الخميس، 8 ديسمبر 2022

نفسية اللعوب




نظرة في نفسية اللعوب.

اللّعوب. هو ذلك الذي يُعاكس النساء في الشارع.  
 من الذي لا يمكنه أن يكون لعوباً؟ 
اللعوب والمُفكّر. لا يمكن أن يكون المفكّرُ لعوباً، فهو لا يستطيع رفع صورة المرأة مثل الشعراء، ولا وضعها في أسفل السافلين مثل الفلاسفة. يمنعه المنطق والتحليل المستمر بأن يُلاحقهن، ذلكَ أن عقله مُرهق، بذلك هو لا يملك من الصبر ما يُقحمه في لعبة مُماثِلة.
اللعوب والفيلسوف. كان يرى كانط أن الحياة الزوجية شيء جميل ترتكز على الأخلاق، لكنه لم يُحاول أبداً أن يتقدم لامرأة ما، لأنه لم يكن يُغادر التدريس، بكشل غير مباشر، كان يرى أن الحديث عن المرأة أحسن من الحديث معها، وكان يفضل الذهاب لبائعات الهوى. نيتشه لم يكن سوى فيلسوف مُحبط من حبه الفاشل للو سالومي، وكان يفضل بائعات الهوى هو الآخر.  شوبنهاور كان ميسوجينيّ –كاره للنساء- لا يرى في النساء سوى عقبة. الفلاسفة لا يجلسون في الشارع، وذلك ما يجعلهم لا يصادفون النساء للتفكير في التحرّش بهن. 
اللعوب والقارئ. لا يجتمع القارئ واللعوب في نفس الشخص، يرى القارئ أنه إذا وُضع خِيار بين كتبه وبين النساء، فالجواب سيكون سريع ومُباشر، الكُتُب والكتابة. لمَ؟ لأن كل ما قرأه وما أخذه كإرث معرفي كلاسيكي ينصحه بالابتعادِ عنهن، خاصة المشبع بكتب الفلاسفة. لكن تبقى المرأة بالنسبة للقارئ إشكالية يحبها ويخشاها في نفس الوقت، بينما هي للفيلسوف عبارة تراكمات من التجارب الفاشلة. 
من الذي يُمكنه أن يكونَ لعوباً؟
اللعوب مطرودٌ إلى الشارع. اللعوب غير مرغوب به في الداخل (في البيت)، غير مُستقر، لا يبعث على الاطمئنان، يبحث عن نفسه من فتاة إلى أخرى بشكل مستمر، يبقى في الشارع لينتظر من التي ستعيده إلى المنزل. 
اللعوب يعاني من عقدة الأم.  يعاني كل رجال الدُنيا من ألم الفراق من والدتهم (حسب نظرية فرويد)، ولا يكادون يشفون من هذا الفراق إلا في مرحلة معينة قد لا تطول، وهي مرحلة اكتشاف المرأة التي يحبونها وتحبهم. اللعوب، يعاني إلى آخر يوم من حياته، لأنه لا يستطيع أن يحب النساء اللائي يتحرّشُ بهن، وإن أحب، فهو سيخلط بينها وبين أمه. 
اللعوب لا يستمع للقصص. لا يريد اللعوب من المرأة سوى رغباته الحيوانية، أكثر شيء يمقته هو الاستمتاع إليها،  وبذلك، يستعمل كل الوسائل الراقية ليجعلها تراه غير ذلك. 
اللعوب شكّاك. عاشَ بلا حب يحتويه، كبر وهو يشعر بالوحدة، هو الآن يشكّ في حب المرأة له.
اللعوب لا يركّز، حتى لو بدا كذلك.  إذا فكّر شعر بالإحباط من حالته، رغم أنه يركّز مع 'فريسته"، لكن تركيزه مثل ذاكرته محدودين في الزمان والمكان، بالتالي، يصبح فعل التفكير بالنسبة له أمراً سلبياً، وهو يرى أن من يقوم بالتفكير يضرّ نفسه، لأنه يُسقط العالم على منظوره. 
اللعوب يمقت الحب، وبالتالي سيمقت الغريزة.  يظن أن الحب وسيلة للغريزة، وبالتالي، عليه أن يلحق بالغريزة مباشرة، بيدَ أنه سيصطدم بحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يكتفي بالغريزة في غياب الحب.
اللعوب مُتخلّف عن المجرم بمسافة صغيرة.  ربما يكون اللعوب عبداً ضعيفاً خاضعا لرغباته، كفطل لا يستطيع التوقف عن اللعب. لكن نظرته المحتقرة للمرأة، وبرودة مشاعره اتجاهها، قد تجعله قاب قوسين أو أدنى من الاعتداء عليها.
هل للعوب أيّة فرصة؟ التراجيدي في هذا النوع أنه لن يعطي فرصةً لنفسه، لأن الفرص الخارجية موجودة في كل لحظة.
اللعوب بين مجتمعين، مجتمع يُدعى أبويّ يُنسب إلى اليمين السياسي، وآخر جديد يدعى مُجتمع أموميّ. الأبوي هو الأصل، أن يكون فيه الرجل هو العمود الذي يسير المجتمع المدني والسياسي، وبالتالي، كل شيء يعود إليه. أما المجتمع الأمومي الحديث، هو مجتمع يرفض سلطة الأب، تكون في الدولة هي الأم الراعي، عن طريق الدعم المستمر للأقليات (والتفتح الجنسي) والنساء والشباب البطّال والمهجّرين وغيرها من السياسات اليسارية. في المجتمع الأمومي، سيجد اللعوب كل شيء متوفّر، فالتفتح يَخدمهُ، والمال يُضخّ دون عملٍ. أما في النظام الأبوي، فسوف يجد معاناة في التواصل مع الأنثى التي تخضع لسلطة الرجل، وليس لسلطتها الخاصة. 

المقال 330
#عمادالدين_زناف 
المصدر، معظمه من كتاب sociologie du dragueur.

هناك تعليق واحد:

  1. الفلاسفة الذين ذكرتهم لم ينعمو بحياة مستقرة مع إمرأة كل حسب سببه و اللعوب لن ينعم بحياة مستقرة مع إمرأة لكثرة شكوكه وقلة ثقته في حبها له لأن في الأساس تقديره لذاته متدني جدا ...في آخر المقال نكتشف أنو الفيلسوف واللعوب يشتركون في أنهم غير أسوياء نفسيا 🤔

    ردحذف