو حديث عقيم، لتشبت كل النسابة بنظرياتهم.
▪️حتى ابن خلدون غرق في وخل النظريات والروايات المتناقضة وانساق وراء النقول والآراء. وانتهى بأن قال هم أمة ضاربة في القدم في بلدانهم.
▪️ قسم العرب قبائل البربر بمن كان يعاديهم ويواليهم.
▪️ قبيلة أوربة من برانس المغرب الأوسط، وهي من تلمسان إلى الأوراس مرورا بالزاب، وهم مؤسسوا دولة إدريس.
▪️أصل اسم كتامة ليس عربي، وقد وجد باسم اوكوتامي في عهد بزنطة القديم، ucutamii وعند الاغريق سموا أوكوتوماني.
▪️ أول من نسبهم للعرب وحِمير مو الطبري وابن الكلبي، وهم متأخرين بإزاء كتب المؤرخين.
▪️سماهم بعض العرب قطيم أهانة لهم وأعاد لهم المكانة عمر بن عبد العزيز.
كتامة اليوم:
بنا أنني من بني فرقان، سأتحدث عما قيل (المصدر حول نسب عائلة زناف لبني فرڨان الكتامية في التعليق)
.
تذكر بعض كتب التاريخ ان أصل بني فرقان هو من جبل فرقان بنواحي برج بوعريريج ( منطقة زمورة ) وقد هجروا المنطقة إلى جبال الميلية بجيجل إبان حكم العثمانيين إذ كان لهم دور كبير في هجرة الفراقنة من تلك المنطقة، وربما كانت تلك الهجرة مرتبطة أساسا ببعض الصراعات السياسية او التحالفات بين الحكام ورؤساء القبائل. أصل العرش هومن قبيلة كتامة البربرية ( فرع سدويكش) لأن مواطن كتامة حسب بن خلدون كانت ممتدة من نواحي بونة (عنابة) إلى حدود بجاية في الساحل ومن خنشلة الأوراس إلى حدود وطن حمزة (البويرة) في منطقة الهضاب.
فكما هو معروف فان أغلب قبائل جيجل من كتامة و الباقي من قبيلة صنهاجة. ذكر المؤرخ الفرنسي شارل فيرو اسم مرسى بني فرقان في المرحلة الفينيقية حوالي القرن 04 قبل الميلاد باسم مرسى طوسكا Tucca وهو أحد مراسي المدينة الفينيقية الموجودة ببني حبيبي والحاملة لنفس الاسم، ثم حافظ هذا المرسى على اسمه على عهد الرومان والوندال والبيزنطيين إلى مجيء المسلمين أين ذكر المؤرخ البكري اسمه في القرن 09 الميلادي (مرسى دنهاجة) في كتاب (البلدان) في الصفحة 63 منه فقال: (ومدينة عظيمة جليلة يقال لها ميلة.. وسواحل البحر تقرب من هذه المدينة ولها من المراسي مرسى يقال له أسيكدة ومرسى يقال له جيجل ومرسى يقال له قلعة خطاب (جنجن اليوم) ومرسى يقال له مابر (القل) ومرسى يقال له مرسى دنهاجة وهذا البلد كله عامر كثير الأشجار والثمار وهم في جبال وعيون..)، ودنهاجة هي أحد فروع كتامة المشهورة التي تنتمي إليها معظم قبايل منطقة الميلية مثل أولاد عيدون وبني فرقان والعشاش وبني بلعيد..إلخ ثم جاء المؤرخ الادريسي في القرن 12 فذكره باسم (مرسى الزيتونة) وقسمه إلى قسمين: (مرسى الشجرة) عند بني فرقان و(مرسى الخراطين) عند بني بلعيد وفوقهما جبال الرحمن وهي سلسلة جبال بوالنغرة وسيدي ادريس وبونعجة وجبال الميلية. أما أصل بني فرقان فيعود إلى جدهم فرقان ابن دنهاج ابن كتام، ولهم فروع كثيرة أكبرها (مشاط) ونسبت إلى الجبل الذي تسكنه وفروعها بني يحيى وأولاد يعيش وبني محبوب، ثم فرع (الخناق) و(مازر) و(غليو) و(المرسى) و(أولاد جاب الله(وهم عرب سماهم ابن خلدون أولاد جار الله). وأغلبهم هجر بعد حملة الجنرال كاسطو عام 1858م وحرق جميع غاباتهم إلى قسنطينة، حياء الفوبور وعوينة الفول وبوالصوف والطريق الجديدة وجبل الوحش ويسكنون أوغيرها وهم أكثر سكان قسنطينة اليوم, (من كتاب التاريخ الكامل لمنطقة الميلية)
المقال 381
#استرجع_تراثك
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق