التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2022

حجة «رأي الأغلبية»

حُجّة الأكثريّة |   Argumentum ad populum تُدعى كذلك حجّة الأشياء الأكثر شعبيّة، أو الدعوة للأكثريّة، أو سُلطة الغالبيّة، حجّة الرأي الغالب، وغيرها من التسميات والأوصاف التي تضعنا تماما في قلب أكبر المشاكل الاجتماعية والعلمية والدينية إذا أردت شمل الأمور المهمّة في حياة الفرد.  وضعت فيديو في قناتي أين جمعتُ فيه أغلب الحجج الكاذبة التي "نستعملها" جميعاً، وفي الغالب دون دراية منا.  سأعرّج قبل الدخول في الموضوع عن قضيّة الحجّة والمحاجّة من الناحية المنطقية. الحجّة في الأصل هي حِيَل تربّينها عليها لتسهيل تعاملاتنا مع الناس، والخروج من الورطات أكثر من تبرير صحّة ما نقول. وغالباً، يتعلمها الطفل في المنزل من أحدِ الأبوين، فالكذب هو في الغالب عمليّة تكوين حجّة بشكل سريع للخروج من المأزق، وبشكل أوسع، هو محاولة إنقاذ الذات من الخطر، من خطر الموت بالمطلق.   فجسمنا يتعامل مع الأشياء والمحيط بشكل بدائي وقاعديّ، فمثلاً، يتدفّق هرمونا الأدرينالين والكورتيزول في الجسم عندما نتعرّض للخطر أو للقلق والتوتر المكثّف، ولا يفرّق العقل (النخامية الأمامية*، مركز الإشارة لتدفق الهرمونات) بين المزاح وا...

علم الكلام (الجزء الثاني)

علم الكلام، الجزء الثاني. هو ما يسمى علم التوحيد كذلك، فهو يرمي إلى ٌثبات وحدانية الله بالاستعمال الوسائل المنطقية والنقلية. لم يكن المسلمون في عهد النبي عليه صلوات الله بحاجة لهذا العلم، ذلك أن كلام الله وحديث النبي وفهم الفقهاء من الصحابة وأهل البيت كانَ كافياً، علاوة ان العرب في تلك الحقبة كانوا على الفطرة، وكان لسانهم العربي عالياً وسليماً ليس فيه لحنٌ ولا كلمات أعجمية. ثم تغيّر الوضع عندما بدأت الفتوحات وتوسع دولة المسلمين، وكانَ اسلام الشعوب بين قبول حقيقي واستسلام، فتصادم المسلمون مع عقائد أخرى كانت راسخة في تلك الشعوب، مثل الزرداشتية عند الفرس، والمسيحية واليهودية في الشام ومصر وغيرهما، والبراهمة وأديان الهند وغيرهم. علاوة على هذا، تسللت الفلسفة في المجتمعات المسلمة، وطغى الفكر المشائي الأرسطي، وبرز فلاسفة مسلمون، وفرق تقبل أقوال اليونانيين، كما ذكرت في مقالتي الأولى عن علم الكلام. فكانَ من المنطقي أن يتصدّى لكل هذا علماء مسلمون متمكنون في كل تلك الأفكار والشُبَه، فمن غير المعقول أن تناقش شخصاً بشيءٍ لا يؤمن به، فانتقلَ المسلمون من الاكتفاء بالأدلة النقلية، إلى الخوض في الأدلة ...

تكليـف من هَـمّ للتأليـف!

تكليـف من هَـمّ للتأليـف! يعتمد المؤلّفون في أيامنا على سلاحين دون غيرهما في تحقيق المراد من الأدب، أوّل سلاحٍ هو اتقان الكتابة، من إملاء ونحو وصرف وجمع، أي، كتابة جُمل صحيحة خالية من العيوب النحوية وغيرها. والسّلاح الثاني، هو سلاح الخيال، إطالة يد التفكير لملامسة حواف النجوم الكواكب، والغاية منه الحوم حول الإبداع والتقرب منه. لكنّهم، وللأسف ضيّعوا العديد من الأسلحة الأخرى التي لا يستقيمُ لهم مخطوطٌ دون استخدامها.  فقد يتوهّمُ القارئ أن النّص الأدبي قد بلغَ الذروة إذا ما لامس المؤلف شيئاً من البلاغة، غير أنّه غالبيّة القرّاء، لا يعلمون أين يكمن اللّحن بالضبط في المؤلفات الجيّدة نحوياً ولغويّاً، وخيالاً وفكراً، ذلكَ أنّه لا يظهر لهُم عيباً، غير أنّ النّص فيه ملل قاتل، وتكرار لا يليق بمن انتصبَ لهذه الوسيلة الراقية. فأين يكمن الخلل واللحن، في النص الظاهرُ فيه الامتياز؟  أوّلا، لا يعتني الكتاب الجدد بالثراء المُعجمي، فهم لا يجدون حرجاً في تكرار نفس المصلح في نفسِ الفقرة غيرَ مرّة، ويكرّرون المصطلحات لوصف أشياء مختلفة، في مواضع متفرّقة، في أزمنة وأمكنة متشتتة! فلا يعتنون بحقبة الن...

نيتشه والإسلام

نظرة في كتاب نيتشه والإسلام.   بعدَ مُماطلةٍ وتأخير، قررتُ أن أقرأ أخيراً كتاب روي جاكسون "نيتشه والإسلام". وما كانت تلك المُماطلة إلا لأنني لم أكن قد قرأت مُعظم أعمال نيتشه، وبما أنني اقتربت من ذلك، أخذت أتصفح نظرة الكاتب وما أراد أن يرميَ إليه من علاقة نيتشه بالإسلام.  كانت أول مائة صفحة من الكتاب عبارة عن تفكيك الفكر النيتشي مع نظرته للنصرانية كمؤسسة يراها قد خذلت عيسى "عيسى عليه السلام". فقد كان يرى في النبي عيسى إنساناً عاليا، ورجلٌ يليق به أن يُحبّ ويُبجّل. ذكر الكاتب من عدة مصادر أخر أنه يرى في القديس بول أوّل مخربّي النصرانية الأولى، فقد عمد على تأويل الانجيل بطريقة تُفسد رسالة عيسى التي لم تصل أوروبا، وقد ذهب في تحليله بعيداً، قائلا إنه مثل المسيح رافض للقيم الجديدة، فقد رفض المسيح قيم اليهود في حقبته، الفريسيون المدعون للتدين، كذلك يفعل هو مع قساوسة عصره ورهبانهم. فقد كان بول عدمياً كارها للحياة في نظر نيتشه، وتلك العدمية قد ولّدت الاستياءَ لذا تلك الشعوب النصرانية، استياء ضد النبلاء والحكماء والأقوياء، وجعلتهم يطلبون الموتَ لأنهم سيكونون بجوار الرب في آخر...

المُفكر المُنتظر

المُفكّر المُنتظر..! عرفَ انهيار الامبراطورية الرومانية بروز عقول أصّلت لما قبل وأثناء وبعد تلك الحادثة التي خطّت التاريخ، وكان من أعمدتها القديس أوغسطين البوني، الذي برز في تأصيل أسس الفلسفة المدرسية أو السكولاستية التي شاعت بعده بقرون يسيرة. كتب في الزمن والتاريخ والعلوم، ورغم قلمه اللاهوتي، إلا أنه عملَ على التوسع في ذكر المسببات والعوامل والأرضية التي جعلت العالم يتغيّر، فأعطى بفكره إشارات للفكر النصراني بأن يغير من أسلوبه مثلا في التعاطي مع النصوص المقدسة، وإن كان قد غُيًر النص غيرَ مرة، إلا أن التأويلات والتفسيرات يمكن أن تتغيّر آلاف المرات، بما يتماشى والسياسة والمصالح الاقتصادية للكنسية، ثم للإمبراطوريات والإمارات الناشئة. فعرف الأوروبيون أوائل التغييرات الفكرية مع بروز مفسرين جدد للإنجيل، على راسهم طوما الإقويني، وعرفت السكولاستية ثورة جديدة في منظورهم الديني، وقد جالت أوروبا، وخدمت مصالح الباباوات والملوك والأباطرة والنبلاء، فقد ولد لهم دين على المقاس، يتماشى ومرحلة ما بعد الإمبراطورية الرومانية. فعرفوا نشأت الإمبراطورية الجرمانية المقدسة، وما حولها، وعادوا ليبسطوا نفوذهم على...

