شيوخ النحو، أقدم الكُتب، وأئمة الزمخشري.
سلسلة #لسان_الزمخشري 5
عرفَ علم النحو تدرّجاً زمنياً قبل أن يصلَ إلى الزمخشري، فالمعروف أن من أسّس علم النحو في بداياته هو سيدنا على ابن أبي طالب كرّم الله وجهه، وقد كان لتلامذته الفضل في التوسع في هذا العلم لحماية القرآن من الخطأ في النقل. ثم انطلق تدريسه باستقلال تام مع أبو الأوسد الدؤلي 69هـ، التابعي تلميذ عليّ رضي الله عنهما، فدرّسه لكل من نصر بن عاصم الليثي الكناني وعنبسة بن معدان الفيل المهري وابن هرمز ويحيى بن يعمر العدواني.
ثم انطلقت من البصرة دراسة علم النحو من ابن أبي إسحاق 118هـ و عيسى بن عمر 149هـ، وأبو عمرو 154ه. تعلّم عن ابن أبي إسحاق كب من الأخفش الأكبر، والخليل ابن أحمد الفراهيدي، ويونس ابن حبيب.
ثم جاء من تلاميذهم سيبويه، اليزيدي، أبو زيد، وتتلمذ لذا هؤلاء كل من الأخفش وقطرب. تلاهم من التلاميذ الجرمي 225هـ والمازني 249هـ والرياشي 257هـ، وتتلمذَ لذا هؤلاء المبرّد، إمام المدرية البصرية ، وهو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر 286هـ. أما من طريق عيسى بن عمرو فلم يشتهر نحويّ، وأما من طريق أبو عمرو، فقد تتلمذَ لديه الرءاسي والهراء، وتتلمذ لهما الكسائي 119هـ، وتتلمذَ له كل من أبو الحسن الأحمر وأبو زكريا الفراء وأبو الحسن اللحياني.
ثم تتلمذ عنهم كل من ابن سعدان والطوال وابن السكيت، وتتلمذ لهم أبو العباس ابن سيار "ثعلب" 291هـ إمام المدرسة الكوفية.
تخرج عن المبرّد كلّ من أبو إسحاق إبراهيم الزجّاج 311هـ، ألو بكر محمد بن علي بن إسماعيل مبرمان 345هـ، أبو بكر محمد بن السري السراج . تتلمذ لديهم كل من أبو علي الفارسي و أبو سعيد السيرافي وأبو الحسن الرماني. تتلمذ لديهم كل من أبو الفتح عثمان "ابن جني" 350 هـ، علي بن عيسى الربعي، وأبو طالب العبدي. تلاهم عمر بن ثابت الثمانيني، ألو أحمد عبد السلام البصري، وأبو الحسن السمسمي. تتلمذ عنهم أبو المعمر يحيى بن طباطبا العلوي، وعبد الواحد العبكري (ابن برهان)، وأبو زكريا الخطيب التبريزي، تتلمذ لديهم كلّ من هبة لله ابن الشجري، أبو القاسن الحريري، موهوب بن الخضر الجواليقي، و جار الله محمود ابن عمر الزمخشري.
يُعتبر كتاب سيباويه أقدم كتاب وصلنا في النحو، يصفه النحاة أنه غير منظم الخطة، يرجّح أنه قد تم خلط أوراقه، بالرغم من أن البعض رمى إلى أن الخلط كان في ترتيب الفصول أصلاً. ثم كتاب مقدمة في النحو للأحمر، وكتاب المقتضب للمبرّد. وكلها كتب قيل أنها غير منسقة تماما. تلاه كتاب الجمل للزجاجي، والتفاحة في النحو العربي للنحاس، واللإيضاح للفارسي، واللمع لإبن جني، وملحة الإراب للحريري، وأسرار العربية للأنباري.
هذا المقال خصصته لنحاة النحو وأئمته إلى غاية الزمخشري، لأخذ فكرة عامة عن من سبقه، والخلاصة أن الزمخشري من أئمة النحو الذين نظّموا من هذا العلم كثيراً، وألمّوا فيه وجعلوه قابلاً للفهم كما وصلنا في كُتبه. وما المقالات السابقة واللاحقة إلا مثال يوضّح تمكّن هذا العَلَم في علوم العربية.
إلى المقال السادس من السلسلة إن شاء الله.
المقال 326
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق