التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2023

قانون براندوليني (سلطة الهراء)

عندما يكون تصنيع الهراء أسهل بكثير من تكذيبه. هذا ما يسمى بقانون براندوليني، أو مبدأ عدم تناسق وتناظر الكلام. ومعناه بالمجل هو أن " الأكاذيب والمعلومات المُضللة المنشورة تحتاج إلى جهد لدحضها أكبر بكثير من الجهد المبذول في تلفيقها" فصناعة الكذب والدعاية لا يحتاج شيئا عدى التفوه به أمام مجموعة أشخاص غير مختصين وتغلب عليهم الحميّة، فانتشاره بين أفراد المجتمع لا يتطلّب دليلا، فإذا كان من السهل إنشاء معلومات خاطئة أو استنتاج أو إدعاء فهم كاذب، وذلك من حيث الجوهر والشكل لا يتطلب سوى بضعة دقائق، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر عدة ساعات وربما أيامًا لتفكيك كل نقطة وإظهار زيفها بطرق منهجية متينة. ورغم المجهود القائم، إلا أن هذا لا يضمن نجاحًا، لأن الضّرر قد حلّ بمجرّد إطلاق تلك الدعاية، لأن أكثر من ثمانون بالمائة من الناس لن تتغيّر عواطفهم الميالة للدعاية والكذبة الأولى، حتى بعد إصلاحها علميا. إن المعالجة العلمية والتصحيحات المنهجية في ذاتها لن تطال مسامع كلّ من تلقوا الكذبة والمغالطة الأولى، وحتى إذا بلغتهم فهم ليسوا من أهل الإختصاص لمناقشتها، بل هم يستقبلون المعلومات حسب ميلهم العاطفي ...

عن كسل أم إنهاك؟

هل أصبح البشر كسالى أم هم يعانون من الإنهاك؟ القضية الأولى: ما الذي حدث لشعوب أوروبا؟  بعد الحربين العالميتين الطاحنتين، والتي شهدت أكبر عدد ضحايا في وقت قصير في تاريخ البشرية، خرجت أوروبا مُنهكةً من الدماء التي استبيحت، وانتقلت السياسة العامة بين الغريين شيئا فشيء من الصراع العسكري البشري، إلى الصراع القانوني، أي، انتقل الغربيون إلى ما يسمى الاحتكام إلى القانون والأعراف الدولية، أو عقد قوانين ومواثيق لتسوية الخلافات. وبعد أن تجاوزوا كل الخلافات، انتقلوا إلى مرحلة جديدة قديمة، وهي العودة إلى الصراع الأيديولوجي ما قبل الحربين العالميتين، وهو بين اليمين واليسار في البلد، بين من هم محافظون (القوميين والمتدينين) و(المنفتحين واللاسلطويين)، مع عديد الملفات المستحدثة، مثل الهجرة والتنوع الديني والتفتح الجن.سي والقضية العر.قية التي انتشرت في أوطانهم وصارت حديث آخر عقد.  الشعوب الأوروبية تشهد انهيار آخر ما تبقى لهم من قيم ولا تحرك ساكنا، وعندما نتحدث عن القيم، فهي قيم يتفق عليها المؤمن وغير المؤمن، قيم إنسانية اتفقت على مبادئها كل حضارات العالم منذ القدم، كالتعايش والتبادل والتجارة  والسلم والا...

الآيات والأحاديث وضعف العقل الحديث

الآيات والأحاديث.. وضعف العقل الحديث. بين من يؤمن بآيات القرآن المليئة بالخوارق، ويكذب الأحاديث لأن فيها خوارق.. ذلك الذي يؤمن بتواتر القرآن بالرجال ويثق في حفظهم.. نفسه يكذب تواتر السنة بالرجال ولا يثق في حفظهم، نجد أنفسنا أمام مُسلم «داخل في بعضه» يريد دينا يتماشى مع لباسه وقصة شعره والعصر الذي هو فيه، يريد أن يؤمن بشيء ويكذب بشيء بالرغم من أنهما من نفس الينبوع والمشرب. كلما أثار أحدهم شُبهة راحَ يوافقه، لأنه أفهمه أن عقله عظيم، يمكنه أن يفصل في أمور خطيرة مثل هذه { ولا يمكن لعقله أن يجد له وظيفة تليق به، أو أن يحوز مكانة مرموقة ويصبح ثريا، أو أن يفك معضلة سيراكوز في الرياضيات مثلا أو يساهم بشيء في أي علم} قبل أن ألج عمق الموضوع، أذكّر هؤلاء بشخصية تُدعى عمرو بن عبيد، وهو رأس من رؤوس المعتزلة. فقد كان يرى ﴿كما ترى المعتزلة﴾ أن العقل سابق على النقل، فقد أثر عنه أنه قال، قال معاذ العنبري سمعت عمرو بنَ عبيد يقول، وذكر حديث الصادق المصدوق عليه صلوات الله: " لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذَّبْتُه، ولو سمعت زيدَ بن وهب يقول هذا ما أجبتُه، ولو سمعتُ عبدالله بنَ مسعود يقول هذا ما قَبِلْتُه...

الآيات والأحديث وضعف العقل الحديث

الآيات والأحاديث.. وضعف العقل الحديث. بين من يؤمن بآيات القرآن المليئة بالخوارق، ويكذب الأحاديث لأن فيها خوارق.. ذلك الذي يؤمن بتواتر القرآن بالرجال ويثق في حفظهم.. نفسه يكذب تواتر السنة بالرجال ولا يثق في حفظهم، نجد أنفسنا أمام مُسلم «داخل في بعضه» يريد دينا يتماشى مع لباسه وقصة شعره والعصر الذي هو فيه، يريد أن يؤمن بشيء ويكذب بشيء بالرغم من أنهما من نفس الينبوع والمشرب.  كلما أثار أحدهم شُبهة راحَ يوافقه، لأنه أفهمه أن عقله عظيم، يمكنه أن يفصل في أمور خطيرة مثل هذه { ولا يمكن لعقله أن يجد له وظيفة تليق به، أو أن يحوز مكانة مرموقة ويصبح ثريا، أو أن يفك معضلة سيراكوز في الرياضيات مثلا أو يساهم بشيء في أي علم} قبل أن ألج عمق الموضوع، أذكّر هؤلاء بشخصية تُدعى عمرو بن عبيد، وهو رأس من رؤوس المعتزلة. فقد كان يرى ﴿كما ترى المعتزلة﴾ أن العقل سابق على النقل، فقد أثر عنه أنه قال، قال معاذ العنبري سمعت عمرو بنَ عبيد يقول، وذكر حديث الصادق المصدوق عليه صلوات الله: " لو سمعت الأعمش يقول هذا لكذَّبْتُه، ولو سمعت زيدَ بن وهب يقول هذا ما أجبتُه، ولو سمعتُ عبدالله بنَ مسعود يقول هذا ما قَبِلْتُه...