المقالات للإصلاح، الكواكبي.

بمناسبة بلوغ مقالاتي لمئتهم الثالثة، لم أجد موضوعاً يتناسبُ وهذا الأمر إلا الحديث عن المُفكّر الحَلبي السّوري عبد الرحمن الكواكبي، وهذا لعدّة اعتبارات، أوّلهم هو أنني قد وجدتُ أن منهجيّتي تقترب من أسلوبه، مع بعض الفروقات البسيطة والمفصلية بالنسبة لي. ثانيا، هو رجلٌ واسعٌ اطّلاعه، وفي أسلوب التدوين، كان من روّاده، وقد كان من المتأخرين فيه بعضَ الشّيء، لكنه استفاد من ذلك التأخير في الاستعانة بكل من سبقه في المجال، ليعمل على أسس أكثر فاعليّة في هذا المجال. إنه عبد الرحمن الكواكبي الحلبي، ينتسبُ لأشراف أهل البيت في سوريّة، ولدَ في منتصف القرن التاسع عشر، سنة 1855م. يعتبره العديدون من فلاسفة المسلمين المتأخرين، غير أنني أراهُ مُفكّرا ومُصلحاً وثائراً، لا فيلسوفاً، وهذا بعدَ اطّلاعي على كتابيه طبائع الاستبداد وأم القرى. فالفيلسوف، وإن كانَ له اتجاهٌ معيّن في التفكير، إلا أنه واسع الدائرة في الحديث، وصاحب مفاهيمَ جديدة ونظرات مُختلفة، غير أن الكواكبي كان واسع القراءة والاطلاع والنظر، لكنّ كتاباته كانت أضيق من ذلك، حيث خصّص غالبية أعماله وتدوينه في مكافحة الفساد العثماني في تلك الحقبة. وهذا لا...

فلسفة للكافة، فهمها للخاصة!

الفلسفة متاحة للعامة، لكن فهمها مُقيّد للخاصّة. لمَ؟ 🌿 مقالة أضع فيها إشارات يسيرة تُبيّن تركيبة الفلسفة الحقيقيّة.  إن من يُحب الفلسفة ويبحثُ في كتبها، يختلف عن الذي يتحاشاها ويفضّل ما هو أقل صعوبة منها، معتقداً أن الأدب السّهل أمتع من الأدب الفكري، ذلك أننا وقعنا في فخاخ الإصدارات الأدبية السهلة، وتفشى المرض، وصار الكُتاب يرون في الفرقعات الآنية المنا في التفوّق، إصدارات تحترق مع انتهاء القارئ لآخر صفحة فيها، ولن يعود إليها لعلم فيها، بل لانقطاعه عن الكتب الماتعة وحرمانه من هذه المجرة، ثم تُنسى بعد سنوات يسيرة.  ورغم أن للفلسفة شأن بين الكتب الأدبية، إلا أن قارئ المحب للفلسفة مُتوهّم هو الآخر، ذلك أنه يعتقدُ أن قراءة الكتب الأمهات يجعله مُلمّا بالفلسفة، ولو عدنا إلى القارئ العربي بشكل خاص، لوجدناه يتبجّحُ بمعرفة كتب الغرب، المعلومة من الخواص والعوام، من الذي يحب الفلسفة ومن الذي يذمها ومن الذي يمقتها، وقد تجد في بعض الأحيان، أن كاره الفلسفة، أو غير المعني بها، قد يكون أفهم من أدعياء أدب الفلسفة، ذلك أن للأدب قواعد قد لا يعلمها الكثيرُ منّا، ألا وهي دراسة الشيء بكل زواياه، و...

