التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2022

Ultracrepidarianism

Ultracrepidarianism،  فن الكلام فيما لا نُحسنهُ.  هو سلوك يتمحورُ في إبداء الرأي في بعض الأمور التي لا يمتلك فيها المرء مصداقية، ولا كفاءة، وتجربة عمليّة. هذه الكلمة مشتقة من العبارة اللاتينية Sutor ne supra crepidam وتعني أن قل للإسكافي ألا يعلوَ فوقَ الحِذاء "إذا بقيَ كل فرد في حرفته، فسيتم الاعتناء بالأبقار بشكلٍ جيّد".  يأتي هذا المثل من حكاية رواها بليني الأكبر، هو صانع أحذية، دخل إلى غرفة الرسام لإعطائه أمرًا، فأعجب بأعمال الرسام، لكنه أشار إليه إلى خطأ في تمثيل الصندل! فصححها الرسام، ولكن عندما بدأ صانع الأحذية في توجيه انتقادات أخرى متتالية، أجاب الرسام "ne supra crepidam sutor iudicaret" (لا ينبغي لصانع الأحذية أن يصدر حكمًا بخلاف الأحذية) تم إثبات الاسم الإنجليزي ultracrepidarianism لأول مرة في عام 1819 في نص للكاتب ويليام هازليت (1778-1830) حول الناقد الأدبي البريطاني ويليام جيفورد (1756-1826). تفرنسَ المصطلح سنة 2014. Ultracrepidarianism  لا تقصد الحديث دون معرفة بشكل عام، بل تريد أن توضّحَ أن التعبير لا يكونُ خارج مجال اختصاص الفرد.  فهوَ نوع من الت...

يهود الجزائر في الإيليزيه

السفارديون: يـ،ـهودُ الجزائر الذين يقودونَ فرنسا! إنَّ المتتبع للسياسية الفرنسيّة وأدبها وفكرها بشكل عام، لا يجهلُ بعض الأسماء التي تتكرّرُ كثيراً جداً، من لا يَعلُم من هو جاك أتالي، بيرنارد هنري ليفي، وإريك زمور؟  إذا أردتُ تلخيصَ الأمر عليكم، فأقولُ أنّ ثلاثتُهُم من يـ،ـهود الجزائر، مؤلّفين، ولهم باعٌ ويدٌ عميقة في السياسة الفرنسية الداخليّة والخارجيّة. سيكونُ لي مقالٌ مستقلّ عن إيريك زمور، المُترشّح اليميني لرئاسيات فرنسا لهذه السنة، بالرغمِ من أنني أستبعِدُ فوزه بمنصب رئيس فرنسا -رغم شعبيتهِ التي لا يُستهانُ بها- إلا أنّهُ مشروعُ سياسيّ مُزعج كثيراً بالنسبة لليسار واليسار المتطرّف في فرنسا، ذلك أنّهُ جمَعَ من حوله عدداً هائلاً من الفرنسيين الشباب الذي يدافعون عن فرنسا دون عرب ودون إسلام. حديثي اليوم سيكونُ عن ثلاثتهم بشكلٍ مُكثّف، لكن دعوني أخبركم عن سبب حديثي عنهم! أولا، سياسة فرنسا تَعودُ علينا بشكلٍ مُباشر، ثانيا هؤلاء الأشخاص من أصل جزائريّ، الجزائر التي كانت أرضاً للأمازيغ والعرب، وفي عُمق هؤلاء العرب والامازيغ نجدُ مسلمين ويهود ونصرانيين.  إذا تعودُ عائلاتَهم في الوط...

