التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سر العباقرة!




لا تستهزأ بنفسك او تسخر منها عندما تكتشف أمرا عبقريا كان امامك منذ مدة طويلة ولم تلاحظه، او تلقي له بال، لان السهولة هي أصعب شيء على الانسان وعلى البشرية جمعاء من القدم.

المقال الـ93 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف

#للنشر
_

الانسان يعمل على تعقيد الأمور ظنا منه ان الحياة تحفر له فخاخ وتضع له الغاما.

هكذا يعرقل البشر أنفسهم، فأكبر أعداء الفرد هو مخيّلته وما يعتقد بوجوده جازما.

انظر الى ميسي، اسطورة كرة القدم، أسلوبه المباشر من أسهل طرق لعب كرة القدم منذ ظهورها في ارض الانجليز، ورغم ذلك، يجد كل لاعبي العالم صعوبة بالغة في تقليد تلك السهولة الساذجة.

ان التبسيط والتسهيل هبة ربانية يُهديها الله لمن نسميهم العباقرة، فالعبقري هو من وجد متعته في عمله، العبقري من يرى في عمله عطلته، والذي يسترزق من عطلته، هو من انقض كالنّمر على كل امر بسيط وسهل في المحيط، ثم تبنّاه.

ان البشرية تتعامل مع كل اختراع وتطوير، واكتشاف وتسهيل، على انه امر بديهي، بعد ان تأقلمت معه، وهذا من خصوصيات كل الكائنات الحية، القدرة العالية على التأقلم، لكن تلك البديهية التي وصل اليه الشخص هي الشجرة البسيطة، التي غطت غابة العبقرية، وكما شرحتها، فهي القدرة الهائلة على إيجاد السهولة المتوفرة مجاناً ومن تم توظيفها.

إذا التبسيط والتسهيل هو أمر بديهي يصعب على أغلب الناس، وأن أي شيء عبقري يقوم به الفرد، لا يكون الا تائها في الطبيعة يمر عليه كل الناس، ولا يلمحه الا ذلك البسيط المتناغم معها تناغما فطريا.

ان فكرة العمل المرهق والبحث المتعب، والأرق والمرض المتواصل، أصبحت هدفاً للناس لا غاية، و لا يتفاخر الفرد اليوم الا بتعبه لا بأعماله حقاً، لأنه لم يجد في السهولة مبتغاه.

ان العقل لا يتجاوب الا بالمتعة، فالمتعة هي من تحفز الأعصاب على التركيز والانتباه، فلن تنتبه أبداً امام شيء كما تفعله اما لعبة او شريك حياتك، كذلك في العلم والبحوث، ان لم تجد متعتك فانسحب تماما، ولا تبحث عن وسام "التعب"، فهو لا يبرر الفشل والنجاح، انما السهولة في رؤية السهل من حولك، هو الملاذ للتفوق.


انتهى

#عمادالدين_زناف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...

مذكرة الموت Death Note

إذا كُنت من محبّي المانجا و الأنيم، من المؤكد أنه لم تفتك مشاهدة هذه التُّحفة المليئة بالرسائل المشفّرة. هذا المسلسل اعتمد على عدّة ثقافات و إيديولوجيات و ارتكز بشكل ظاهريّ على الديكور المسيحي، في بعض اللقطات و المعتقدات. المقال الـ104 للكاتب Imed eddine zenaf / عماد الدين زناف  _ الرواية في الأنيم مُقسّمة الى 37 حلقة، الشخصيات فيها محدّدة و غير مخفية. تبدأ القصة بسقوط كتاب من السّماء في ساحة الثانوية موسوم عليه «مذكرة الموت» ،حيث  لمحه شاب ذكيّ يُدعى ياغامي رايتو، و راح يتصفحه، احتفظ به، رغم أنه أخذها على أساس مزحة ليس الّا، و بعد مدّة قصيرة اكتشف ان المذكرة "سحريّة"، يمكنه من خلالها الحكم على ايّ كان بالموت بعد اربعين ثانية من كتابة اسمه و طريقة موته بالتفصيل. لم تسقط المذكرة عبثاً، بل اسقطته شخصية تُسمى ريوك، من العالم الآخر، وكانت حجة ريوك هي: الملل والرغبة في اللعب. كلُ من يستعمل مذكرة الموت يطلق عليه اسم " كيرا".  بعدها تسارعت الأحداث بعدما أصبح "كيرا" يكثّف من الضحايا بإسم العدل و الحق، فقد كان منطلقه نبيلاً: نشر العدل و القضاء على الجريمة في الأرض....

أخلاق العبيد، نيتشه والمغرب الأقصى

مفهوم أخلاق العبيد عند نيشته، المغرب الأقصى مثالا. مقال عماد الدين زناف. فريدريش نيتشه، حين صاغ مفهومه عن «أخلاق العبيد» في مُعظم كتبه، لم يكن يتحدث عن العبودية الملموسة بالمعنى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو بمعنى تجارة الرّق. بل تحدّث عن أسلوب في التفكير نِتاجَ حِقدٍ دفين وخضوع داخلي يولد مع الأفراد والجماعة. إذ بيّن أن الضعفاء، العاجزين عن تأكيد قوتهم، اخترعوا أخلاقًا تُدين الأقوياء، فرفعوا من شأن التواضع والطاعة فوق ما تحتمله، حتى أنها كسرت حدود الذل والهوان. ومن هذا المنطلق يمكن رسم موازاة مع خضوع شعب المغرب الأقصى لنظام المخزن. إذ أنها سلطة شكّلت لعقود علاقة هرمية تكاد تكون مقدسة بين الحاكمين والمحكومين. وما يلفت النظر هو أنّ هذا الخضوع لم يُقبل فقط بدافع الخوف والريبة، بل تَمَّ استبطانه كفضيلة بل وعمل أخلاقيًا. فالطاعة أصبحت عندهم حكمة، والعبودية وَلاءً، والاعتماد على الغير، أيًّ كانت مساعيه في دولتهم عبارة عن صورة من صور الاستقرار. نيتشه قال «نعم للحياة»، لكنها استُبدلت بـ«لا» مقنّعة، إذ جرى تحويل العجز التام على تغيير الظروف إلى قيمة، وتحويل الذل إلى فضيلة الصبر، وعندما عبّر قائلا...