سيدة الجنة، الأفلام والروايات في الميزان

بعد مشاهدتي لمقاطع من فيلم The Lady of Heaven والذي يروي أحداثاً تحوم حول سيدة نساء الجنة فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، أكرر نفس وجهة نظري عن الروايات التاريخية المكتوبة، القديمة والحديثة، بما أنني تعرضت لهذا الموضوع في كتابي الشفق [الرواية الوطنية والتاريخ]؛ هذا الفيلم أثار ضجة في إنجلترا، وقد مُنع من العرض لأسباب طائفية وسياسية وما إلى ذلك. أقول، العيب دائماً في الذي يعتمد على الأفلام والمسلسلات لمعرفة التاريخ بشكل عام، وليس العيب فيها {أي الأفلام}.  فمنذ القدم، الروايات التاريخية نفسها مُشبعة بالانحيازات لقوى ذلك الزمان، للحُكم ولهوى ومزاج العوام بشكل عام. وصاحب الحقيقة يُقطع لسانه ولا تصلنا أخباره إلا ما انفلت منها، ولا أعتقد أن نوايا السينمائيين تكمن في رفع لواء الحق قبل الأرباح المادية.  بايجاز، المسلسلات والأفلام والروايات التاريخية ليست مصدراً لفهم التاريخ كعلم قائم بذاته! وتذكروا أنني وضعت درساً على قناتي، أذكر فيه تصريحاً قاطعاً من المؤرخين المشهورين، بالتساهل في سرد أحداث ”تاريخية“ يقصها رجال مطعون في رواياتهم للأحاديث النبوية. والمنبّش ...

تدليس ديزني

لماذا شركة ديزني هي ماكينة تغليط وتحريف بامتياز؟ أواصل في حملة إعادة التفكير في المنتوج الأمريكي، وهذه المرّة مع كارثة الشاشة بالنسبة للأطفال والمراهقين.  عندما نشرتُ شيئا مماثلا منذ سنة، اعترض البعض بقولهم إن ديزني "لطّفت" من القصص الحقيقية، ذلك أن القصص الحقيقية "مُرعبة". الواقع يقول أن لا شيء يبرّر التحريف، ولنذكر أعلى الأمثلة على الاطلاق وهو القرآن، حيث نقل الله لنا قول إبليس كاملاً، وهو يتوعّد البش إلا عباد الله المخلصين، فإذا جاز التحريف دينا وعُرفاً إنسانيا، لما نقل القرآن أقوال الملعون كما هو، وما نقل لنا قول فرعون أيضاً، فحجة أنه أقوالهم ودعواهم مرعبة وغامضة ليست بحجة، ذلك أن الحق لا تشوبه شائبة، ولا يخشى قول هذا وقصة ذاك. فالقول بأن ديزني لطّفت من القصص لأن الأطفال لا يتحمّلون تلك القصص أمر مُغالط، فالأطفال يعرفون معنى الرعب وما يُستنتج منه بطرق كثيرة، لذلك، وجب أن يعرفوه بصيغة صحيحة، وليس بتحريف القصص، وجعل كل النهايات سعيدة، ما يجعل الطفل شخصية ساذجة لو تتوقف عن البكاء حتى وهي ناضجة، ذلك أن مفهوم الحياة عندها لا يعرف التوازن بين الخير والشر.  لديزني عشرا...

الو.م.أ.. وبيعها الحرب لمن اشترى

مقالة مُختصرة لتُحيط بالتطوّر الذي خضع له العالم تحت لواء الـ و.م.أ  في العقود الأخيرة. منهج الولايات المتحدة يكمن في صناعة العدو، لكنّها تصنع العدو تحت لواء الديموقراطية، فالفرق بينها وبين "ديكتاتورية ما" يكمن في انتهاجها أسلوب الشورى المزيّفة في مجلس الشيوخ، أي تستعمل طريقة إقناع الرأي العام، بينما يعمل الديكتاتور على الإقلاع مباشرةً إلى ذلك المكان وغزوه وتدميره، لكننا طبعا سنصل إلى نفس النتيجة: غزو وتدمير ونهب الثروات ووضع أعين وقواعد في تلك المنطقة.  بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، صرّح نائب الرئيس الروسي غورباتشوف، وهو أرباتوف، قائلا: "سأخدمكَ أسوأ الخدمات، سأحرمك من وجود عدوّ لك"، جملة ثقيلة جداً فهمها العالم سريعاً عندما لملمت الو.م.أ أوراقها سريعاً وراحت تبحث عن عدوّ جديد يبرّر لها توسّعها الجديد، وبسط هيمنتها على نقاط متفرّقة من العالم. صنعت هذه الأخيرة لوحدها حوالي أربع مائة صراع حول العالم، وأصبحت تختارُ عدوّها، بعد أن كان لها عدوّ حقيقي. أوّل تحوّل حقيقي في العالم حدث في حرب الخليج الأولى، الحرب الأولى التي لم تتدخّل فيها روسيا (الاتحاد السوفييتي)، بعدما قرر...

الأخطاء اللغوية وخلفياتها الاجتماعية

الأخطاء اللغوية، وخلفيّاتها الاجتماعيةالأخطاء اللغوية، وخلفيّاتها الاجتماعية. جَميعُنا يقع في زلّات لغوية وإملائية، بعضها عن جهل، أي أننا لا نعرفُ كيفَ تُكتب الكلمة والمصطلح من الأساس، وبعضها عن ظنّ بأنّ تلك الكتابة صحيحة، ذلكَ أن اللسان العربي كمثال لهُ مدارس، فمنهم من يتسامح ومنهم لا يفعل، ومنهم من يُجيز، ومنهم من لا يفعل، ككتابة ياسين ويـسين ويـس، مدرسة ومدرسه، مذا وماذا، إلى غير ذلك، وبعضها عن سرعة في الكتابة، ما أسّس لوظيفة مُستقلّة تُسمى المُدقّق اللغوي، فهو يسعى لتتبّع زلّات المُؤلّف، وأي خطأ يسقط في مؤلّف ما، يكون المُدقّق هو المسؤول عنه، لأنّه يأخذ أجرة على ذلك.  الآن وبعد أن ثبّتنا العرش، نأتي للنقًشَ في الخلفيات التي تجول في لا وعي الناس الجمعي، لمن يُكثر من الأخطاء الكتابية، ومُخطئ من يظنّ بأن السخرية من الخطأ اللغوي تقتصر عند جهل الكاتب بطريقة كتابته، أي أن يُسخر منه لأنه يكتب دون تشبّع لساني مُعجمي. في الحقيقة هذا سبب سطحي جداً، لأن لا أحد يمكنهُ أن يُفلت من الخطأ، والاحاطة بكل المُعجم يكاد يكون مستحيلاً، وهو في الأصل تخصّص مستقلّ.  كثرةُ الأخطاء اللغوية قد تشير ...

التشبّه بين النبلاء والبسطاء

التشبّه الطبقي، من الأسفل نحو الأعلى، والعكس! السبب مبطون! الظاهر هو: إن من يملك القوّة، يُقنّن الجمال. تساءل العديد من علماء الاجتماع والنفس عن الغاية التي تلزّ الناس على تقليد بعضهم بعضاً في الملابس (الموضة) وعلى تقليد بعضهم بعضاً حتى في الأمور البيولوجية، بحثا عن التطابق التام في الشّعر السّبط، أنف أقنى، جسد رياضيّ أو مملوء، الطول، وغيرها من الأنماط التي تشير إلى طبقة ما.  وبعد تحليلٍ مُطوّل، لدينا أكثر من إجابة وتحليل على نفسل الفعل، فعل التماثل بالآخر، من جهة، يرى العديد الأشخاص أن لطبقة النُبلاء والأشراف بعض الصفات الخارجية الموحّدة، ففي مُعظم التماثيل والصور، نجدُ أن شعرهم أملس سبط، أنف طويل أو محدّب، قامة متوسّطة أو فارعة، مع لباس يتماشى مع طبقتهم، اللباس والمظاهر المادية، تعكس القدرة الشرائية، أو القوّة الشرائية للفرد، فهي تبعث برسالة للآخر (المرأة، في حالة الرجل، والعكس) أنك تملك القدرة على اشباع رغبات الآخر بسهولة، بذلك، يجعلكَ خياره الآمن. انت تقرأ مقال للكاتب عماد الدين زناف.  الفرد الذي يلعب على وتر المظاهر يُريد أن يكون الخيار الآمن وخيار الضمان البيولوجي لحياة ...