التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2021

مسؤولية المثقف عند علي شريعتي

ان مسؤولية المثقف تتمحور في ايصال الفكر للناس  ونشر الوعي الحضاري، فالحامل للزاد الثقافي،  مكلف بالعناية  بما يحمله،  فحركة التغيير وصناعة المستقبل والتجديد والنهضة، وصناعة أجيال  تحمل الهم العام للأمة،  لا تكون الا في ايدي النخبة المثقفة، ” لا يمكننا ان نمضي في هذا الصمت ونتحمله كما لا يمكننا ان نقول شيئا. ولكننا سوف نظل صامتين،  اني تغمرني احاسيس من يحتضر ويفارق الحياة وهو على يقين بأن ثمة راحة وطمأنينة ونجاة،  بعد عذاب الحياة المدني الذي لا يختلف على طول العمر المديد، (..)  لقد هجر اولئك حياتهم اليومية،  وظلت ارواحهم خالدة، فالموت فاجعة أليمة،(..)،  يا لهم من عظماء اولئك الرجال الذين استمعوا لهذا الأمر من الله سبحانه وتعالى فاتبعوه.“ كانت هذه توطئة  لعلي شريعتي في احد كتبه،  فهو يربط رباطا وطيدا بين المثقف والمجاهد في سبيل الله،  وكان يرى في ثورة الجزائر  بذور الوعي الثقافي،  الثقافة هي ثورة في ذاتها، والثورة هي الثقافة،  والثقافة هي نشر الوعي على اوسع نطاق. المقال الـ132 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  فقد كان نضال علي شريعتي على ثلاثة انشطة،  النضال الفكري، النضال العل...

عن الاستيــاء

كيفَ ولمَ تتحول شخصية ”السّاعة او الـتراند“ من..  ”محبوبة و مُحترمة“ الى ”محل سخرية“ و ”تقزيم“؟ _ يشرحُ لنا علم النفس/الإجتماع بشكل عام هذا ”المصعد العاطفي“ الذي ينزل ويصعد بشكل ”قالبه“ عبثي غير مفهوم، والذي عمقه يعود لـ ”الاستياء“. الاستياء هو ”الشعور بالملل“ من شيءٍ ما، حيث يمكننا تفكيك هذا الشعور الى عدة أسباب، المسبب الأول للاستياء العادي هو التكرار، فعندما يتكرر نفس الأمر لمدة معتبرة، يشعر المرء بالامتعاض، دون تقييم ”أخلاقي“ للشيء، أي، بعيدا عن كون الأمر إيجابي أو سلبي، خيراً أو شرّاً. ثم ينتقل سريعاً هذا الاستياء "العادي" الى الاستياء ”بالهوس“، ويُقصد بالهوس هنا، هو أن الأمر تعدى القلق من التكرار، الى الإستياء من الشخص ذاته!، أي أن الشخص اصبح يشكل قلقاً للمُستاء. وأخيراً، ينتقل هذا الهوس الى الدرجة القصوى، الاستياء ”الساخر“، وهو اعمق أنواع الاستياء، يشعر فيها المستاء برغبة كبيرة في التقليل من قيمة الشخص، وليس فقط الاكتفاء بالاستياء على أساس ”الملل“، وهنا يُوظّف المُستاء طاقته لكسر الشخص الذي يعتلي ”التوندونص“. إذا كان ذا مُكنة ثقافية ويملك قدرة على القيادة والتملك، فسوف...

بين العاطفة والمنطق

بين العاطفة والمنطق! المقال 130 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  ..وأنا أتسكّع في بعض الصفحات والمواقع والمدونات، ما زلت أصادف نفس الإشكالية التي تطلّ برأسها الساخر، إشكالية اِسقاط القول على القائل، حيث يوجب العديد منا ان يكون القائل مؤمنا بقوله، ومُشبّعا بما يقول، ويكون أسلوبُ حياته من قوله وقوله أسلوب حياته، والا، فتُرفض أقاوله، بحكمٍ عاطفي غير قائم الا على "الإحساس" بالمكر والخديعة، أو النفاق، رغم ان صاحب القول يمكنه ان يكوناً رسولاً للمنطق، مجبراً لا بطلاً، لا مؤمناً به حق الايمان. ولي في هذا الموضوع عديد الأمثلة الدامغة في بطلان العاطفة في قول القائل، فقد أوحى الله الي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالحوار الذي دار بين ابليس وربه "الحوار كان بإذنه".  قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)  في حديث قُدسيّ، "وعزتك وجلالك لأغوينهم مادامت ارواحهم في أجسادهم" فيقول الله "وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني". هنا اقرارٌ واضح من ابليس ان الله ربه ورب العالمين، ...

ألبر كامو..العبثية هي الجواب

ألبرت رجل يساري، حمل على عاتقه همّ العدالة الاجتماعية، ورغم اتفاقهم حو الكثير من الأفكار الوجودية والعبثية، هو و جون بول سارتر، الا أن الاختلاف بينهما ظهر جلياً في الجانب السياسي،وصل حد العداوة، بما ان سارتر شيوعيّ الإيديولوجية، وكامو ”لا إيديولوجي“ او كان يخشى تأثير الإيديولوجية على إنسانية الفرد، وقد استنكر التعسف الذي كان يتعرض اليه الشعوب جراء الحكم الشيوعي، تماما كسابقه النّا-زي والفا-شي.. وكل ما هو شُمولي! فبعد إصدار كامو لكتابه الإنسان المتمرد في 1951، الذي انتقد فيه بشدة الفلسفة الوجودية، رد عليه سارتر ”بعنف“ في مقالة بجريدة ”les temps modernes“ في سنة 1952، وانتهت الصداقة بينهما بعد ذلك. فما هي أبعاد الفلسفة التي انتهجها كامو؟ ولمَ اختلف عن غيره من المفكرين؟ المقال الـ 129 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  ألبير كامو هو المفكر العبثي الأشهر في فرنسا للقرن العشرين، ويظهر ذلك جليا في كتبه الثلاثة، والتي كتبهم في ثلاث أجناس ادبية مختلفة:  أسطورة سيزيف (محاولة) 1942، الغريب (رواية) 1942، كاليجولا (أدب مسرحي) 1944. فقد وزّع فكره الفلسفي العبثي في الأجناس الأدبية ...

عن الأخطاء اللغوية والرواقيين

عن الأخطاء اللغوية،، لهواة التصيّد. إن الكاتب أو المؤلف بشكل عام هو مفكّر ومُحلّل، قبل أن يكون خطّاطاً، والأدب يستوعب عديد الكتاب من مجالات وتكوينات مختلفة، فيهم من تكوّن لغوياً بشكل سليم، وهناك من درس اللغة درساً، وهناك من يحمل أفكاراً لكن تكوينه اللغوي متوسط، فمن غير المعقول أن يكون كل الكُتّاب متخرجين من جامعات أدبية. وهنا يدخل دور المدققين، ولهذا هناك مُدققون!، المدقق معني بتتبع واصلاح الهفوات التي يقع فيها المؤلف، المُتمكن لُغوياً وغير المُتمكن، وهو عمل رسمي ومأجور، من اعلى سلطة في البلاد الى أدناها، أي، العيوب اللغوية التي تبقى في الكتب والأوراق الرسمية والملفات يتحمّلها المكلّف بالتدقيق وليس الكاتب. قد يعتقد المتصيّد انه قد وجد الثغرة التي يمكنه بها أن يحطّ  من شأن اي عمل، لكنه يجهل العُرف الأدبي، الذي يزحزح مسؤولية العمل النهائي عن الكاتب، ويضعه في حجر من راقبه وسهر على ترقيعه!  من كتاب: تأملات-ماركوس أوريليوس عن نفسي كقارئ، لا أهتم للأخطاء والهفوات، بل ولا أهتم للغة أصلاً، وجدتُ كثيراً من العيوب في كتب فرنسية، والتي اتحكم فيها بشكل أفضل، لكن الافكار المطروحة لن تجدها عند الأكا...

الإنسان الأعلى عند دوستويفسكي

بدأت فكرة الإنسان الاعلى تتبلور في عقول الفلاسفة بداية من الشاعر والفيلسوف الالماني جوته، قبل أن تنتقل الى فيودور دوستويفسكي،  وخاصه في رواية الجريمة والعقاب،  اين يظهر بشكل واضح نظريه الانسان الاعلى بالنسبة له، قبل ان تستقر عند الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه،  الذي استعان بنظريات كلّ منهما، ليُخرج منظوره "النهائي" حول عُلوّ الإنسان. في هذه المقالة اخترت أن أتوقف عند دوستو، لأن نظرته عن الإنسان الأعلى تختلف عن الألمانيين!، وقد تكون هذه النظرة هي أقل ما يُعرف عن ”المُقامر“. المقال الـ128 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  هل علينا قتل الإنسان السيئ و إقصائه من الوجود؟، في رواية الجريمة والعقاب، يروي فيودور قصة شاب من سانت بيترسبورغ وقد نزلت به الظروف الى الفقر الفاحش، يدعى ذلك الشاب روديون راسكونليكوف، وقد كان طالباً في كلية الحقوق، فقد اطر روديون لبيع اعزّ، الذي يتمثل في ساعة والده، لكي يدفع أجرة البيت. اتجه روديون الى الساعاتية، والتي استغلت ظرفه القاسي و حطّت من ثمن الساعة الى الدرجات الدنيا، فالتهب الشاب غضباً لهذا الظلم، وقرر معاقبة العجوز، إذ لم تغادر فكرة ”قتل...

هذا هو الإنسان

المقال الـ127 Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  العالم هذا يشهد نفاقاً مرئياً، وخوفاً خيطه يكاد ينقطع ،ما الذي أقصده؟  أقصد أنه لو انقطعت مواقع التواصل الإجتماعي لأي سبب كان لمدة معينة، سنعود لنقطة الصفر في قضايا الحقوق والواجبات والقمع والتعذيب والجرائم وكل ماكان وما لم يكن، لماذا؟ يقولون أن عُمر البشرية حوالي 300ألف سنة (حسب ما توصلوا اليه الآن)، فلم تعرف البشرية تواصلا برفع الحجاب  الا آخر مئة سنة، ومذا تساوي مئة سنة من جينات البشر؟ لا شيء تماما.  الإنسان يحمل قدرة هائلة على التأقلم، لكنه يتأقلم بيولوجيا بسرعة فائقة ، عكس التأقلم المعنوي الذي يأخذ عقوداً كبيرة، فالإنسان يحمل نفس الدموية والشراسة والعصبية التي عايشها لآلاف السنين. ما الذي تغير؟  أصبح الانسان يخشى الموت، لأن المعارك لم تعد متكافئة مثل الماضي، هل تغير الإنسان؟  الإنسان لا يتغير بل يتأقلم ليعيش، أما غريزته فلن تتهذّب أبداً، عندما تُفضح أمام الملايين وأنت تتحرش بفتاة...