الأعين الثلاث

كيف يتحوّل المتابع من؛ مُشفق إلى شيء متطرّف❓ [أدعوكم بإلحاح لقراءة هذا] في عالم التمثيل، الإعلام، الأدب، المسرح، الموسيقى، تجد أن المتابعين ينظرون إلى الشخصيات بثلاثةِ أعيُن، سأتكلم عنها.  غالباً، نجد أن المُتواضعين فكراً ومضموناً يلقون تفاعلاً كبيراً جداً يالمُقارنة بمن يقدّمون أعمالاً ذات جودة، حيث لا يَج من الأذكياء مبررّا لهذا السلوك الشائع!  العين الأولى؛ يرونَ في المبتدئ شخصاً مثيراً للشفقة، قد يتعاطفون معه معنوياً، لكن ليسَ كثيراً، رغم كل محاولته لتقديم الإضافة، إلا أنهم لا يريدون التفاعل مع شخص مجهول تماماً، وبذلك، سيعاني المبتدئ كثيراً من تهميشٍ لسببٍ ساذج، السبب هو أنه ليس نجماً في ميدانه، أي، لا يستفز المتابع للحُلم. العين الثانية، يرون الشخصية التي خرجت من الجبّ أخيراً بعينِ الإعجاب، ذلك أنه تجاوز امتحان التجاهل الذي فرضوهُ عليه، الآن، بالنسبة لهم! أصبح هذا الشخص مثيراً للإنتباه، ذلك أن لديه الكثير ليرويه لهم عن ”قصة نجاحه“، يرونَ فيه الأمل بأنهم سيصلون هم كذلك، فيُصبح هذا الفرد محقاّ في كل ما يقوله، فحجّتهُ تشبه حجّة شاهد حرب بالنسبة لعوام الناس، لا يُهمهم محتواه،...

خيار شمشون ومصير العالم

بين دَليلة وخِيار شَمشون النوويّ! هل تعرفون أسطورة "شَمشون" هذا؟ من لا يَعرف قصّة شمشون "الخارق"، لن يفهمَ مشروع شمشون للكيان المُحتلّ، ولن يَفهم قوّة الرّدع الأخيرة للبلدان النوَوِيّة! لا تقلقوا، سأُلخّصها لكم بنُسختِهم. تروي لنا الأساطير الإسرائيلية في عهدها القديم، أن في زمنٍ بعيد، سيطرَ الفلستيون "الفلسطينيون القُدماء" على كل منطقة كنعان (فلسطين الحالية)، بعدَ أن هُزمَ "بني إسرائيل" بغضبٍ من الرّب. وقد بقيَ منهم قليل من العائلات من بني إسرائيل، ومن بينها ترعرع فتى يُدعى شمشون. تربّى على كره الفلستيين، ذلك أنّهم "هزموا" قومه. عندما كَبُر شمشون، عَمِلَ على استرداد "وطنهم". عُرفَ على شمشون البُنية الجسديّة الخارقة والذكاء والحكمة. سافر بينَ أطراف فلستين. وأحبّ امرأة فلستيّة تُدعى دليلة. في طريقهِ اليها للزواج منها، ومنهُ لضرب الفلستيين في معقلهم، هاجمهُ أسدٌ عظيم، فهَزَمهُ. وفي حفل زواجهِ من دليلة، أخبر شمشون ثلاثين رجلا فلستيا ما يُدعى الآن أحجيةً، وعدهم بثلاثين قميصا وثلاثين ثوباً اذا وجدوها، . الأحجية تقول أن من الآكل خرج ...

الشفرات الفلسفية

"الشّفَرات" في الفلسفة! هُناك في الفلسفة مُصطلح مَعروف يُدعى الشفرة "كذا"، شفرة الأوكامي، شفرة دافيد هيوم، شفرة ايتشنز، شفرة ألدير، شفرة بوبر، وشفرة هانلون! ستقولونَ لي: ما هذه الشعوذة أيضاً؟ سأشرحُها بطريقة بسيطة جداً، تابعوا. استعمال اسم الشّفرة ليسَ عَبثيّ، الشفرة عبارة عن مُوسَى صغيرة حادّة يُقطع بها ما يستطاع قطعه. تتابع المفكرون في استعمال هذا المصطلح للإشارة الى قطع الأمور والمفاهيم والأفكار التي لا نحتاجها، أو التي تعتبر غير واردة، أو التي تعيق فهمنا، أو الخاطئة منهجياً، وغيرها من الاستعمالات. 🔪أولاً، شفرة الأوكامي.  تكلّمتُ عنها في أحد دروسي في اليوتيوب، تعود الى الراهب الإنجليزي جِيّوم من مدينة أوكام من القرن الرابع عشر. عندما تكون أمام أكثر من اقتراحات تعاكس بعضها بعضاً، أو تتسابق مع بعضها لشرحِ مفهوم ما، أو حدثٍ ما، يقترح علينا الأوكامي أن نختار الاقتراح الأبسط والوارد من بينهم، بكل بساطة. نفعل ذلك عن طريق قطع كل الاقتراحات الأخرى بضربة موسى واحدة. لماذا علينا أن نعقّد الأمور، إذا كانَ بالإمكان أن نسهّلها، لماذا نتّجه نحو الحل الأعقد، والحل الأسهل متوفّ...

5 نقاط حول الحرب الروسية!

دائما ما كانت المعارك تُسيل الأحبار والدماء واللُّعاب، وتستثير في الانسان مشاعر مُختلطة بين الخوف، التوتر، الحماس، والسعادة بالنسبة لمن ينتظرون بفارغ الصّبر "نهاية العالم". لن يكون هذا المقال عبارة عن سرد الواقع والأخبار التي تأتينا من وكالات الأنباء، التي وبدون مُفاجئة، تجد نفسها منحازة لطرفٍ عن آخر.  الواقع يُؤخذ من هواتف الأفراد المتجرّدين من أي انحياز ومن أي مصلحة وراء المعلومات التي يَسردونها، نستطيع القول إن الحقيقة من كل هذا الكم الهائل من المعلومات، هو ان روسيا قد اقتحمت أوكرانيا فعلاً، أما الغايات والخَلفيات، والبواعث والأهداف، فهي محل نقاش "الجميع"، إذا، هي مجرّد تخمينات أو محاولة جلب الانتباه واستغلال الحادثة من كل طرف، سواء اعلامي او سياسي أو نزولاً الى المفكرين الى غاية المؤثرين. المعركة والحرب موضوع جذّاب، فتخيّل أن يحدثَ ذلك في زمن الشاشات فائقة الجودة، في زمن الانترنيت أخّف وزن الريشة، في زمنٍ أين لا يوجد انسان واحد لا يملك هاتفاً وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعية، أي، لا يوجد من ليسَ لهُ رأي في هذا الموضوع المُثير. لقد وضعتكم في الصورة العامّة الآ...

مُعضلة العربة trolly problem

نسبية الخير والشر في مُعضلة العَرَبَة. "أسوأ الحلول الجيدة، أحسن الحلول السيئة"، "الأحسن سوءًا، الأسوأ حُسناً"، "جيّد لأنه ليسَ الأسوأ"، "جيّدٌ لكنهُ أسوأ ما يُمكن". عبارات لا ننطقُ بها، لا نَكتُبُها، ولا نُفكّرُ فيها. نَعتَقِدُ أن الفعل الجيّد كاملُ الجودة، والفعل السيّء، متفانٍ في السوء. لا نَعلمُ طريقة ثانية لفعل الخير، ولا لفعل الشّر، فكلاهُما واضحين بالنسبةِ لنا، وما يَجعَلُهما واضحين هكذا، هو أنهم مفاهيم غريزية مَخلوقة فينا. الجريمة شرّ، اطعام مسكينٍ، خير. التبرعُ خير، السرقة شرّ. انقاذُ نفس، خير، تركُ نفسٍ تموتُ شرٌ. لكنّني هُنا لأجعلَ حياتكم صَعبة "كالعادة". في هذا المقال سأكلّمُكم عن مُعضلة جديدة، تُشبه مُعضلة زوغسفانغ، وقريبة من معادلة سيراكوز، لكن لا تُشبه معضلة بينروز.  ركّز معي مع ما جائت به الفيلسوفة فيليبا روث فوت؛ لدينا مُستوصف في قرية ما، وصلنا مريض يُعاني من خمسة أمراض مختلفة، وان لم نُقدّم لهُ أدوية لأمراضه الخمس، سيموت. لدينا في المقابل خمس أشخاص، كل واحدٍ منهم لديه علّة من العلل الخمسة التي يُعاني منها المريض الآخر،...