المقال الـ127 Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف
العالم هذا يشهد نفاقاً مرئياً، وخوفاً خيطه يكاد ينقطع ،ما الذي أقصده؟
أقصد أنه لو انقطعت مواقع التواصل الإجتماعي لأي سبب كان لمدة معينة، سنعود لنقطة الصفر في قضايا الحقوق والواجبات والقمع والتعذيب والجرائم وكل ماكان وما لم يكن، لماذا؟
يقولون أن عُمر البشرية حوالي 300ألف سنة (حسب ما توصلوا اليه الآن)، فلم تعرف البشرية تواصلا برفع الحجاب الا آخر مئة سنة، ومذا تساوي مئة سنة من جينات البشر؟ لا شيء تماما.
الإنسان يحمل قدرة هائلة على التأقلم، لكنه يتأقلم بيولوجيا بسرعة فائقة ، عكس التأقلم المعنوي الذي يأخذ عقوداً كبيرة، فالإنسان يحمل نفس الدموية والشراسة والعصبية التي عايشها لآلاف السنين.
ما الذي تغير؟
أصبح الانسان يخشى الموت، لأن المعارك لم تعد متكافئة مثل الماضي، هل تغير الإنسان؟
الإنسان لا يتغير بل يتأقلم ليعيش، أما غريزته فلن تتهذّب أبداً، عندما تُفضح أمام الملايين وأنت تتحرش بفتاة أو تسرق شيئاً ما، فسوف تقع في حالة خوف من الموت، وليس في حالة نكران للعمل.
هذا هو الإنسان، لو انقطع التواصل، فلن يجد الناس صعوبة في نهش بعضهم بعضاً، لأن الإنسان خلق ليسفك الدماء على قول الملائكة، ولولا حكمة ربك وهداه، لما وجدنا مكاناً نلقي فيه أجسادنا لنغفو..
هل يحتاج الإنسان الى 300ألف سنة أهرى ليصبح مهذّبا وتتغير جيناته؟
ننتظ الإجابة عند الإنسان الأخير.
#عمادالدين_زناف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق