عن الأخطاء اللغوية،، لهواة التصيّد.
إن الكاتب أو المؤلف بشكل عام هو مفكّر ومُحلّل، قبل أن يكون خطّاطاً، والأدب يستوعب عديد الكتاب من مجالات وتكوينات مختلفة، فيهم من تكوّن لغوياً بشكل سليم، وهناك من درس اللغة درساً، وهناك من يحمل أفكاراً لكن تكوينه اللغوي متوسط، فمن غير المعقول أن يكون كل الكُتّاب متخرجين من جامعات أدبية.
وهنا يدخل دور المدققين، ولهذا هناك مُدققون!، المدقق معني بتتبع واصلاح الهفوات التي يقع فيها المؤلف، المُتمكن لُغوياً وغير المُتمكن، وهو عمل رسمي ومأجور، من اعلى سلطة في البلاد الى أدناها، أي، العيوب اللغوية التي تبقى في الكتب والأوراق الرسمية والملفات يتحمّلها المكلّف بالتدقيق وليس الكاتب.
قد يعتقد المتصيّد انه قد وجد الثغرة التي يمكنه بها أن يحطّ من شأن اي عمل، لكنه يجهل العُرف الأدبي، الذي يزحزح مسؤولية العمل النهائي عن الكاتب، ويضعه في حجر من راقبه وسهر على ترقيعه!
عن نفسي كقارئ، لا أهتم للأخطاء والهفوات، بل ولا أهتم للغة أصلاً، وجدتُ كثيراً من العيوب في كتب فرنسية، والتي اتحكم فيها بشكل أفضل، لكن الافكار المطروحة لن تجدها عند الأكاديمي مربّع التفكير، فالحياة توازن، من وجد انه يحسن التنقيب كالغُراب على الهفوات، فليعرض خدماته كمدقّق ليُقدّم الإضافة للادب بطريقته، وليترك التفكير والتأليف والبحوث، لمن لا يملك التكوين اللغوي الاكاديمي الكامل.
وهكذا تسير الحياة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق