سلسلة #لسان_الزمخشري #2
نقول عن صاحب الدهاء أَرِبٌ و ذو إربٍ، ودع عنكَ قول "أذكى من صاحبه" لقول "آرب عن صاحبهِ"، ونقول عن توثيق الشيءِ "أرّبتُهُ"، ومن يتعسّر على الناس يقال أنه تأرّب فيهم.
ونقول عن من أفسد أنّهُ أرّثَ، وعن من أوقدَ النارَ أنه أرّثَ نارَهٌ.
ونقول عن صوت نشيش البُرمة أنه أزيزٌ، ونقولُ هالني أزيزُ الرعدِ،وصدّعني أزيز الأطفال، ونقول أنّه أزّهُ على فعل الشيء، أي أغراهُ.
ونقول أزِفَ الرحيل، خيرٌ من "اقترب موعدُ الرحيل" وأفصح. والعيش الضيّق يُسمّى عيشٌ آزفٌ أو عيشةٌ أزَفٌ.
ومن غرقَ في المأزق نقول أنه أزِقَ. والأزلُ هو الضيق، والعيشُ في أزْلٍ هو العيشُ في ضيقٍ. ويُقال أزَمَ على الشيء أي استمسكَ به وعضّهُ، ويقال أخذَ مالي وأزمَ عليه. وأيام الشدائد والسنوات يقال سنونٌ أوازِمُ.
وعن ما قيل حول اسم "أسدٍ" نقول في أرضِ بني فٌلانٍ مأسدة، وأكثرُ المآسد في بلاد اليَمنُ. ومنها استأسدَ على صاحبه. وآسدَ الكلبَ بالصيدِ تعني أنه أغراه بالصيد. ونسمّي الجريء أسمّ وأسمٌ ومنه اسمُ أسامةَ. ونقول عن الاختلاط أنه الأشبُ، بيني وبينك أشبٌ، ونقولُ تأشّبوا أي تجمّعوا من هنا وهنا.
ونقول أصَدَ البابَ أي أغلقهُ، ونقول بابٌ موصدةٌ أي محكمة الإغلاق. ونقول باب الخير عنه مُؤصِدٌ.
مقال الكاتب عماد الدين زناف
ونسمي العهود والمواثيق بالإصر، ويقال، والحاملُ الإصر عنهم بعدما غًرقوا. ونقول، ليس بيني وبينه آصرة رحمٍ أي ليس بيني وبيه عاطفة. وأقول أنا جاري مُؤاصري، أي حافظي.
وأصلٌ والأصل هو الحائط، ومن لا أصل له هو من لا نسب له. ويقال أن لفلان أصيلة أي له أرضٌ تليدة يعيشُ بها. وجاءوا بأصيلتهم أي جاءوا بأجمعهم.
و نسمي الملجأ أنه أضَضٌ، يقول الشاعر، لأنعتن نعامةُ ميفاضاُ، خرجاءَ ظلت تبغي الإضاضا.
والأطط هو الحنان، ونقول أطّت بك الرّحمُ، أي رقّت وحنّت. ونقول أطم والآطامِ نعني بها الحصون المُرفّعةُ. وأفخَ تُقال إذا غلبَ وسبقَ وانطلق أوّل الليل. ونقول أفَـكَهُ عن رأيه أي صَرَفَهُ. وعندما تغيّر رأيك قُل أفكتُ عنه.
والأَكَمَة هي التّل. ومن لا يُدامج نقول أنه لا يُؤالس والألس هو الخيانة والكذب. ونقول ألل وإلاًّ وهي القرابة. وأمَمَ من الأمّ والأُمَمْ والأمّة ويؤمّ قومهُ، أي يلعب دور الأمّ. ونقول إمرأة مِئناثٌ وقد آنثت، أي أنها كاملة من النساء.
والذي يتوب كثيراُ يسمّى أوّاب،ونقول أوبَ، ومنها اسم أيّوب. وأقول أيَيتُ بالمكان أي تمكّثتُ وسكنتُ. ونقولُ بؤبؤ الشيء أي قلبه وأصله، ويقال هو في بؤبؤ المجد أي في عزّه.
إلى المقال الثالث من السلسلة إن شاء الله.
المقال 324
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق