الثلاثاء، 30 مارس 2021

عن الاستيــاء


كيفَ ولمَ تتحول شخصية ”السّاعة او الـتراند“ من.. 
”محبوبة و مُحترمة“ الى ”محل سخرية“ و ”تقزيم“؟
_


يشرحُ لنا علم النفس/الإجتماع بشكل عام هذا ”المصعد العاطفي“ الذي ينزل ويصعد بشكل ”قالبه“ عبثي غير مفهوم، والذي عمقه يعود لـ ”الاستياء“.
الاستياء هو ”الشعور بالملل“ من شيءٍ ما، حيث يمكننا تفكيك هذا الشعور الى عدة أسباب، المسبب الأول للاستياء العادي هو التكرار، فعندما يتكرر نفس الأمر لمدة معتبرة، يشعر المرء بالامتعاض، دون تقييم ”أخلاقي“ للشيء، أي، بعيدا عن كون الأمر إيجابي أو سلبي، خيراً أو شرّاً.
ثم ينتقل سريعاً هذا الاستياء "العادي" الى الاستياء ”بالهوس“، ويُقصد بالهوس هنا، هو أن الأمر تعدى القلق من التكرار، الى الإستياء من الشخص ذاته!، أي أن الشخص اصبح يشكل قلقاً للمُستاء.
وأخيراً، ينتقل هذا الهوس الى الدرجة القصوى، الاستياء ”الساخر“، وهو اعمق أنواع الاستياء، يشعر فيها المستاء برغبة كبيرة في التقليل من قيمة الشخص، وليس فقط الاكتفاء بالاستياء على أساس ”الملل“، وهنا يُوظّف المُستاء
طاقته لكسر الشخص الذي يعتلي ”التوندونص“.
إذا كان ذا مُكنة ثقافية ويملك قدرة على القيادة والتملك، فسوف يجمع حوله نفس المحبطين لشن هجماتٍ شرسة ومخطط لها ضد شخصية الساعة.
أما مجموعة المحبطين متوسطو الذكاء والمكنة الثقافية، فسوف يجتمعون على ضرب الشخصية ”تحت الحزام“، كوسيلة تدمير مختصرة ونهائية.
فبشكل تلقائي، اي شخصية تتسيّد حديث الساعة، وان كانت محبوبة، او محترمة، فسوف تأخذ نصيبها من مجموعة المستاءين، وعليه، يجب عدم الأخذ بعين الاعتبار، الآراء التي تكون مكثفة في ظرف وجيز، فالإنسان يشعر بالخطورة كلما ”زُحزحت“ منه النجومية والاهتمام، وسيتهم كل شخص بارز، أنه سبب وحدته.

#عماد_الدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق