التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2023

الهدايا المسمومة

الهدايا المسمومة.  الهديّة لا تُرفض، لكن قبولها لا يعبّر عن جودتها، قد تكون الهدايا نافعة في الظاهر، لكنها تُبطن سمًّا قاتلا. ذلك السم لم يكن مقصودا بالضرورة من الذي أهداك إيّاها، لكن الإعانة في ذاتها مسمومة. نحن في زمن الإعانات غير المحدودة، المعلومة التي تنزل إلينا بنقرتين، ألاف القنوات والحسابات التي تُبسّط أكثر الأشياء المُعقّدة، المتعة في كل مكان، تجعلنا ننسى أحزاننا بسرعة، ترجمات، تكوينات، ألاف الأفاق المبسوطة في مجال الانترنت، إلى أين سنصل بهذه السهولة؟  اجتماعيا، نعرف تحولا محسوسا، ذلك أن الشاب اليوم يملك هدية فوق الهدايا، وهي منحة البطالة، مبلغ مالي لا يتطلّب من صاحبه سوى شرطان تعجيزيّان جدا في عصر الكسل، الأول أن تكون وضعيته إزاء الخدمة العسكرية واضحة، والثاني أن يقبل أي عمل يُعرض عليه –أو أن تكون له شهادة تكوين مهني في مجال ما-، الأمر جلل كما تلاحظون. ما الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع؟  الذي دفعني لهذا تراكم الملاحظات لمن يريدون استقبال الإعانات بشكل غير مشروط، كهؤلاء الذين يرددون دائما –هذا حقنا من البترول-، منذ أن خُلق آدم، لم يكن للإنسان حق في شيء في الذي تعبَ من أجله...

ماتريكس وفلسفة هوليود

ماتريكس وفلسفة سينما التسعينات. الذين تخطّوا سن الثلاثين، يتذكرون -حسب درجة اهتمامهم بالسينما- الأفلام التي كانت تُنتج أواخر التسعينات وبداية الألفية. إذا أردنا تقسيم الأنواع الثلاثة التي كانت تحتل المشهد هي، الخيال العلمي، الأفلام التاريخية، والأفلام النفسية الغامضة (السوديّة).  في تلك السنوات عرفت الشعوب ثورة الإنترنت، لم تكن لديهم فكرة كيف يستخدمونه وما الفائدة منه. في تلك السنوات، ساهم الانترنت في تقريب بعض المفاهيم العلمية إلى الشعوب، ما أنتج شيئا يسمى pop-culture.  استغلت هوليود هذه الظاهرة للتربع على الموضة الجديدة التي تغزو العالم، ولكي تريَ الناس ما يحب أن يرون من خلال الانترنت والعالم الإفتراضي، صحيح، اعتمدت كثيرًا على أعمال الفلاسفة أمثال إسحق عظيموف، خبير الروبوت، نوستراداموس القرن العشرين فيما يخص الآلة، وكذا تصورات سابقة مثل ما جاء به الروائي والمغانر الفرنسي جول فيرن، وآخرون في علم الإجتماع مثل جون بودريار. لكن الأفلام لم تكن وفية للرسالة، لأن السينما لا يمكنها أن تكون أخلاقية، لأنها تخاطب من لا يبحثون عن الأخلاقية.  طوال فترة الثمانينات والتسعينات، إلى غاية 1998، عجت ال...

The matrix المصفوفة- جون بودريار

أعودُ بكم لـ the matrix مجددا في هذا المقال،  لشرح العالم الوسطي الكائن بين الحقيقة والخيال،  تحليل مُفصّل لكتاب simulacres et simulation، الكتاب الذي يجب أن يطالعه الجميع. يُعد كتاب المُصطَنع والاصطناع لجون بودريار هو الكتاب الأب والأم وكل ما يوحي للأبوّة لفكرة المصفوفة الذي ركّزتُ عليها كثيرا هذا الأسبوع، وكذلك في كتابي الشفق سابقا. لكنني لم أضع تحليلا مخصصا للكتاب عينه، وها قد أتت الفرصة لتأخذ فكرة عمّا فاتك، إذا لم تكن قد اطّلعتَ عليه بعد.  قبل الحديث عن الكتاب، عليّ الإشارة أن فكرة فيلم ماتريكس برمّتها جاءت من رحم أفكار هذا الفيلسوف الفرنسي، الذي ينتمي بشكل أو بآخر للفلسفة التفكيكية، وبشكل عام لمجموعة الـfrench theory الذين خصصتهم بمقال في السابق يمكنهم مطالعته في مدوّنتي.   يبدأ فيلم ماتريكس بمحادثة كتابية بين من ستُعرف لاحقًا بـ ترينيتي، واندرسون (نيو)، في نفس ذلك المشهد يظهر لنا في الشاشة كتاب & simulacres   simulation،كإشارة واضحة لصاحب الفضل في هذا التحليل الخطير لما سيصبح عليه واقعنا اليوم.  في نفس المشهد، رأينا إشارة ثانية عبقريّة، وهو أن نيو استعمل ذلك الكتاب كصندوق يخ...