عندما يكون تصنيع الهراء أسهل بكثير من تكذيبه. هذا ما يسمى بقانون براندوليني، أو مبدأ عدم تناسق وتناظر الكلام. ومعناه بالمجل هو أن " الأكاذيب والمعلومات المُضللة المنشورة تحتاج إلى جهد لدحضها أكبر بكثير من الجهد المبذول في تلفيقها" فصناعة الكذب والدعاية لا يحتاج شيئا عدى التفوه به أمام مجموعة أشخاص غير مختصين وتغلب عليهم الحميّة، فانتشاره بين أفراد المجتمع لا يتطلّب دليلا، فإذا كان من السهل إنشاء معلومات خاطئة أو استنتاج أو إدعاء فهم كاذب، وذلك من حيث الجوهر والشكل لا يتطلب سوى بضعة دقائق، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عدة ساعات وربما أيامًا لتفكيك كل نقطة وإظهار زيفها بطرق منهجية متينة. ورغم المجهود القائم، إلا أن هذا لا يضمن نجاحًا، لأن الضّرر قد حلّ بمجرّد إطلاق تلك الدعاية، لأن أكثر من ثمانون بالمائة من الناس لن تتغيّر عواطفهم الميالة للدعاية والكذبة الأولى، حتى بعد إصلاحها علميا. إن المعالجة العلمية والتصحيحات المنهجية في ذاتها لن تطال مسامع كلّ من تلقوا الكذبة والمغالطة الأولى، وحتى إذا بلغتهم فهم ليسوا من أهل الإختصاص لمناقشتها، بل هم يستقبلون المعلومات حسب ميلهم العاطفي ...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب