التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

سلطنة بِجاية واستقلالها عن الحفصيين

بجاية.. سلطنة الاستقلال في قلب الدولة الحفصية بجاية، المدينة العريقة التي اشتق اسمها من قبيلة بربرية محلية، كانت تُعرف قديماً باسم صالداي . تقع بجاية في قلب الجزائر، ولم تكن يوماً سوى جزائرية، منذ أقدم العصور. فقد كانت جزءاً من مملكة الماسيل، ثم المملكة النوميدية، قبل أن تتقاسمها قبائل الحلف الخماسي، حيث حكمها عدد من الملوك والأمراء المحليين، من سلالة الملك الأمازيغي الشهير نوبل ، من قصره المعروف بـ البتراء في بجاية. ولا حاجة للإطالة فيما هو معلوم من تاريخ بجاية في عهدها الكُتّامي خلال الحقبة الفاطمية، ثم في عهد صنهاجة خلال الحكم الزيري، ولا في كيفيات بروزها كعاصمة سياسية وثقافية وعلمية للدولة الحمادية في المغرب الأوسط، بعد انتقال مركز الحكم من قلعة بني حماد بالمسيلة، زمن السلطان الناصر بن علناس، حتى أصبحت تُعرف بـ"الناصرية" نسبة إليه. كما كان لبجاية دور محوري في نشوء دولة الموحّدين الجزائرية، حين التقى ابن تومرت بالتلمساني عبد المؤمن في قرية ملالة البجاوية، فانطلقت منها شرارة الدولة الجديدة. ولم تكن بجاية، حتى ذلك الحين، تعرف طريقاً إلى تونس، إلى أن سقطت الدولة الحمادية...

تلخيصي لكتاب شروط النهضة - مالك بن نبي

  ملخّصي لكتاب "شروط النهضة" لمالك بن نبي (دون أي تعليق أو تعقيب مني): في البداية، تحدّث عن إلزامية وجود الرغبة في وعي الفرد بأن يُخلّد تاريخ حضارته، ويبعث روح خلودها في المجتمع، وأن يقاوم ليس لكي يتحرّر فحسب، بل لكي يبقى. وأعطى على ذلك مثالًا بالأمير عبد القادر، وذكر أن آخر من جسّد ذلك هو عبد الكريم الخطابي، ثم اختفت تلك الشعلة حتى برز مجدّدون للفكر الإسلامي مثل جمال الدين الأفغاني بأفكار أخرى للنهوض. يقول إن صوت جمال الدين وأتباعه قد بلغ مسامع الجزائريين الذين كانوا في كسل حضاريّ بعد شعلة الأمير عبد القادر. وقد بدأت أولى بوادر الإصلاح من قسنطينة على يد الشيخ صالح بن مهنا سنة 1898، لكن تفطّنت لها السلطات الاستعمارية وفرّقت شمله وصادرت مكتبته. ولم تُبعث هذه الروح إلا في مطلع سنوات العشرين، عندما بدأ ابن باديس في نشر الوعي الحضاري، وانتقلت أسطورة العمل الفردي التي كان ينتظرها الشعب الخامل، كتكرار لتجربة الأمير عبد القادر، إلى عمل توعوي جماعي يشارك فيه الجميع. وبدأت تنتشر فكرة الابتعاد عن الزوايا والتقرب من المكاتب العلمية، والابتعاد عن الخمّارات والاقتراب من الحوزات الثقافية...

فضل الجزائريين على المغرب الأقصى

 شهدت مملكة مراكش خلال النصف الأول من القرن العشرين حضورًا لافتًا لعدد من الشخصيات الجزائرية التي ساهمت في تكوين النخبة السياسية والإدارية  داخل دهاليز المخزن.  وقد عرف تأثير الجزائريين أوجّه في حكم محمد الخامس بن يوسف، وذلك بشكل مباشر. .. لكن الأمر غير جديد، فهذا التقليد قديم  فقد تجسّد في عديد المرات، خاصة فيما يخصّ الإفتاء والتأريخ، وتحديدا  في مدينة  فاس. فقد شغل التلمساني محمد بن مرزوق الخطيب عند بني مرين وكان كاتبهم.. وكذلك فعل عدد كبير من الجزائريين  خاصة  في فترة إيالة الجزائر، ونذكر منهم   أحمد الواعواني ومحمد بن عزوز الديلمي ومحمد بن محمد العباسي وابن جلال المغراوي وابن الكماد القسنطيني ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وسعيد المنداسي.. لكن يبقى أشهرهم أبو العباس أحمد الونشريسي في فاس، بعد خروجه من تلمسان، أصبح أحد كبار الفقهاء المالكية في فاس،مرجعًا فقهيًا فيها الى أن قتله السعديون. وكذا المؤرخ والفقيه المقري التلمساني، الذي تولى مناصب علمية وقضائية مهمة في المدينة وكان له تأثير على الفقه والقضاء هناك.   وكانت تلك تبعات ا...

من هو الأمير عبد المالك بن الأمير عبد القادر

  ولد الأمير عبد المالك بن محي الدين بن الأمير عبد القادر الجزائري سنة 1868 في دمشق، حيث نشأ وتلقى تعليمه وتدريبه العسكري ضمن الجيش العثماني، وذلك حتى نال رتبة عقيد في نهايات القرن التاسع عشر. بصفته ينتمي إلى عائلة الأمير عبد القادر، فقد ظل محل اهتمام القوى الاستعمارية والإمبراطوريات الكبرى المتنافسة، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا والدولة العثمانية، خاصة مع اقتراب اندلاع الحرب العالمية الأولى. بعدما فشل في التوغّل في الداخل الجزائري، تسلل الأمير عبد المالك الى المغرب الأقصى فعُيّن  قائدًا لقوات الشرطة في طنجة من طرف الحماية الفرنسيّة فيها، وذلك بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906، حيثُ حاولت فرنسا استغلال نسبته للأمير لاستمالته ومنع ميل المهاجرين الجزائريين لألمانيا أو الدولة العثمانية. إلا أن الأمير عبد الملك كان به بُعد آخر، وبيّن عدم رضاه بذلك المنصب، حيث اعتبره دون طموحه. بل إنه قد أبدى علانية استياءه من العراقيل الفرنسية، كما نقل عنه الصحفي البريطاني الشهير جون هاريس من جريدة The Times. في الفترة من 1906 إلى 1914، كانت طنجة ومنطقة الريف عمومًا ساحة للمؤامرات بين القوى العظمى، خ...

ابن بطوطة.. الذي لم يغادر غرفته

ابن بطوطة، الرّحالة الذي لم يغادر غرفته. مقال عماد الدين زناف. ليسَ هذا أول مقال يتناول زيفَ الكثير من أعمالِ المؤرخين القدامى، الذين كانوا يكتبون للسلاطين من أجل التقرّب منهم، ومن ذلك السعيُ للتكسّب، ولن يكون الأخير من نوعه. الكتب التاريخية، وأخص بالذكر كتب الرّحالة، هي عبارة عن شيءٍ من التاريخ الذي يضع صاحبها في سكّة المصداقية أمام القارىء، ممزوجِ بكثيرٍ من الروايات الفانتازيّة، التي تميّزه عن غيره من الرحالة والمؤرخين. فإذا اتخذَ أحدنا نفس السبيل الجغرافي، فلن يرى إلا ما رآه الآخرون، بذلك، لن يكون لكتاباته أيّ داعٍ، لأن ما من مؤرخ ورحّالة، إلا وسُبقَ في التأريخ والتدوين، أما التميّز، فيكون إما بالتحليل النفسي والاجتماعي والفلسفي، أو بابتداع ما لا يمكن نفيُهُ، إذ أن الشاهد الوحيد عن ذلك هو القاصّ نفسه، وفي ذلك الزمن، كان هناك نوعين من المتلقين، أذن وعين تصدق كل ما تسمع وتقرأ، وأذن وعين لا تلتفت إلا لما يوافق معتقدها أو عقلها.  الهدف من هذا المقال ليس ضربُ شخص ابن بطوطة، لأن الشخص في نهاية المطاف ما هو إلا وسيلة تحمل المادة التي نتدارسها، فقد يتبرّأ ابن طوطة من كل ما قيل أنه قد كتبه، ...