التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كارل ماركس ..للجميع



الطبقية والاستلاب..ماركس للجميع.

ماركس مفكر اقتصادي وفيلسوف اجتماعي، محلل وناقد للعالَم الرأسمالي نهاية القرن التاسع عشر، عَرض على العالم نظرة جديدة/قديمة للحياة الاجتماعية والاقتصادية، وكنتيجة: تغيير الحُكم السياسي.
فلسفياً، تأثر ماركس بـ هيجل، حيث أخذ منه ”منطق“ التاريخ ومجراه، وتعلم منه أن هناك مساراً محدداً لكل حقبة، وما يبلور هذا المسار هو السببية والبحث الدائم على المثالية.
 أما اقتصاديا، فقد كانت سنواته التي قضاها بفرنسا وتأثره بـ بابوف هي الشعلة لنضج فكرته التي ستُسمى لاحقاً بالماركسية.
وعكس هيجل، لم يكن يعتقد ماركس بأن الروحانية هي التي تقود الى المثالية، بل إن الرغبة المادية هي التي تحرّك المسار، وما يغيّر التاريخ هو: الصراعُ الطّبقيّ.
فقد لخّصها في قوله ”تاريخ الإنسانية هو صراع الطبقات.“
المقال الـ136 للكاتب عماد الدين زناف.
إذا تناولنا التاريخ الإنساني، فسنجده يعجّ بالصراعات، إذن، من الصعب أن نجد تعريفاً مُلخّصاً أحسن من تعريفه، لأن الصراعات مصدر التنافسات والمسابقات، وهي المادة التي تحرّك الحضارات، وتستفز العقل البشري للتطوّر في شتى المجالات.
وكما يشير هيجل: ”يتطوّر الوعي عند اصطدامه المتكرر بالنقيض.“
فانطلاقاً من فكرة أن ”الصراع مُحرّك التاريخ“، يجد أن الصراع في ذاته أمرٌ إيجابي، لأنه يدفع لتجاوز الذات في كلّ مرّة، ”من يريد السّلام عليه أن يتهيأ للحرب.“
للوصول الى السلام علينا تخطي الحرب، وللوصول الحقيقة، علينا مواجهة الكذب، وكل هذا يعتمد على الآخر، فالآخر يدفعنا لردّة الفعل المتكررة.
الصراع الطبقي هو صراع اقتصادي، ومن يطبق هذه المسرحية هم المُلّاك والعُمّال، الفاعل والمفعول به، المُسيطِر والمُسَيطَر.
نتائج هذا الصراع، هو الذي سيرينا ما سيصبح عليه العالم غداً.
بالنسبة لماركس، لا يوجد شيء ما ورائي قد يغير المفاهيم، ومن هذا المنطلق، لن تكون هناك نتائج الا من عمل الوعي الإنساني المبني على الصراعات المادية. 
فقد أخذ ماركس بمبدأ السببية الهيجيلية ”المثالية“، التي تقول ”العقل من يسيّر المادة” وحوّرها  أو ”طوّرها“ الى رغبة في الاستلاب المادي ”المادة من تسيّر العقل.“
يقول :”ليس الوعي من يمثّل الإنسان، إنّما الظروفُ المادية من تصنع ما يُمثّله.“
اختلاف الفكر والعادات والرغبات، يعود لاختلاف الظروف الاقتصادية، ومن هذا المنطلق يبدأ الصراع الطبقي مع الفاعل، في أيّة منطقة من المعمورة، لذلك تفشّت الماركسية بشكل واسع، لأنها ايديولوجية شمولية تلامس كل ”مُحتاج“. 

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...