الجمعة، 23 فبراير 2024

تلمسان.. مدينة الممالك الجزائرية




تلمسان.. مدينة الممالك، قصتها جزائرية خالصة 🇩🇿


عُرفت تلمسان قديما باسم أغادير، والذي يعني القلعة، ثم أصبح اسمها تلمسان، أي الينابيع. أقيمت فيها ثلاثة ممالك عظمى تاريخية، وأخرى ساهمت فيها بما يجمع أهل تلمسان من روابط عرقية معها.

أول مملكة أقيمت فيها كانت ألطافا.
كان ملك ألطافا هو ماسوناس ( 508–535 م) وهو، نوميدي حكم تلك المملكة المورية  وعاصمتها.  حافظ على استقلال مملكته من خلال مقاومة احتلال الوندال. وفي فترة حكمه أطاعته كل القبائل المورية .  في سنة 508-535 خلفه ماستيغاس، ولد في موريتانيا القيصرية شرق تلمسان.
 ماسونا هو أول حاكم مسجل للمملكة المورية، حكمت بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية. امتدت هذه المملكة، على عكس العديد من الممالك البربرية الأخرى، إلى ما وراء حدود الإمبراطورية الرومانية السابقة، لتشمل مناطق أمازيغية لم تكن أبدا تحت السيطرة الرومانية من قبل. يعرف ماسونا من خلال نقش على حصن في ألتافا (أولاد ميمون حاليا)، يعود تاريخه إلى عام 508 م، حيث يطلق على نفسه لقب ملك جينتيوم ماوروروم ورومانوروم، "ملك الشعبين الروماني والموري". كان آخر حكامها كسيلة، على اختلاف امتداد حكمه. 

أقيمت أول دولة إسلامية في تلمسان والمغرب الأسوط على يد بنو يفرن الزناتيين سنة790م بالتزامن مع الدولة الرستمية في تيارت، مستقلة عن الأمويين بشكل مبكر. بنو يفرن أو آيت يفرن، أو الإفرنيون، هم بنو يفرن بن يصلتين بن مسرا بن زاكيا بن ورسيك بن الديرت بن زناتة وقيل «بنو يفرن» بن مرة بن ورسيك بن زناتة، ويفرن يشير إلى أفرو أصل تسمية إفريقي، وأفرو كانت آلهة النومديين. حكم أبي قرة اليفرني المدينة. سريعا مع توسع إلى المغرب الأقصى ثم إلى الأندلس حيث ملكوا طائفة رُندة. وبالتالي فإنهم أول دولة زناتية أقامت دولتها وفرضت سيطرتها على المنطقة كلها.

حاولت قبائل أوربة الأوراسية التي بنت فاس بقيادة إدريس الأكبر الحجازي، أن تسيطر على دولة اليفرنيين ونجحت لفترة وجيزة.

في عام 1079م وبزعامة «يوسف بن تاشفين الصنهاجي»، وهو من صنهاجة الطبقة الثانية، أحفاد وأبناء عم الصنهاجة الزيريون.  فتحوها وبَنَوا فيها ضاحية «تاغرارت»، ومن أبرز معالمهم مسجد تلمسان الكبير.

وفي عهد الدولة الحمادية، سنة 1143م، انطلق ابن تلمسان عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي الزناني من تلمسان واحتل المغرب الأقصى الذي كان خاضعا للمرابطين الصنهاجة، وضمها إليه إلى جانب شمال إفريقيا والأندلس.

حكم بني عبد الواد الزناتيون الزيانيون، سنة 1235م، متخءبن من تلمسان عاصمة لهم.  قام والي تلمسان أبو سعيد عثمان أخ المأمون الموحدي بالقبض على مشايخ بني عبد الواد في محاولة منه للقضاء على نفوذهم الّذي ازداد في المنطقة، فسعى للشّفاعة فيهم أحد رجال الحامية وهو إبراهيم بن إسماعيل بن علان الصنهاجي اللّمتوني، لكن شفاعته لم تقبل، فغضب لذلك وثار واعتقل والي تلمسان وأطلق مشايخ بني عبد الواد وخلع طاعة الموحدين، وكان الغرض من حركته نصرة ثورة بني غانية الّتي كانت تهدف إلى إحياء دولة المرابطين في بلاد المغرب، والنتيجة كانت قيام دولة يغموراسن بن زيان.

 حوصرت تلمسان سبع سنوات ابتداء من عام 1299ـ بقيادة زعيم بني مرين الزناتي الزابي «أبو يعقوب»، الذي احتل المغرب الأقصى سابقا قادما من زاب بسكرة، ولم يرفع الحصار عن المدينة إلاّ بموته، إلا أن المرينيين قد بَنَوا خارج أسوار المدينة القديمة مدينةً جديدة أطلقوا عليها اسم «المنصورة». وقد عاد المرينيون مرة ثانية لحصار تلمسان بقيادة أبي الحسن المريني ففتحوها ودام حكمهم لها إحدى عشرة سنة ثم هلكوا.

أخيرا، خضعت تلمسان للعثمانيين منذ عام 1555م بعد أن كان قد فتحها القائد العثماني «بابا عروج» الذي استنصر به «أبو زيان» من بني عبد الواد على عمه «أبو حمد الثالث» الذي انتزع منه الحكم.
كانت مدينة وجدة وضواحيها لا تزال تابعة لتلمسان إلى غاية قدوم الفرنسيين سنة 1830.

المقال 391

#استرجع_تراثك  #عمادالدين_زناف #فلسفتنا #يوبا_الثالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق