سلسلة #لسان_الزمخشري #3
من أقوال الزمخشري عن الورعِ "احرص وفيكَ بقيةٌ على أن تكون لكَ نفسٌ نقيّةٌ، فلن يسعدَ إلا التقيُّ، وكلُّ من عداهُ فهو شقِيُّ"، والمُلاحظ على لسنا الزمخشري الحرصُ الشديد على التفنن في القافية، سواءً في النثر أو الشعر. وقال أيضا في الورع " من استوحش المنكراتِ، استأنسَ عند السكراتِ.. وقامَ في إهانةِ الأشرار وعصبَ سلمتهم، وفي إعانة الأبرارِ ونصب كلمتهم". وهذا من كتابه أطواق الذهب.
وقال في ديوانهِ،
المرء في دنياه ليس بخالدٍ .. فعلام يطلبها بجهد جاهد
هو طالب الدنيا وطالبه الردى .. والطالب الفلكي أسرع واحد
وقال في النفسِ "ولا تطعها فإن النفس لأمارة بالسوء، تطلب منك أن يكون مسكنها داراً قوراءَ، وسكنها مهاة حوراء، تحر في عَرَصتها فضول مرطها"، قوراء يعني بها واسعة، والحوراء هي المرأة الحسناء. وقال عن الزواج "لا تخطب المرأة لحسنها ولكن لحصنها، فإن اجتمع الحصن والجمال فذلك هو الكمال. وأكمل من ذلك أن تعيش حصوراً وإن عمرت عصوراً"، ويقول عن العلم "وتسويدٌ بخط الكاتب أملحُ من توريد بخد الكاعب" ويعني بالكاعب الممتلئ، أي المرأة الجميلة.
ويقول عن العرب "العرب نبع صلب المعاجم، والغرب مثل الأعاجم". وقال عن اللسان العربي "الله أحمدُ على أن جعلني من علماء العربية أو جبلني على الغضب للعرب والعصبية، وأبى لي أن أنفردَ عن صميم أنصارهم وأمتازَ، وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وأنحازَ" وهذا بالرغم من أنه فارسيّ العِرق.
وقال "ولعل الذين يُغضون من العربية ويضعون من مقدارها ويريدون أن يخفضوا ما رفع الله من منارها حيث لم يجعل خيرة رسله وخير كتبه في عجم خلقه ولكن في عربه ولا يبعدون الشعوبية منابذةً للحق الأبلج، وزيغاً عن سواءِ المنهج" وعن القرآن ولسانه قال "الحمد لله الذي فضل على جميع الألسنة لسان العرب كما فضل الكتاب المنزل به على سائر الكتب".
وقد كان جار الله غير محبٍّ للفلسفة، ولفرط علمه أحترم فيه هذا وأتعلم منه، رغم عدم اتفاقي مع من يعمم في ذم الفلسفة. حيث قالَ "ولا تستمع لقول الفيلسوف لأنه لا يألو أن يتحمقَ، وأن يغلو ويتعمقَ، إن اشتهاره بقوله الفج، طوّح به وراء كل فجّ.. ما شئتَ بالتظاهر بالفلسفة، من أنوا الركاكةِ والسفسفة".
وكان حنفيَّ المذهبِ حيث قال فيه "وتّدَ الله الأرض بالأعلام المنيفة، كما وطّد الحنيفية بعلوم أبي حنيفة، والأئمة الجلة الحنفية، أزمّة الملة الحنيفيّة".
أما في نقده للفلسفة، فلا يكون نقدها إلا ممن تبحّر فيها، كما فعل أبي حامد الغزالي وأئمة علم الكلام عامّةً وهو الذي يتبنى مذهب أهل الرأي كما أشرت.
إلى المقال الرابع من هذه السلسلة إن شاء الله.
المقال 325
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق