السبت، 12 مارس 2022

يهود الجزائر في الإيليزيه



السفارديون: يـ،ـهودُ الجزائر الذين يقودونَ فرنسا!

إنَّ المتتبع للسياسية الفرنسيّة وأدبها وفكرها بشكل عام، لا يجهلُ بعض الأسماء التي تتكرّرُ كثيراً جداً، من لا يَعلُم من هو جاك أتالي، بيرنارد هنري ليفي، وإريك زمور؟  إذا أردتُ تلخيصَ الأمر عليكم، فأقولُ أنّ ثلاثتُهُم من يـ،ـهود الجزائر، مؤلّفين، ولهم باعٌ ويدٌ عميقة في السياسة الفرنسية الداخليّة والخارجيّة.
سيكونُ لي مقالٌ مستقلّ عن إيريك زمور، المُترشّح اليميني لرئاسيات فرنسا لهذه السنة، بالرغمِ من أنني أستبعِدُ فوزه بمنصب رئيس فرنسا -رغم شعبيتهِ التي لا يُستهانُ بها- إلا أنّهُ مشروعُ سياسيّ مُزعج كثيراً بالنسبة لليسار واليسار المتطرّف في فرنسا، ذلك أنّهُ جمَعَ من حوله عدداً هائلاً من الفرنسيين الشباب الذي يدافعون عن فرنسا دون عرب ودون إسلام. حديثي اليوم سيكونُ عن ثلاثتهم بشكلٍ مُكثّف، لكن دعوني أخبركم عن سبب حديثي عنهم!
أولا، سياسة فرنسا تَعودُ علينا بشكلٍ مُباشر، ثانيا هؤلاء الأشخاص من أصل جزائريّ، الجزائر التي كانت أرضاً للأمازيغ والعرب، وفي عُمق هؤلاء العرب والامازيغ نجدُ مسلمين ويهود ونصرانيين.  إذا تعودُ عائلاتَهم في الوطن لأكثر من خمس مائة سنة، بالنسبة لمن هربَ أباءهم من شبه جزيرة أيبيريا –إسبانيا- هرَباً من محاكم التفتيش الصليبية التي كانت تطارد المسلمين واليهودَ معاً، دونَ ذِكر من كانوا يهوداً ونصارى في الوطن قبل ذلك. ثالثاً، لأن سياسة فرنسا، وبوسوسة هؤلاء، مسّت عديدَ البُلدان الإسلامية ولا تزال. فإذا تحدّثنا عن برنارد هنري ليفي، الذي وُلدَ في بني ساف، فهوَ يُسمّي نَفسهُ فيلسوفاً، وما هو إلا داعية للحرب بمُسمّياتٍ غريبة مثل نشر السّلام. فقد كانت لهث أثارٌ منذ عقود في يوغوسلافيا، نجدُ لهُ صورا في البوسنة وكوسوفو وجورجيا وأفغانستان وسوريا والعراق وفلسطين وآخرها في ليبيا! ولا يزال يتحدّث عن "إلزامية" دخول فرنسا في حرب ضد روسيا في أوكرانيا، باختصار! هذا الرّجل عبارة عن آلة صانعة للأزمات! والسؤال الذي لم يَجد له أحد إجابةً مُقنعة هو، كيفَ لمُؤلّف كُتبٍ رديئة، يدّعي أنهُ مفكرّ وفيلسوف، أو إعلامي، أن يكونَ من بين صُنّاع القرار في فرنسا؟ من أينَ لهُ هذا التأثر كلّه؟  كيفَ لرجل يُسمى عند الفرنسيين بالمهرج وصانع الحروب والمُلطّخ، أن يكونَ لهُ حريّة التنقل والحديث حيث يشاء؟.. 
كذلكَ الحال لجاك أتالي، هذا المفكّر الذي وُلد بالعاصمة الجزائر، انتقل به والده إلى فرنسا وتربّى هُناك على أنغام أنريكو ماسياس، المُغني اليهودي القسنطينيّ هو الآخر! والذي زاملَ الفيلسوف الشهير جاك دريدا، الرجل الجزائري هو الآخر الذي وُلد في الأبيار! ستصاب بالدوار لكثرة الصّدف التي جمعت هؤلاء. هذا الرجل فزّاعة حقيقية، فهو معروفٌ أنّهُ اقتصادي، كانَ ناصحاً لعدّة رؤساء فرنسيين، منهم ميتيرون!، ساركوزي، هولوند، وكان هو وراء تقديم وترشيح ماكرون، الرجل الذي جاء من المجهول. لديهِ عدّة محاضرات، تحدّثتُ عن واحدةٍ منها في قناتي على اليوتوب، موضوعها هو العالم سنة 2050م، في الحقيقة، لا نعلم إن كانَ يتوقّعُ أشياءً، أو يتكلم عمّا يريدونه، أي، يشرح مشروع السياسات القادمة!  أما إيريك زمور، الأمازيغيّ الأصل، اليـ،ـهودي الديانة، الفرنسي الجنسية منذ أن أمضت عائلتهُ ما يسمّى قانون كريميو الذي يُعطي الجنسية الفرنسية ليـ،ـهود ومسلمي الجزائر مقابل الدفاع عن فرنسا والولاء لها. قانونٌ رفضه الجزائريون المسلمين، وقبله اليهود، الكثيرُ منهم على الأقل. وكانت من بينه عائلة زمّور، التي تنحدر من ولاية سطيف. 
هذا الأخير، هو أشرسُ عدوّ لكلّ ما هو جزائريّ، فقد كانت مؤلّفاته ومحاضراتهُ وحواراتهُ، كصحفيّ أو كأديب، كلها تصبّ في نقد الإسلام كديانة وليسَ كمُعتقد دخيل على الفرنسيين، ثم المسلمين وتاريخهم أنفسهم وليسَ "المـ،ـتشددين"، ثم العرب أنفسهم وتاريخهم كلّه.  لن يَجد العالم أجملَ منه خائناً لدمائهِ وجذوره. هذا المُترشّح للرئاسيات، قادم بمشروع لم يقم به أحدٌ غيرهُ، وبما أن مشروعه يتجاوز المنطق العالمي والأوروبي بشكل خاص، فهو ملزمٌ إما بعدم تطبيق أيّ شيء من الأشياء التي كانَ يحلُمُ بها، أو أنه لن يفوز بمنصب الرئيس، بضغوطاتٍ خفيّة، ليسَ بها حفظ المسلمين أو فرنسا من اقتتال أكيد، بل حفاظاً على مصالحها ومشروعها المدسوس، فإذا اعتبرنا زمور شيطاناً متصيّداً للأزمات، فيمكننا أن نشكُرَ لهُ صراحته، صراحةٌ تُشبه أسلوب دونالد ترامب. 
لماذا تحدّثتُ عنهم؟ لكي أثير انتباه بعض المتابعين لهذه الشخصيات التي يجهل الكثير من الناس أنّها من مناطقنا. ما الذي أريد إيصاله؟ لستُ هُنا كي اتحدّثَ عن كلّ شيءٍ، فأنا أعتمد على ذكاءِ القراء أيضاً. 

المقال 274
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق