التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2022

سلسلة لسان الزمخشري #8

سلسلة #لسان_الزمخشري #8 اعتمد الزمخشري في تهذيب اللسان، خاصة في كتابه الضخم أساس البلاغة، الذي أخذ نصيب الأسد من هذه السلسلة، على ما سمعه من الأعراب من فصيح اللسان، من نثر بشتى فنونه وشعر في شتى صوره وما طولع في بطون الكتب ومتون الدفاتر من روائع الألفاظ.  فقال (فُليت له العربية وما فصح من لغتها، ومُلح من بلاغتها، وما سمع من الأعراب في بواديها، ومن خطباء الحلل في نواديها، ومن قراضبة نجد في أكلائها ومراتعها، ومن سماسرة تهامة في أسواقها ومجامعها، وما تراجزت به السقاة على أفواه قُلبها، وتساجعت به الرعاة على شفاه عُلبها، أو ما تزاملت به شعراء ثقيف وهذيل في أيام المفاتنة، وما طولع في بطون الكتب ومتون الدفاتر من روائع ألفاظ مفتنّة، وجوامع كلم في أحشاؤها مجتنّة) وقد اعتمد على القرآن الكريم، والحديث النبوي من مثل قوله (ولا تؤبن فيه الحرم) و(سترون بعدي أثرة)، وأقوال الصحابة على رأسهم علي وعمر عليهما الرضوان والأنوار، وشعر الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين، والأمثال كـ ( آبل من حُنيف الحناتم) و(سمنكم هوريق في أديمكم)  وكلمات منثورة للعرب مثل ما جاء (وتقول العرب، أصل كل داء البَردة، وأصل كل دواء ال...

سلسلة لسان الزمخشري #7

سلسلة #لسان_الزمخشري #7 بعض الهَنات اللسانية اليسيرة للزمخشري في تفسير الكشاف، وكُتب الهمع، الفائق وأطواق الذهب، وغيرها. وهي من استدراكات ابن حيان من نقول الدكتور فاضل صالح السامرائي. وما جاء في الكشاف، (فهل أسلمتم أم أنتم بعدُ على كفركم؟) وهذا الموطن للهمزة لا لهل. فإن (لهل) للتصديق فحسب. وقد استعمل (هل) في موطن لا بصلح إلا للهمزة في أماكن عدة منها قوله (هل تخاف لائمتهُ وتشمئز لمعابه أم لا تعبأ بذلك؟) وقوله (هل تتم عند صدمة ذلك.. أو ترفع رأساُ.. أو تلقي سمعاُ..أم بها في تلك الوهلة ما يشغلها عن أن تنطق في شأن يعنيها بحرف؟) ومنها قوله (وهل ينفعك نخيلك الصنوان وغير الصنوان أم يدفع عنك ما يخرج من طلعها من القنوان؟).  وحاء في كتابه أعجب العجب ( وليس المراد أني سأفعل هذا في المستقبل فقد لا يحصل بذلك مدح) مع العلم بأن (قد) مختصة بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم وناصب وحرف تنفيس. وجاء في الكشاف (لئن احتجبتن فإنّ لكنَّ على النساء فضلاُ) والصواب بلا فاء، وذلك لتقدم القسم على الشرط، إذ من المعلوم أن إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما، فإذا تقدمهما ما يحتاج إلى خبر فأنت محيّر في أ...

سلسلة لسان الزمخشري 6

سلسلة #لسان_الزمخشري  #6 يقول تبوّجَ البرقُ، أي شعَّ، ويقولُ باخَ الحرّ أي استقرَّ وبقى، وعن هلاك الشيء يقول أتى بَوارهُ، وإذا عبّر عن مصلتحك قال هذا ليس من بابَتِكَ، وإذا جاء الناس بكثرة يقولُ جاءوا ببَوَشٍ وقد بوّشوا، وعن الفرار يقول أنّه البَوصُ، ونقول بَهَرهُ عن الذي غلبهُ، والبهرجُ هو رديء الفضّة يقال بهرجة أي فضة كاذبة، وإذا أردتُ إبعاد أحدهم أقول بَهَزتهُ، وإذا قصد الذئب أذيّة فلان نقول بهش إليه أب أقبل عليه، ويُسمى الباهش الناهش، ومن أثقلهُ الحمل نقول بَهَظه ومنها الباهظ أي الثقيل، والبهق لشديد البياض ويسمى الأمهق والأبهق، والرجل الباهل هو المتردد بغير عمل، والمبتهل هو المتضرّع لله. ونقول أبهَمَ الباب أي أغلقها، ونقول عن الإناء الممتلئ أنه إناءٌ مُتأقٌ وقد تَئِقَ، ويقال عن من دعا على القوم أنه تبّب عليهم، وهي من التبّ، ونقول الشبخ تبَّ وكنت شابا فصرت تابّاً، وطيبو الأعراق والأصل نقول طيبو التّخومِ، والترحةُ هي الحزن، ويقال ما الدنيا إلا فرحٌ وترحٌ، ويقال أن تلك المرأة تارّة أي ممتلئةٌ، ويقال أن الذي يحوم بشكل دائري أنه ترّاس، ومن أحكم الشيء يقول أنه ترّصه.  ومن ملأ الكأسَ نقول ...

سلسلة لسان الزمخشري #5

شيوخ النحو، أقدم الكُتب، وأئمة الزمخشري.  سلسلة #لسان_الزمخشري 5 عرفَ علم النحو تدرّجاً زمنياً قبل أن يصلَ إلى الزمخشري، فالمعروف أن من أسّس علم النحو في بداياته هو سيدنا على ابن أبي طالب كرّم الله وجهه، وقد كان لتلامذته الفضل في التوسع في هذا العلم لحماية القرآن من الخطأ في النقل.  ثم انطلق تدريسه باستقلال تام مع أبو الأوسد الدؤلي 69هـ، التابعي تلميذ عليّ رضي الله عنهما، فدرّسه لكل من نصر بن عاصم الليثي الكناني وعنبسة بن معدان الفيل المهري وابن هرمز ويحيى بن يعمر العدواني.   ثم انطلقت من البصرة دراسة علم النحو من ابن أبي إسحاق 118هـ و عيسى بن عمر 149هـ، وأبو عمرو 154ه.  تعلّم عن ابن أبي إسحاق كب من الأخفش الأكبر، والخليل ابن أحمد الفراهيدي، ويونس ابن حبيب.  ثم جاء من تلاميذهم سيبويه، اليزيدي، أبو زيد، وتتلمذ لذا هؤلاء كل من الأخفش وقطرب. تلاهم من التلاميذ الجرمي 225هـ والمازني 249هـ والرياشي 257هـ، وتتلمذَ لذا هؤلاء المبرّد، إمام المدرية البصرية ، وهو  أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر 286هـ. أما من طريق عيسى بن عمرو فلم يشتهر نحويّ، وأما من طريق أبو عمرو، فقد تتلمذَ لديه الرءاسي ...

سلسلة لسان الزمخشري #4

سلسلة #لسان_الزمخشري  #4 يقول عن هزيل الجسد بئيل وضئيل، وقد ضَؤل وبؤُلَ، وقد تعبَ من الضؤولة والبؤولة، ويقول عن المُفتخر أنه يَبْأى على أصحابه، وإن فيه لبأواً وزهواُ.   والبتاتُ هو الزّاد والمئونة ، ويقول عن شمسِ النهار أنها البُتيراء، وعن المخلص أنّهُ تبتّلَ إلى الله، والبتولُ هي المنقطعة عن الزواج، كما تسمى مريمٌ البتول عليها صلوات الله.  وبثَثَ تعني بَسَطَ ووَضَعَ، يقول تعالى 'وزرابيّ مبثوثة'، ويقول ياثثتهُ سرّي أي أطاعتهُ عليهِ.  والبَثَنُ من الخُصوبة، وتسمى المرأة بُثينة كما سُمّيت زُبيدة لنفس المعنى.  ويقول أن البجج هو الطّعنة الواسعة، ورجلٌ أبجّ العين يعني أنه واسع العين.   ويقول إمرأة زجّاء بجّاء، ورجل بجباج أي نفّاج، أي الرجل الذي يقول ما لا يفعل.  والبجارى هم الدواهي، والبُجرُ هو باطن الشيء، والأمور البجاري هي الأمور المعيبة. ونقولُ تبجّسَ الشيء أي انفجرَ، انبجست عيناهُ من فرطِ الأسا. ونقول سحائبُ بُجّس.  ونقول عن الشيء الخالص أن بحتٌ، نقول أنه بحتٌ محتٌ أي صادقٌ. وعندما نُجب بشيء لذا شخصٍ نقول بخٍ لكَ.  وعن العين العوراء نقول أنها مبخوصةٌ ومبخوقة.    ونقول عن النصيبِ...

سلسلة لسان الزمخشري #3

سلسلة #لسان_الزمخشري #3 من أقوال الزمخشري عن الورعِ "احرص وفيكَ بقيةٌ على أن تكون لكَ نفسٌ نقيّةٌ، فلن يسعدَ إلا التقيُّ، وكلُّ من عداهُ فهو شقِيُّ"، والمُلاحظ على لسنا الزمخشري الحرصُ الشديد على التفنن في القافية، سواءً في النثر أو الشعر. وقال أيضا في الورع " من استوحش المنكراتِ، استأنسَ عند السكراتِ.. وقامَ في إهانةِ الأشرار وعصبَ سلمتهم، وفي إعانة الأبرارِ ونصب كلمتهم". وهذا من كتابه أطواق الذهب.  وقال في ديوانهِ، المرء في دنياه ليس بخالدٍ .. فعلام يطلبها بجهد جاهد هو طالب الدنيا وطالبه الردى .. والطالب الفلكي أسرع واحد وقال في النفسِ "ولا تطعها فإن النفس لأمارة بالسوء، تطلب منك أن يكون مسكنها داراً قوراءَ، وسكنها مهاة حوراء، تحر في عَرَصتها فضول مرطها"، قوراء يعني بها واسعة، والحوراء هي المرأة الحسناء.  وقال عن الزواج "لا تخطب المرأة لحسنها ولكن لحصنها، فإن اجتمع الحصن والجمال فذلك هو الكمال. وأكمل من ذلك أن تعيش حصوراً وإن عمرت عصوراً"، ويقول عن العلم "وتسويدٌ بخط الكاتب أملحُ من توريد بخد الكاعب" ويعني بالكاعب الممتلئ، أي المرأة ا...

سلسلة لسان الزمخشري #2

سلسلة #لسان_الزمخشري #2 نقول عن صاحب الدهاء أَرِبٌ و ذو إربٍ، ودع عنكَ قول "أذكى من صاحبه" لقول "آرب عن صاحبهِ"، ونقول عن توثيق الشيءِ "أرّبتُهُ"، ومن يتعسّر على الناس يقال أنه تأرّب فيهم. ونقول عن من أفسد أنّهُ أرّثَ، وعن من أوقدَ النارَ أنه أرّثَ نارَهٌ.   ونقول عن صوت نشيش البُرمة أنه أزيزٌ، ونقولُ هالني أزيزُ الرعدِ،وصدّعني أزيز الأطفال، ونقول أنّه أزّهُ على فعل الشيء، أي أغراهُ.  ونقول أزِفَ الرحيل، خيرٌ من "اقترب موعدُ الرحيل" وأفصح.   والعيش الضيّق يُسمّى عيشٌ آزفٌ أو عيشةٌ أزَفٌ. ومن غرقَ في المأزق نقول أنه أزِقَ.   والأزلُ هو الضيق، والعيشُ في أزْلٍ هو العيشُ في ضيقٍ. ويُقال أزَمَ على الشيء أي استمسكَ به وعضّهُ، ويقال أخذَ مالي وأزمَ عليه.  وأيام الشدائد والسنوات يقال سنونٌ أوازِمُ.   وعن ما قيل حول اسم "أسدٍ" نقول في أرضِ بني فٌلانٍ مأسدة، وأكثرُ المآسد في بلاد اليَمنُ. ومنها استأسدَ على صاحبه.  وآسدَ الكلبَ بالصيدِ تعني أنه أغراه بالصيد.   ونسمّي الجريء أسمّ وأسمٌ ومنه اسمُ أسامةَ.    ونقول عن الاختلاط...

سلسلة لسان الزمخشري #1

المقال الأوّل من السِلسلة. وها قد انطلقنا، فلا تقُل في "أوّل الأمرِ" بل قل في "إبّانه"، وقد نقل عن ابن الأعرابيّ أنه قال :  "قد هرّمتني قبل إبّان الهرَم".   وإن مللت من "همّ ليذهبَ" فقل "أبَّ ليذهبَ"، وإن سئمت من تكرار "اتّسعَ له الرزق" فقل " طاعَ لهُ الأبُّ".  ثم قالَ، تأبّدَ فُلانٌ، ومعناهُ توحّشَ، أي صار مثل الوحوش في غربته. وإننا قد افتقدناه إلى الأبد. والتأبّد والأبيدِ فقدٌ، ويقال  كانت أعمارهم طويلة الآباد،  فهم من الآبدين.  ويقال تأبّدَ المنزلُ، أي سكنتهُ الوُحوش بعدً أن أُبّد، وان مللتَ من قول 'أحب القصص الغريبة" فقل "مولعٌ أنا بأوابِدِ الكلامِ"، ويقول، قال النابغة : "نبئتُ زُرعةَ والسفاهةُ كاسمها، يُهدي إليّ أوابد الأشعارِ"، وإذا مللت من قول "جئتنا بكلام غريب" فقل "جئتنا بآبدةٍ ما نعرفها".  وإذا قالوا لكَ "قهروهُ وزجروه" فقل لهم وكذا "أبَسوه وحبسوهُ"، وهي من الأبْسِ، أي القهر.  وقد قالَ أن الإبِلُ المؤبّلة تعني الإبل المُهملة. والإبالة من ...

بنو موسى والنشأة العلمية

النشأة العلمية المَرجُوّة: {بنو موسى} مثلاً! تروي المؤرخة الألمانية سيغريد هونكه في كتابها شمسُ العرب تسطع على الغرب، قصة الفَلكيّ موسى بن شاكر، صاحب كتاب الدرجات في طبائع الكواكب السبعة، وهو خراساني الأًصل. وله ثلاثة أبناء. هؤلاء الأبناء من أعجب ما قدّمه المسلمون للعلم والعالم. كان أبوهم رجلاً نبيلاً ذو مكانة في عهد الخليفة المأمون ابن الرشيد في الدولية العباسية، والمعروف أن في حقبة المأمون عرف المسلمون أزهى عصور الانفتاح الفكري والفلسفي والعلمي. كانت لموسى وصيّة للرشيد بأبنائه هؤلاء، وكانت لموسى مكانةٌ عند الرشيد، فاستوصى بهم خيراً وتربوا مع المأمون، وعندما حكَم هذا الأخير عملَ بوصية أبيه فيهم، وكلّف بعده والي بغداد إسحاق بم إبراهيم المصعبي ليرعاهم، فأدخلهم إلى بيت الحكمة. فكان الإخوة محمد وأحمد والحسن من النجباء العباقرة، مهتمين بالعلم بشكل لم يسبقهم فيه أحد، تربوا على يد العلامة يحيى بن أبي منصور الذي علمهم الرياضيات والفلك والجغرافيا. فقد كانوا تحت رعاية الدولة الرسمية، وذلك أمر لم يُسبق كذلك. وكانت كل أموالهم تَصُبّ في التجارب العلمية حصراً. برعَ الثلاثة في مجالات الفلك والهندسة ...