السبت، 11 سبتمبر 2021

العقل الفعّال- ابنُ باجّة



🔷الغريبُ هو المتوحّد الفعّال🔷

ولد ابن باجه بسرقسطة في نهايه القرن الحادي عشر للميلاد ربما في سنة 1085م، اشتغل في السياسة فاستوزره حاكم سرقسطة الى أحد عمال المرابطين، ثم تنقل بين سرقسطة واشبيلية وغرناطة وفاس.
تعرض لتشنيع خصومه وحُسّاده، مثل الفتح ابن خاقان الذين نسبه في كتاب [قائد العقيان] الى التعطيل [فرقة كلامية تنتسب الجهم بن صفوان، أساس فكرهم نفي الصفات والأسماء لله] وانحلال العقيدة. [كانت تلك تُهمة فقط]
▪مُصنفاته:
كان ممن صنّفوا شروحاً على مذهب ارسطو، منها شرح كتاب الطبيعيات لارسطوؤ وشرح كتاب ايزساغوجي او المدخل لفرفوريوس، وشرح ثلاثة رسائل للفارابي.
▪أما مؤلفاته:
 فمنها رسائل في الرياضة والنفس.
ومقالات في الفلسفة والطب والتاريخ الطبيعي.
 ورسالة الوداع المجتملة على اراء طريفة في العقل وفي الغاية الذي وجد الانسان من أجلها، وهي التقرب الى الله والاتصال بالعقل الفعال.
🔹مؤلفات ابن باجّة الفلسفية:
 كتاب [تدبير المتوحد] وهو أشهر كتبه وأَدلّها على نزعته العقلية. والمقصود بالتدبير هو تدبير الافعال وتوجيهها الى غايه المقصود، وهي الاتحاد بالعقل الفعّال. والمقصود بالمتوحد، الانسان الكامل الذي يتبع عقله ويسيطر على غرائزه، فليس هو الزاهد ولا المتصوّف، وانما هو فيلسوف. 

▪النظر: ويعني بتدبير شؤون الحياة في المدينة الفاضلة على أسُس الرويّة والفكر 
▪ أما المدينة الفاضله، فهي أكثر المدن علما لاستمالها على أكبر عدد من أهل الفضل المتحلين بكمال العلم والعمل، الذين يؤلفون بعقولهم دولة داخل الدولة.

فلا يحتاجون الى الأطباء لأنهم يحافظون على قواعد الصحة بأنفسهم، ولا الى القضاء هم لا يتنازعون بل يحكمون عقولهم في كل شيء، ويسيطرون على غرائزهم و شهواتهم وأهوائهم، حتى يتصلوا بالعقل الفعّال.

🔸موقف ابن باجّة مختلف عن موقف الغزالي كل الاختلاف، لأن الفلسفة عنده هي النظر العقلي الذي يمكّن الانسان من ادراك وجوده الحقيقي، ويهيئ له اسباب تدبير حياته تدبيرا حكيما.
 في حين انها عند الغزالي معرفة ذوقيه، يقذفها الله في قلب الانسان، حتى ينعم بالبهجة والسعادة.

 ان من قرأ تدبير المتوحد، وجد في صفخاته مثلا من آراء الفارابي في المدينه الفاضلة، الا ان الامر الذي يتميز به هو ان مفهوم الدولة الفاضلة، لم يكن عنده مفهوما قبليا ولا محاولة لقلب نظام الحكم، بل كان وسيلة لاصلاح العادات والاخلاق كل شيء الى تحقيق الوجود الانساني على اكمل صورة.

 المتوحّدون في نظر ابن باجه هم مواطنون في الدولة المثالية، غرباء في المجتمع الحقيقي. الا ان قراءتهم الروحية تدفعهم الى مدوزه شروط الواقع والى سلوك المنهج العقلي يهيئون باسباب السعاده في الدنيا والاخره.

توفي بفاس المغربية سنة 1138م.

رحمه الله 

المقال 203

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق