التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلسلة لسان الزمخشري 6



سلسلة #لسان_الزمخشري  #6

يقول تبوّجَ البرقُ، أي شعَّ، ويقولُ باخَ الحرّ أي استقرَّ وبقى، وعن هلاك الشيء يقول أتى بَوارهُ، وإذا عبّر عن مصلتحك قال هذا ليس من بابَتِكَ، وإذا جاء الناس بكثرة يقولُ جاءوا ببَوَشٍ وقد بوّشوا، وعن الفرار يقول أنّه البَوصُ، ونقول بَهَرهُ عن الذي غلبهُ، والبهرجُ هو رديء الفضّة يقال بهرجة أي فضة كاذبة، وإذا أردتُ إبعاد أحدهم أقول بَهَزتهُ، وإذا قصد الذئب أذيّة فلان نقول بهش إليه أب أقبل عليه، ويُسمى الباهش الناهش، ومن أثقلهُ الحمل نقول بَهَظه ومنها الباهظ أي الثقيل، والبهق لشديد البياض ويسمى الأمهق والأبهق، والرجل الباهل هو المتردد بغير عمل، والمبتهل هو المتضرّع لله.
ونقول أبهَمَ الباب أي أغلقها، ونقول عن الإناء الممتلئ أنه إناءٌ مُتأقٌ وقد تَئِقَ، ويقال عن من دعا على القوم أنه تبّب عليهم، وهي من التبّ، ونقول الشبخ تبَّ وكنت شابا فصرت تابّاً، وطيبو الأعراق والأصل نقول طيبو التّخومِ، والترحةُ هي الحزن، ويقال ما الدنيا إلا فرحٌ وترحٌ، ويقال أن تلك المرأة تارّة أي ممتلئةٌ، ويقال أن الذي يحوم بشكل دائري أنه ترّاس، ومن أحكم الشيء يقول أنه ترّصه.
 ومن ملأ الكأسَ نقول أنه أتْرعها وأترَعَ الكأسَ، ونقول عن الذي وصل لأقصى حدّ أن بلغت روحه التَّراقي، والمتعطّر يقال التَّفلُ، وهنّ تفلاتٌ أي مُتعطّراتٌ، والأتلعُ هو طويل العُنُقِ، ومن يضع الشيء في يد الآخر يقال أنّه تلَّ الشيء على يده، وإذا ارتفعَ الشيء نقول تَمَكَ، نقول جبلٌ تامِكٌ،وعن الرّجل نقول مُتمهلّ القوام أي طويل عال، والتيهور هو الرمل والتراب غير المتماسك، وعن الذي يرمي بنفسه في الشيء دون تثبت نقول عنه أنه يتتايعُ، ونقول ليلة ثئِدة أي كثيرة الندى.
   وثَئِطَ الشيء أي فَسد، والثّأيُ هو الفسادُ، وثَبَجهُ تعني ضَرَبَهُ، والأثرم من سقطت ثنيّة أسنانه، والثلطُ هو العيبُ، والثمدُ هو قلّةُ الماءِ، والثولاء هي المجنونة، والجؤجؤ هو عظم الصدر،  ويقال جأبٌ على شديد الصلابة، والقلقُ يقال جَئِزٌ، وجبَذَ عكسُ نَبَذَ، والجبسُ هو الجبان،  والجحافل هم خلق عظيم، والجاحم هو الشيء شديد الحر، والمجدوع هو مقطوع أحد الأعضاء، وانجذم أي انقطع.

إلى المقال السابع من السلسلة إن شاء الله
المقال 327

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...