الهدايا المسمومة. الهديّة لا تُرفض، لكن قبولها لا يعبّر عن جودتها، قد تكون الهدايا نافعة في الظاهر، لكنها تُبطن سمًّا قاتلا. ذلك السم لم يكن مقصودا بالضرورة من الذي أهداك إيّاها، لكن الإعانة في ذاتها مسمومة. نحن في زمن الإعانات غير المحدودة، المعلومة التي تنزل إلينا بنقرتين، ألاف القنوات والحسابات التي تُبسّط أكثر الأشياء المُعقّدة، المتعة في كل مكان، تجعلنا ننسى أحزاننا بسرعة، ترجمات، تكوينات، ألاف الأفاق المبسوطة في مجال الانترنت، إلى أين سنصل بهذه السهولة؟ اجتماعيا، نعرف تحولا محسوسا، ذلك أن الشاب اليوم يملك هدية فوق الهدايا، وهي منحة البطالة، مبلغ مالي لا يتطلّب من صاحبه سوى شرطان تعجيزيّان جدا في عصر الكسل، الأول أن تكون وضعيته إزاء الخدمة العسكرية واضحة، والثاني أن يقبل أي عمل يُعرض عليه –أو أن تكون له شهادة تكوين مهني في مجال ما-، الأمر جلل كما تلاحظون. ما الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع؟ الذي دفعني لهذا تراكم الملاحظات لمن يريدون استقبال الإعانات بشكل غير مشروط، كهؤلاء الذين يرددون دائما –هذا حقنا من البترول-، منذ أن خُلق آدم، لم يكن للإنسان حق في شيء في الذي تعبَ من أجله...
مُدوّن، روائي، وصانع محتوى على اليوتيوب