الخميس، 9 سبتمبر 2021

الكِندي، صانع الفلسفة العربية


▪المؤسس المَظلوم! ▪

يتّصل الكندي - الكوفي المُتولد سنة 805م - من نواحي كثيره بأئمة المعتزلة، هذا الفيلسوف كان أول من أخذ بمذهب المشائين في الاسلام. وهو أول من لُقب بفيلسوف العرب!
 نستطيع أن نقول أنه أول من تبحّر في فنون الحكمة وأحكام جميع العلوم وثبّت المعاني الفلسفية في ادألفاظ عربيى دقيقه. أما فلسفته، فتقوم على أساس الرياضيات، [كما أعتقد أن الفلسفة مستخيلة دون فهم الفيزياء]، تمتزج فيه الأفلاطونية الحديثة بالفيتاغورتيه الجديدة.
فتعلُم الرياضيات عنده ضروري لتحصيل الفلسفة، وكثيرا ما يطبق المنهج الرياضي في المسائل الفلسفية والعلمية والطبية، ويحرص على اِبراز فكرة التناسب في كل شيء. أضف الى ذلك، أنه يُقدّس العقل، ويعتقد أن مردُّ الاشياء كلها اليه. 
فالمادة لا تتصور الا بالصورة التي تفيض عليها من العقل، والنفس الوسطى بين العقل الالهي والعالم المادي فإنها تصدر عالم الافلاك، أما النفس الانسانية، فهي ايضا من النفس الكونية، هبطت من عالم العقل الى عالم الحس، مزودة بذكريات حياتها السابقة، الا أنه لا يقَرُ لها قرار حتى تعود الى عالم العقل، وتحضى فيه بديمومة مستقرة.
وقد ألّفف الكندي رساله أثرت في جميع الفلاسفه الذين جاءوا من بعده، تقسم العقل الى اربعه اقسام: 
▪ العقل الذي بالفعل ابدا وهو العقل الاول.
▪ الذي بالقوة.
▪ العقل بالفعل الذي خرج في النفس من القوه الى الفعل بتاثير العقل الاول.
▪ العقل الظاهر الذي تخرجه النفس فيكون موجودا لغيرها منها بالفعل.

وللمعرفه عند الكندي طريقان، أحدهما طريق العقل والاخر طريق الوحي، وهذان طريقان يوصلان الى حقيقة واحده.
[أخذها الفارابي منه]
 وما حاوله الكندي، هو التوفيق بين الحقائق التي يهتدي اليها بالنظر العقلي، والحقائق المستفاده من مصدر ديني.
كان المعتزلة قد سبقوه إليها في الدفاع عن الوحي والعقل. فهو وإن اتفف مع المعتزلة في القول بالعدل والتوحيد وفي اثبات النبوات والقول بحدوث العالم وتنزيه الخالق عن صفات المخلوقات، الا انه يختلف عنهم بسعهدة افقه العلمي. وجمعه بين تعاليم الفيثاغوريين والأفلاطونيين والمشائين. اضف الى ذلك ان الظواهر الوجود عنده مرتبطه بعضها ببعض، والاعلى يؤثر في الادن،ى والله واحد وازلي ومبدع لم يسبقه وجود، لا ينتهي له وجود، ولا يكون وجود الا به.
واذا كان العقل عل جميع المعقولات وكانت العله تؤثر في المعلول، كانت الحقائق كلها بمعنى ما الهيه لانها كليه وضروريه ومطلقه وكامله.
فقد اثر الكندي في كل من ابن سينا والفارابي.
وكانت شهره ابن سينا والفرابي قد غطت الكندي، فتم التغافل عنه وتجاهله،  فقد ردد السرّاح اسمي الفارابي وابن سينا في كثير من كتبهم وأهمل اسم الكندي!
 حتى ان الغزالي لما ذكر الفلاسفة لم يذكر منهم الا ابا نصر وابن سينا زاعما انه لم يقم بنقل علوم ارسطو احد من الاسلاميين كقيام هذين الرجلين.
وكما ان ابن طفيل لم يجد حاجه الى نقد فلسفة الكندي بمقدمه كتابه [حي ابن يقظان]، كذلك القاضي صاعد لم يذكره في كتاب طبقات الأمم الا ليتّهمه بالتقصير في صناعى التحليل.
ومع ذلك، أنا أعتقد ان الكندي كان واضع حجر الاساس في صرح الفلسفة العربية ، وبفضل عنايته ظهر في اللغه العربية ما ظهر من أنواع العلم واصناف الصناعة. ولولاه لما رادت الفلسفة في الاسلام، ولا كان لغيره فيها مجال ولا مقال، نهيك به امام المحيطا بجميع علوم عصره مع جودة عقله وحسن تمييزه ولطف من نظره وهو المتقدم بين الفلاسفه العرب والفضل للمتقدم دائماً.

رحم الله الكندي المتوفي سنة 873م ، وغفر له ما تجاوز فيه الضرورات.

معلومات من تاريخ الفلسفة العربية.
المقال 201
#عمادالدين_زناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق